نفطتقارير النفطرئيسية

الانتخابات الرئاسية في الإكوادور تهدد بوقف مشروعات نفط وتعدين

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الانتخابات الرئاسية تهدد بوقف مشروعات نفط وتعدين في الإكوادور
  • يعارض أنصار البيئة مشروعات النفط والتعدين في الإكوادور
  • في استفتاء التعدين، يرغب قرابة 61% ممن شملهم المسح في وقف تلك الأنشطة
  • دخول النفط محرك رئيس للنمو الاقتصادي في الإكوادور
  • الإكوادور على رادار عمالقة التعدين العالميين، مثل بي إتش بي غروب وريو تينتو غروب

باتت الانتخابات الرئاسية في الإكوادور تمثّل تهديدًا لمشروعات نفط وتعدين في البلاد، مع استعداد الناخبين للإدلاء بأصواتهم في استفتاءين يحدّدان مصير تلك المشروعات التي تدعم الاقتصاد الوطني للبلد الواقع شمال غرب أميركا اللاتينية.

ورغم اعتماد الإكوادور على النفط، يقول أنصار البيئة، إن أحد الاستفتاءين يمنح الإكوادوريين فرصة للتخلص من الآثار البيئية السيئة الناجمة عن تلك الصناعة الإستراتيجية، عبر الحدّ من الانبعاثات الكربونية المسبّبة للتغيرات المناخية.

وبينما يركّز المستثمرون على الانتخابات الرئاسية في الإكوادور، من المرجّح أن يشكّل استفتاءان آخران في التصويت، المقرر انطلاقه في 20 أغسطس/آب (2023)، المستقبل المالي للبلاد، وفق ما ذكرته شبكة بلومبرغ.

ومن المتوقع أن يصوّت الإكوادوريون لصالح تنظيم استفتاءين بشأن غلق حقل نفط كبير، وفرض قيود على أنشطة تعدين الذهب والنحاس؛ ما قد يترك الحكومة تعاني الأمرّين من عجز تضخمي في موازنتها العامة، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

انتخابات برائحة الدم

يجري تنظيم الاستفتاءين إلى جانب سباق رئاسي شهدت أجواؤه حالة من الفوضى في الأسبوع الماضي، مع اغتيال مرشح تيار الوسط البارز فرناندو فيلافيسينسيو، خلال جولة انتخابية.

وسيسأل أحد الاستفتاءين الناخبين إذا كانوا سيسمحون باستمرار إنتاج النفط من أحد الحقول في الطرف الشمال الشرقي لحديقة ياسوني الوطنية الواقعة في منطقة غابات الآمازون، الذي يحوي 12 منصة نفطية إلى جانب 225 بئرًا.

ولطالما عُدّت الحديقة واحدة من أكثر المنتزهات تنوعًا حيويًا على سطح الكوكب، كما أنها موطن لآخر مجتمعين من السكان الأصليين في البلاد، الذين يعيشون في عزلة طوعية، وهما تاغيري وتارومينان.

لكن الأرباح المتحققة من النفط كانت -أيضًا- محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي في الإكوادور على مدار العقد الماضي، وتمتلك ياسوني نفسها بعض أكبر الاحتياطيات في البلاد، وتوفر الوظائف والدخل لأولئك الذين يعيشون بالقرب منها، بما في ذلك العديد من مجتمعات السكان الأصليين.

وتُنتج شركة بتروإكوادور النفطية الحكومية في الإكوادور قرابة 55 ألف برميل يوميًا من حقل النفط المذكور، ما يعادل نحو 15% من إجمالي إنتاج الخام في البلاد.

عمال في حقل نفطي بمنطقة الآمازون بالإكوادور
عمّال في حقل نفطي بمنطقة الأمازون في الإكوادور - الصورة من كليميت هوم نيوز

تعدين الذهب والنحاس

سيسأل الاستفتاء الآخر الناخبين في منطقة كيتو الحضرية ما إذا كان ينبغي على السلطات التوقّف عن منح تصاريح عمل في منطقة مساحتها 480 ميلًا مربعًا، تُعرف بالأنديز شوكو شمال غرب العاصمة الإكوادورية كيتو.

ويُعتقد أن تلك المنطقة تحوي رواسب ذهب ونحاس ضخمة، غير أنها تُعدّ موطنًا للحياة البرية، مثل طيور الطوقان والدببة.

وسيكون الاستفتاءان علامة مهمة لقياس مدى شهية الشركات الأجنبية في الإكوادور، لاقتحام قطاع الثروات المعدنية الضخم في البلاد.

ويحلّ النفط على رأس قائمة أكبر السلع التصديرية في الإكوادور، بينما يحتلّ قطاع التعدين المركز الرابع في القائمة، لكن الكثير من الناخبين يتخوّفون من الآثار البيئية لهاتين الصناعتين الحيويتين.

تأثّر الموازنة

وفق تقديرات صادرة عن بتروإكوادور، سيكبّد وقف إنتاج النفط في الحقل المذكور الحكومة خسائر سنوية إجمالية قدرها 1.25 مليار دولار أميركي، ما يعادل قرابة 1% من الناتج المحلي الإجمالي للإكوادور.

وقال مدير إستراتيجية الدخول الثابتة في أميركا اللاتينية في بنك سانتاندير الإسباني سيوبان موردن: "الشيء المهم هو أن وقف إنتاج النفط نتيجة الاستفتاء سيزيد تعقيد عملية إدارة الموازنة العامة للحكومة المقبلة"

وأوضح موردن: "يسلّط هذا الضوء مجددًا على صعوبة مدفوعات الديون في المدى المتوسط، لما بعد أواسط العقد الجاري (2025)".

وكانت دراسة مسحية قد نشرتها مؤسسة كومونيكاليزا في 12 أغسطس/آب (2023) قد أظهرت أن 35% من الناخبين يرغبون في وقف أنشطة التنقيب النفطي في حديقة ياسوني الوطنية، مقابل 25% يعتقدون وجوب استمرارها.

في المقابل يُبدي 25% ممن شملتهم الدراسة ترددًا واضحًا، في حين ينوي آخرون إبطال أصواتهم.

وفي استفتاء التعدين، يرغب قرابة 61% ممّن شملهم المسح بوقف تلك الأنشطة في المنطقة، مقابل 19% يرون أن استمرارها هو عين الصواب.

ورغم تاريخ طويل من أنشطة التعدين غير الرسمي في منطقة شوكو، وتعهدات بتوفير فرص عمل جديدة للمجتمعات الريفية الفقيرة والمهمّشة، يحظى الحظر بدعم كبير من قبل الناخبين من ساكني المدن، الذين يخشون التأثير المزعوم في جودة المياه.

المياه الملوثة والدمار في موقع تعدين غير قانوني في أهوانو بمقاطعة نابو في الإكوادور
المياه الملوثة والدمار بموقع تعدين غير قانوني في أهوانو بمقاطعة نابو في الإكوادور - الصورة من dialogochino

تدقيق كبير

قادت واقعة اغتيال المرشح الرئاسي لتيار الوسط فرناندو فيلافيسينسيو في 9 أغسطس/ آب (2023) إلى إشاعة أجواء من الفوضى في الانتخابات العامة، لكن الرئيس التنفيذي لمؤسسة كومونيكاليزا ألفارو مارشانت قال، إنه لا توجد هناك مؤشرات كثيرة على أنها ستؤثّر في أسئلة الاستفتاء.

ويُظهر استطلاع رأي حديث أن معارضي أنشطة النفط والتعدين يكتسبون زخمًا، لكن هذا يُعزى أكثر إلى نجاحهم في الحملات الانتخابية، بحسب ما قاله مارشانت في تصريحات إلى بلومبرغ.

وتُجرى الانتخابات الرئاسية في الإكوادور وسط تدقيق أكبر للتأثيرات الاجتماعية والبيئية للصناعات الاستكشافية.

وفي العام الماضي (2022)، حظرت كولومبيا، البلد المجاور للإكوادور، أنشطة الاستكشاف النفطي الجديدة، منذ أن وصل الرئيس غوستافو بيترو إلى سدة الحكم.

ولطالما كانت الإكوادور على رادار عمالقة التعدين العالميين مثل بي إتش بي غروب وريو تينتو غروب، وهي تمتلك منجم نحاس إلى جانب منجم للذهب تحت الأرض.

مشروعات كبرى

في استفتاء نُظِّم بشهر فبراير/شباط (2018)، حظر الناخبون أنشطة التعدين في المحميات الطبيعية والمناطق الحضرية.

وبينما كان يأمل أنصار الصناعة أن يتمخض الاستفتاء عن نتيجة مؤيدة لأنشطة التعدين في مكان آخر في الإكوادور، استفاد الناشطون من القرار في السعي لفرض حظر محلّي.

وفي الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في العام قبل الماضي (2021)، صوّت أكثر من 80% من الناخبين في مدينة كوينكا لصالح حظر المشروعات الجديدة.

ولن يؤثّر أيّ حظر في استخراج التصاريح الجديدة بالعشرات من مشروعات الاستكشاف النفطي القائمة في منطقة شوكو.

ومع ذلك، اتفقت محكمة عليا مؤخرًا مع مجموعات أصلية وبيئية لتعليق إجراءات الموافقة التي حدّدها الرئيس الإكوادوري غيليرمو لاسو.

وتتسبب تلك المخاطر -على الأقلّ- بتعطيل بناء العديد من المشروعات الكبرى في مناطق أخرى من الإكوادور.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق