التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

ألبرتا الكندية ترفض خطط إزالة الكربون وتوقف مشروعات الرياح والشمس

أسماء السعداوي

في خطوة صادمة، أعلنت مقاطعة ألبرتا الكندية رفضها القاطع لخطّة حكومية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الكهرباء بصورة تدريجية.

وأعلنت رئيسة وزراء المقاطعة دانييل سميث أن خطة حكومة رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مكلفة للغاية، وتحمل مخاطر انقطاع التيار الكهربائي، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

كما قررت المقاطعة وقف مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لمدة 7 أشهر، رغم حرائق الغابات المنتشرة بكل مكان في البلاد.

وتُعدّ مقاطعة ألبرتا الكندية موطن إنتاج النفط والغاز في كندا، وتعتمد بنسبة 89% على مصادر الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تتصدّر المقاطعة إنتاج النفط والغاز في كندا، إذ تسهم بـ80% من النفط و63% من الغاز، وتُطلق ألبرتا وحدها نحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا.

وجاءت كندا في المركز الـ4 على قائمة أكبر منتجي النفط في العالم خلال عام 2022 المنصرم، وارتفع إنتاجها إلى بنسبة 5.7%، ليصل إلى 4.4 مليون برميل يوميًا.

معارضة قوية من ألبرتا الكندية

وضعت الحكومة الكندية خطة طموحة لتحقيق الحياد الكربوني في قطاع توليد الكهرباء، بحلول عام 2035، من أجل خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي وإفساح المجال للطاقة المتجددة.

وأعلن الخطة وزير البيئة ستيفن غيلبو خلال الأسبوع الماضي، كاشفًا دعمًا حكوميًا بقيمة 40 مليار دولار كندي (29.6 مليار دولار أميركي) في صورة ائتمانات ضريبية جديدة واستثمارات لتشجيع المقاطعات على إزالة الكربون من شبكات الكهرباء.

في المقابل، ترى مقاطعة ألبرتا الكندية أن الخطة ليست واقعية، وغير قابلة للتحقيق قبل عام 2050، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

رئيس وزراء ألبرتا الكندية دانيي سميث
رئيس وزراء ألبرتا الكندية دانييل سميث - الصورة من "إيه بي تي إن (APTN)

من جانبها، قالت رئيسة وزراء المقاطعة دانييل سميث، خلال مؤتمر صحفي أمس الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، إن تكلفة إزالة الكربون من توليد الكهرباء سترتفع إلى 400 مليون دولار كندي، أو ما يعادل 297 مليون دولار كندي.

وأضافت: "لن نسمح مطلقًا بتطبيق تلك اللوائح".

وأكدت أن خطط الحكومة الاتحادية لإزالة انبعاثات الكربون من توليد الكهرباء وصناعة النفط والغاز في كندا تمثّل انتهاكًا دستوريًا لحقوق المقاطعات.

يأتي ذلك بعد أسبوعين -فقط- من إعلان حكومة ألبرتا الكندية وقف مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية لمدة 7 أشهر، لمراجعة استعمال الأراضي الزراعية والعامة واستصلاح الأراضي ودور السلطات في اختيار الأراضي لتطوير لمشروعات.

وبرّرت سميث القرار بقولها، إن ألبرتا الكندية بحاجة لمعرفة حجم إمدادات الكهرباء اللازمة لتجنّب انقطاع التيار، عندما لا تكون طاقة الرياح والشمسية كافية.

وتتّسق تصريحات سميث مع النهج التصادمي الذي يتبعه حزبها "المحافظين المتحد" الذي أُعيد انتخابه لقيادة المقاطعة الغنية بالنفط والغاز في شهر مايو/أيار المنصرم 2023، ضد الحكومة الليبرالية بقيادة ترودو.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حلول كندا بالمركز الرابع في قائمة أكبر منتجي النفط:

ألبرتا الكندية

الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة

حققت مقاطعة ألبرتا الكندية إنجازًا كبيرًا، عندما وصلت إلى هدف التخلي التدريجي عن الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء عام 2023، قبل 7 سنوات من الموعد المقرر.

ونجح الغاز الطبيعي في سد الفجوة التي خلّفها الفحم في توليد الكهرباء، وذلك رغم النمو الكبير في إمدادات الكهرباء النظيفة بدعم من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتسمح اللوائح الجديدة باستعمال محدود للغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، لكن بشرط التزام المحطات بإطلاق ما يعادل 30 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون لكل غيغاواط/ساعة أو أقلّ سنويًا، مع استعمال أنظمة احتجاز الكربون وتخزينه لتحقيق الأهداف المناخية.

من جانبها، انتقدت الرئيسة التنفيذية لرابطة منتجي النفط، ليزا بابتون، اللوائح الجديدة، قائلة، إنها ستَحِدّ من قدرة محطات الكهرباء على استعمال الغاز الطبيعي لصالح الطاقة المتجددة.

كما دافعت عن استعمال الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، قائلة، إن كندا من بين أقلّ الدول إطلاقًا للانبعاثات من الغاز الطبيعي، كما أنه عنصر حاسم لتوليد الكهرباء، وخاصة مع تحديات تقطّع إمدادات الطاقة المتجددة.

ولم تكن ألبرتا الكندية هي الوحيدة التي تعترض على اللوائح المناخية الجديدة، فقد سبقتها مقاطعة ساسكاتشوان المجاورة، التي تعتمد أيضًا على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، وقالت -على لسان رئيس وزرائها سكوت مو-، إن خطة الحكومة "مستحيلة".

تغير المناخ

رفضت رئيسة وزراء ألبرتا الكندية الربط بين تغير المناخ وحرائق الغابات التي تستعر بأنحاء البلاد حاليًا.

وقالت خلال لقاء على قناة "سي تي في" (ctvnews): "كل ما أعرفه أن مقاطعتي بها 650 حريقًا، كان 500 منها بسبب العامل البشري".

ودعت المواطنين للحذر: "عندما يكون الجو جافًا، ويحلّ موسم حرائق الغابات، قد ينتهي الأمر بحدوث حريق له عواقب وخيمة"، حسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف كندا خفض الانبعاثات بأكثر من 40% من مستويات 2005 بحلول عام 2030، وبنسبة 42% من قطاع النفط والغاز.

في الوقت نفسه، تعتزم أوتاوا خفض إنتاج النفط بنسبة 76% بحلول عام 2050، أي في أقلّ من 3 عقود، محاولةً للحدّ من انبعاث الكربون.

جاء ذلك بعدما تعرضت الدولة الواقعة في أميركا الشمالية لأسوأ حرائق الغابات على الإطلاق، والتي من المتوقع أن تمتد حتى موسم الخريف المقبل من هذا العام 2023، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي بي سي" الكندية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

والتهمت حرائق الغابات نحو 13.4 ملايين هكتارًا من الأراضي، كما اندلع أكثر من 5 آلاف و500 حريق حتى يوم الجمعة الماضية.

ويعدّ ذلك الرقم أعلى بكثير من المتوسط لـ10 سنوات، البالغ، 2.2 مليون هكتار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق