تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

لماذا تهرب الخفافيش من محطات الطاقة الشمسية؟ عداء أزلي يحير العلماء

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • محطات الطاقة الشمسية تؤدي دورًا مهمًا في جهود الحياد الكربوني.
  • تسهم الخفافيش في المحافظة على التنوع الحيوي.
  • يقل نشاط الخفافيش في مواقع محطات الطاقة الشمسية.
  • للتنقل باستخدام تحديد المواقع بالصدى، تُصدر الخفافيش صيحات عالية التردد في حنجرتها من خلال أنفها أو فمها.
  • يمكن استعمال أجهزة الردع الصوتية للإبقاء على الخفافيش بعيدًا عن أماكن الألواح الشمسية.

رغم الدور الحاسم الذي تؤديه محطات الطاقة الشمسية في سبيل تحقيق الحياد الكربوني، يبقى تأثيرها السلبي في مجتمعات الخفافيش قضية تحتاج إلى معالجة عملية؛ لما لتلك الكائنات الليلية من أهمية للحفاظ على التنوع الحيوي.

وما زالت الطاقة الشمسية المصدر الأسرع نموًا للطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، إذ من المتوقع أن تتجاوز سعتها الغاز الطبيعي بحلول عام 2026 والفحم بحلول عام 2027.

وبناءً عليه فإن ضمان أن تظل البصمة البيئية للطاقة الشمسية في حدها الأدنى هو مسألة لا يمكن غض الطرف عنها بأي حال.

وبينما تواصل دول عديدة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء النظيفة منخفضة التكلفة، أصبح الانتشار المتزايد لمحطات الطاقة الشمسية السمة البارزة في المشهد، حسبما أورد موقع إنرجي بورتال. إي يو EnergyPortal.eu المتخصص.

ومع ذلك؛ فإن الآثار التي تخلّفها محطات الطاقة الشمسية في التنوع الحيوي، ولا سيما الخفافيش، تظل مجهولة -نسبيًا- حتى الآن، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

هروب الخفافيش

لاحظ الكثيرون تعمُّد الخفافيش الابتعاد عن الأماكن التي تظهر فيها محطات الطاقة الشمسية، في تصرف مثير للدهشة دفع العلماء إلى محاولة فهم الصلة بين تلك الكائنات، وبين هذا المصدر الأبرز للطاقة المتجددة.

وبالفعل أظهرت نتائج دراسة بحثية حديثة أجراها باحثون من جامعة بريستول البريطانية أن نشاط الخفافيش يقل في مواقع محطات الطاقة الشمسية، مقارنة بغيرها من الأماكن المجاورة التي لا تظهر فيها ألواح شمسية.

ويُعَد هذا باعثًا على القلق؛ لأن الخفافيش تؤدي دورًا عظيم الأهمية، بوصفها كائنات ملتهمة للحشرات الليلية، كما أنها حساسة جدًا لأي تغيرات تطرأ على موائلها، ومن ثم فهي مؤشرات حاسمة على صحة النظام البيئي.

نشاط الخفافيش

قاس الباحثون نشاط الخفافيش عبر تسجيل نداءات تحديد الموقع بالصدى الذي يصدر عنها، بالموجات فوق الصوتية المثبّتة على أجهزة الكشف عن الخفافيش.

وللتنقل باستخدام تحديد الموقع بالصدى، تُصدر الخفافيش صيحات عالية التردد في حنجرتها من خلال أنفها أو فمها.

وهذه النداءات، التي يتم إطلاقها عادة بترددات أعلى مما يسمعه البشر، تردد صدى الأجسام وترتد مرة أخرى، وتستطيع الخفافيش من ارتدادها استخلاص معلومات حول الخصائص المكانية والتركيبية للمحيط الذي توجد فيه.

وعبر تحليل تلك الأصوات، رصد العلماء أنواعًا عديدة من الخفافيش، وقاسوا نشاطها في محطات الطاقة الشمسية، والمواقع الأخرى التي تخلو من الألواح الشمسية.

وأظهرت النتائج أن 6 من بين 8 أنواع خفافيش كانت أقل نشاطًا في المحطات الشمسية.

وأظهرت خفافيش "كومون بيبيستريليز" التي مثّلت قرابة نصف نشاط كل الخفافيش، انخفاضًا نسبته 40% عند حواف الحقول التي توجد بها الألواح الشمسية، مقابل تراجع نسبته 86% في منتصف تلك الحقول.

خفاش يُحلّق في الجو
خفاش يُحلّق في الجو - الصورة من batcon

تفسيرات العلماء

يمكن أن يرجع هذا الانخفاض في نشاط الخفافيش بمحطات الطاقة الشمسية إلى عوامل عدة؛ من بينها التأثير غير المباشر الذي تمارسه الألواح الشمسية في مجتمعات الخفافيش عبر خفض وجود الحشرات نتيجة التغيرات التي تطرأ على وفرة النباتات في تلك الأماكن، بحسب الدراسة.

وهناك فرضية ثانية سردتها الدراسة ترتكز على حقيقة مفادها أن الألواح الشمسية ربما تعكس نداءات تحديد الموقع بالصدى التي تصدرها الخفافيش؛ ما يجعل من الصعب جدًا على تلك الكائنات تحديد أماكن الحشرات واكتشافها.

ونتيجة لذلك، ربما تلجأ الخفافيش إلى تقليل وجودها بالقرب من الألواح الشمسية، بل حتى قد تتبع السلوك نفسه في الأماكن المحيطة بالألواح الشمسية.

تخفيف الآثار

لتخفيف هذا الأثر في مجتمعات الخفافيش، يمكن تطبيق دروس من عمليات تطوير طاقة الرياح على محطات الطاقة الشمسية.

فعلى سبيل المثال يمكن استعمال أجهزة الردع الصوتية للإبقاء على الخفافيش بعيدًا عن أماكن الألواح الشمسية، على غرار ما يحدث في توربينات الرياح.

كما يمكن زراعة أشجار أصلية على طول حدود محطات الطاقة الشمسية؛ لدورها في تحسين الموائل، وزيادة وفرة الحشرات التي تلتهمها الخفافيش في أثناء الليل.

وفي النهاية يبرز الاختيار الجيد للأماكن وإجراء تقييمات الأثر البيئي، قبل بناء تلك المحطات، عاملين مهمين في تخفيف الآثار المحتملة على الخفافيش.

ويمكن منح أولوية لبناء المحطات الشمسية على أسطح المباني أو في المناطق التي لا ترتادها الخفافيش كثيرًا، بهدف تقليل مثل هذا التأثير.

وبينما تسلط الدراسة الضوء على مواجهة آثار الألواح الشمسية في نشاط الخفافيش، لا يتعين تجاهل تحول الطاقة.

وبناءً عليه يمكن أن تساعد دراسة جامعة بريستول في الوصول إلى إستراتيجيات تدعم مجتمعات الخفافيش إلى جانب التوسع في تبني مصادر الطاقة النظيفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق