طموح صادرات الغاز الروسي إلى الصين يواجه اعتراضات تركمانستان
أحمد أيوب
يشهد ملف صادرات الغاز الروسي إلى الصين تطورات مهمة بعد أن أثارت روسيا حفيظة تركمانستان بسبب تصريحات حول إمكان ضم دول أخرى إلى اتحاد الغاز الذي يشمل كلًا من روسيا وقازاخستان وأوزبكستان، وهو الاتحاد الذي يستهدف بشكل أساسي تصدير الغاز الروسي إلى الصين ودول آسيا الوسطى.
واتهمت تركمانستان، روسيا بأنها ترغب في بسط نفوذها على سلاسل توريد الغاز الطبيعي بين آسيا الوسطى والصين، واعتبرت أن هذا النهج الروسي "غير مفهوم" و"غير مقبول"، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، مساء السبت 12 أغسطس/آب 2023.
وتركمانستان إحدى الدول المُصدّرة للغاز إلى الصين؛ ما يعكس قلقها من وجود منافسة قوية من روسيا وشركائها في اتحاد الغاز، ولا سيما أن صادرات الغاز الروسي إلى الصين ودول آسيا الوسطى تعتمد على تغيير مسار خط أنابيب كان ينقل الغاز من آسيا الوسطى إلى روسيا في أثناء الحقبة السوفيتية، والآن أصبح بإمكان موسكو ضخ إنتاجها من الغاز عبر هذا الخط؛ ما يهدد عوائد تركمانستان من تصدير الغاز، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تركمانستان تعترض
قالت وزارة الخارجية الروسية، خلال الأسبوع الجاري، إنه يُمكن التوسع في ضم دول جديدة لاتحاد الغاز -الذي يستهدف زيادة صادرات الغاز الروسي إلى الصين ودول آسيا الوسطى- مع اهتمام دول أخرى بالانضمام إليه، لكنها لم تذكر أيًا من أسماء هذه الدول.
وردّت خارجية تركمانستان، يوم السبت 12 أغسطس/آب، بالقول إن التصريحات الروسية جاءت غامضة، مُضيفة: "أرادت عشق آباد توضيح أنه لم يتم التشاور معها بشأن ضم موردين جُدد إلى خط الأنابيب الصيني الذي يعمل ضمن اتفاق اتحاد الغاز الثلاثي".
وتابعت الوزارة -في بيان- أن "الجانب التركماني يعد مثل هذا النهج غير مفهوم وغير مقبول من قِبل روسيا، وأنه يتعارض مع أساسيات القانون الدولي والممارسات المُتبعة في قطاع الغاز عالميًا"، ويبدو أن روسيا تستهدف من وراء ذلك في الأساس زيادة صادرات الغاز الروسي إلى الصين.
وتضخ تركمانستان وأوزبكستان وقازاخستان الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب يعبر الدول الثلاث؛ ويأتي نصيب الأسد من الغاز عبر هذا الخط من تركمانستان؛ إذ يواجه البلدان الآخران نموًا قويًا في الطلب المحلي على الغاز.
واعتادت موسكو أن تكون المُشتري الرئيس للغاز التركماني قبل إنشاء خط الأنابيب الصيني، لكن حصتها من صادرات الغاز التركمانية من المتوقع تقلصها؛ إذا إن تغيير مسار خط الأنابيب بين روسيا وآسيا الوسطى من شأنه تخفيض الكميات المستوردة من بلدان آسيا الوسطى -وتركمانستان إحدى هذه الدول- إلى روسيا، وهو ما يقلل عوائد تركمانستان.
اتحاد الغاز
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إمكان إقامة اتحاد غاز بين قازاخستان وأوزبكستان وروسيا، مع وجود مؤشرات لزيادة صادرات الغاز الروسي إلى الصين وباكستان والهند.
ومنذ ذلك التاريخ، بدأت الدول الـ3 المُضي قُدمًا نحو تعاون أوثق في مجال الطاقة؛ ففي 18 يناير/كانون الثاني 2023 وقّعت شركة غازبروم الروسية اتفاقًا للتعاون مع حكومة قازاخستان، كما وقّعت اتفاقًا مُماثلًا مع أوزبكستان بعد مرور أسبوع، بحسب ما نشره موقع بي إن إي إنتيلينيوز (bne INTELLINEWS)، في 9 مايو/أيار 2023.
وقالت روسيا إن اتحاد الغاز من شأنه تسهيل صادرات الغاز الروسي إلى الصين ودول قازاخستان وأوزبكستان وكذلك أطراف أخرى.
وتبحث روسيا عن عملاء جُدد لغازها الطبيعي بعد تقليص شحنات الغاز المُصدرة من جانبها إلى أوروبا جراء العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها أوكرانيا.
واعتادت روسيا تصدير نحو 150 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا سنويًا، لكنها لن تُرسل للقارة العجوز سوى ما يُقدر بنحو 25 مليار متر مكعب خلال العام الجاري، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
واستطاعت روسيا -تحت مظلة اتحاد الغاز الثلاثي- إعادة توجيه مسار تدفقات خط أنابيب غاز يربط تركمانستان وأوزبكستان وقازاخستان بروسيا؛ حتى تتمكن شركة غازبروم الروسية من شحن الغاز إلى أوزبكستان التي بدأت تعاني نقصًا في إمدادات الوقود.
نقل الغاز الروسي إلى آسيا
تعتمد خطة موسكو لنقل صادرات الغاز الروسي إلى الصين وآسيا الوسطى على شبكة نقل الغاز التي كانت تُستَعمل لنقل شحنات الغاز من دول آسيا الوسطى إلى روسيا خلال الحقبة السوفيتية.
وأعلنت وزارة الطاقة في أوزبكستان أن روسيا من الممكن لها نقل الغاز الطبيعي إلى البلاد عبر شبكة أنابيب الغاز التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وسط آسيا، من خلال أحد خطوط أنابيب الغاز الـ3 التي تعبر أوزبكستان.
ويُعَد خط أنابيب نقل الغاز الروسي الثاني هو خط بخارى-الأورال، أمّا الخط الثالث فهو خط حديث نسبيًا، بناه الصينيون بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وهو خط أنابيب آسيا الوسطى-الصين.
ويبلغ طول هذا الخط 3 آلاف و666 كيلومترًا، يبدأ في جيديم، على الحدود بين تركمانستان وأوزبكستان، وينتهي في خورجوس بمنطقة شينجيانغ الصينية.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الروسي إلى الصين تدخل مفاوضات عميقة.. والغموض يكتنف خط الأنابيب الثالث (تقرير)
- صفقة غاز روسية مشبوهة تثير الشكوك حول علاقة توتال إنرجي بـبوتين
- أسعار النفط الروسي إلى الصين تسجل أعلى مستوياتها في 7 أشهر
اقرأ أيضًا..
- التعاون النووي بين المغرب وروسيا ضروري لثلاثية الغذاء والماء والطاقة(مقال)
- أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوي عالميًا خلال 2022 (إنفوغرافيك)
- الحرق المشترك للأمونيا مع الفحم.. تقنية يابانية يخشاها الغرب وتدعمها الدول النامية