التقاريرتقارير الغازتقارير منوعةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةغازمنوعات

كوارث نورد ستريم تتواصل.. رصد أكبر انبعاث لغاز الميثان على الإطلاق

كارثة بيئية تعادل حرق آلاف الأطنان من الفحم

أمل نبيل

يبدو أن الكوارث الناجمة عن انفجار خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 لن تطول أوروبا فحسب، وإنما ستؤثر في النظام البيئي ككل مع اكتشاف تسرُّب كميات ضخمة من غاز الميثان تعادل حرق آلاف الأطنان من الفحم.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن التصدعات في نظام خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في بحر البلطيق أدت إلى ما يُرجّح أن يكون أكبر انبعاث منفرد لغاز الميثان الضار بالمناخ على الإطلاق، وفقًا لرويترز.

وانفجرت خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في عدّة مواقع بالمناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022)، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

انبعاثات غاز الميثان

اُكتشفت انبعاثات ضخمة من غاز الميثان عالي التركيز -غاز دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون ولكنه أقصر عمرًا- في تحليل هذا الأسبوع لصور الأقمار الصناعية من قبل باحثين من المرصد الدولي لانبعاثات الميثان التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

غاز الميثان
خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 - الصورة من رويترز

وقال رئيس المرصد مانفريدي كالتاغيرون: "إنه أمر سيئ حقًا، يبدو هذا على الأرجح أكبر كم من الانبعاثات يُرصد على الإطلاق".

وأضاف: "هذا أمر غير مفيد على الإطلاق في وقت نحتاج فيه بشدة إلى تقليل الانبعاثات".

وقدّر الباحثون في (جي إتش جي سات) -الذي يستخدم الأقمار الصناعية لرصد انبعاثات الميثان- معدل التسرب من إحدى نقاط التصدع الـ4، بنحو 22 ألفًا و920 كيلوغرامًا في الساعة، ما يعادل حرق 630 ألف رطل من الفحم كل ساعة.

وقد يكون إجمالي كمية الميثان المتسرب من خطوط الأنابيب نورد ستريم، التي تقودها شركة "غازبروم"، أعلى من التسرب الضخم الذي حدث في ديسمبر/كانون الأول من حقول النفط والغاز البحرية في المياه المكسيكية لخليج المكسيك، والذي أطلق نحو 100 طن متري من الميثان/ساعة.

وفي النهاية أطلق تسرب خليج المكسيك نحو 40 ألف طن متري من الميثان على مدار 17 يومًا، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة بوليتكنيك الإسبانية.

ويعادل هذا حرق نحو 1.1 مليار رطل من الفحم، وفقًا لحساب معادلات غازات الاحتباس الحراري التابع لوكالة حماية البيئة الأميركية.

وقالت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، إن الانبعاثات تعادل إنتاج غاز الميثان لعام كامل لمدينة "بحجم باريس أو بلد مثل الدنمارك".

وقدّرت وكالة البيئة الفيدرالية الألمانية، أن الانبعاثات الناجمة عن انفجار خطي أنابيب نورد ستريم تعادل 7.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون أُطلقت في الغلاف الجوي. وهذا يعادل نحو 1% من إجمالي الانبعاثات السنوية لألمانيا.

تسرب كميات هائلة من الغاز الطبيعي

عزّزت تكنولوجيا الأقمار الصناعية المحسّنة من قدرة العلماء على إيجاد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحليلها في السنوات الأخيرة، وهو أمر تأمل بعض الحكومات أن يساعد الشركات على اكتشاف انبعاثات غاز الميثان ومنعها.

ويأتي غاز الميثان في المرتبة الثانية بعد ثاني أكسيد الكربون على قائمة الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكنه أقوى 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون.

غاز الميثان
أحد تسربات الغاز الأربعة من خطوط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق - الصورة من الغارديان

وبينما تؤكد روسيا والاتحاد الأوروبي على أن تسربات الغاز في خطوط نورد ستريم ترجع إلى أعمال تخريبية، لم يُكشف عن المتسبب في الحادث حتى الآن.

وبينما تشير روسيا إلى تورط أميركي محتمل في أعمال التخريب، يتهم الاتحاد الأوروبي موسكو -بصفة غير مباشرة- بأنها المتسبّب الرئيس في تسرب الغاز بخطي الأنابيب، بحسب تقارير اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.

وقالت شركة غازبروم العملاقة، التي يسيطر عليها الكرملين، إن 800 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي قد تسربت بعد الانفجارات التي ضربت خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2.

وأوضح المتحدث باسم الشركة سيرجي كوبريانوف، أن حجم الغاز المتسرب يعادل 3 أشهر من الإمدادات للدنمارك.

بدورها، أشارت كل من الدنمارك والسويد إلى أن التسربات من خطوط أنابيب الغاز الروسي في بحر البلطيق نجمت عن انفجارات تعادل قوة "عدة مئات من الكيلوغرامات من المتفجرات"، بحسب الغارديان.

وبينما لم يكن أي من خطي الأنابيب يزود أوروبا بالغاز عندما اكتُشفت التسربات لأول مرة، كان كلاهما يحتوي على غاز.

وكانت موسكو أعلنت وقف إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب نورد ستريم 1، الذي ينقل أكثر من ثلث صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أجل غير مسمى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق