التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

مَن يقف وراء تسربات الغاز في نورد ستريم.. أميركا أم روسيا؟ (تقرير)

أمل نبيل

رغم مرور 5 أيام على اكتشاف تسربات الغاز في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 لأول مرة، لا يزال من غير الواضح مَن المتهم الرئيس في الهجوم على خطوط الأنابيب التي أنفقت روسيا وشركاؤها الأوروبيون مليارات الدولارات على بنائها.

وبينما تشير روسيا إلى تورط أميركي محتمل في أعمال التخريب، يتهم الاتحاد الأوروبي موسكو -بصفة غير مباشرة- بأنها المتسبّب الرئيس في تسرب الغاز بخطي الأنابيب، بحسب تقارير اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.

وانفجرت خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم1 و2 في عدّة مواقع بالمناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022).

عمل إرهابي

أعلنت روسيا أن تسرب الغاز في بحر البلطيق من خطوط الأنابيب المتجهة إلى ألمانيا، يبدو أنه نتيجة عمل إرهابي، مدعوم حكوميًا، في حين قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الحادث غيّر بصفة جذرية طبيعة الصراع في أوكرانيا، بحسب رويترز.

ويحقق الاتحاد الأوروبي في أسباب التسربات في خطي نورد ستريم 1 و2، اللذين تقودهما شركة "غازبروم"، وقال إنه يشتبه في أن أعمالًا تخريبية كانت وراء الأضرار التي لحقت بخطي الأنابيب قبالة سواحل الدنمارك والسويد.

نورد ستريم
تسرب الغاز في خطوط أنابيب نورد ستريم - الصورة من رويترز

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "يبدو أن هذا عمل إرهابي، ربما على مستوى حكومي"، مضيفًا: "من الصعب جدًا تخيل أن مثل هذا العمل الإرهابي كان يمكن أن يحدث دون تورط دولة ما".

وكانت موسكو قد قالت في وقت سابق إن التسربات حدثت في منطقة "تحت السيطرة الكاملة" لأجهزة المخابرات الأميركية.

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن واشنطن ستكون قادرة على زيادة مبيعاتها من الغاز الطبيعي المسال إذا توقف استخدام خطوط أنابيب الغاز الروسي.

وتخطط الولايات المتحدة لتوريد ما لا يقلّ عن 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق الاتحاد الأوروبي خلال العام الجاري (2022)، في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا للتخلص من إمدادات الغاز الروسي.

لكن قناة سي إن إن الإخبارية الأميركية، نقلت عن 3 مصادر، قولهم إن مسؤولي الأمن الأوروبيين لاحظوا سفنًا وغواصات تابعة للبحرية الروسية في مكان قريب من التسربات.

وردًا على طلب للتعليق على تقرير سي إن إن، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه كان هناك وجود أكبر بكثير لقوات حلف الناتو في المنطقة.

ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن يكون تحقيق الاتحاد الأوروبي "موضوعيًا".

وأضافت: "على واشنطن أن تبرر موقفها"، في إشارة إلى تعليق الرئيس جو بايدن في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، بأنه إذا غزت روسيا أوكرانيا "فلن يكون هناك نورد ستريم 2".

أميركا تنفي

نفى البيت الأبيض المزاعم الروسية بمسؤولية الولايات المتحدة عن الأضرار التي لحقت بخطوط أنابيب نورد ستريم، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح أن تعليقات بايدن كانت تشير إلى الجهود المبذولة في ذلك الوقت لتأمين شهادة لإدخال نورد ستريم 2 حيز الاستخدام التجاري.

ويقع خط نورد ستريم 2 بالتوازي مع الخط الأول الذي يحمل الاسم ذاته "نورد ستريم 1"، ويمتد الخط أسفل بحر البلطيق.

وأتمت موسكو بناء خط نورد ستريم 2 قبل ما يقرب العام، غير أن خطط تشغيله انقلبت رأسًا على عقب بقرار ألماني يقضي بتجميده صدر قبل حرب أوكرانيا بأيام قليلة.

نورد ستريم
خطوط أنابيب نورد ستريم - الصورة من رويترز

وقالت الشركة المُشغلة لخط الأنابيب إن التسرب من نورد ستريم 1 من المُرجّح أن يتوقف يوم الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لكن المتحدث باسم مشغل الخط، قال إنه من غير الممكن إعطاء أي توقعات بشأن التشغيل المستقبلي لخط الأنابيب حتى يُقيّم الضرر.

وكانت خطوط الأنابيب -المصممة لجلب الغاز من شبه جزيرة يامال بغرب سيبيريا مباشرة إلى ألمانيا (أكبر اقتصاد في أوروبا)- محور حرب طاقة بين روسيا وعملائها الأوروبيين التقليديين بسبب الصراع في أوكرانيا.

وكانت موسكو أعلنت وقف إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب نورد ستريم 1، الذي يستحوذ على أكثر من ثلث صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، إلى أجل غير مسمى.

وبينما لم يكن أي من خطي الأنابيب يزود أوروبا بالغاز عندما اكتُشفت التسربات لأول مرة، كان كلاهما يحتوي على غاز.

الحزمة الثامنة من العقوبات على روسيا

سيناقش قادة الاتحاد الأوروبي التداعيات السلبية للتسربات الأسبوع المقبل خلال قمة في براغ عاصمة جمهورية التشيك.

وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "تجب حماية البنية التحتية الإستراتيجية في الاتحاد الأوروبي بأكمله".

ومن المقرر أن تهيمن حرب روسيا مع أوكرانيا، وأزمة الطاقة بين موسكو وأوروبا، التي دفعت الاتحاد الأوروبي لإيجاد إمدادات غاز بديلة، على قمة الاتحاد المقرر عقدها في 7 أكتوبر/تشرين الأول (2022).

نورد ستريم
جانب من خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2 - الصورة من رويترز

وحذّر الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول (2022) من "رد قوي وموحد" في حالة وقوع مزيد من الهجمات، مشددًا على الحاجة إلى حماية البنية التحتية للطاقة في القارة العجوز.

وسيناقش زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل حزمة العقوبات رقم 8 على روسيا التي اقترحتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بما في ذلك تشديد القيود التجارية، والمزيد من القوائم السوداء ووضع سقف لأسعار النفط.

وقال المسؤول الأوروبي إنه يتوقع أن يوافق الاتحاد المكون من 27 دولة على أجزاء من حزمة العقوبات قبل القمة، مثل إدراج أفراد إضافيين في القائمة السوداء وبعض القيود التجارية فيما يتعلق بصناعتي الصلب والتكنولوجيا.

وتحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى الإجماع على فرض العقوبات على روسيا، وكان رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان من أشد المنتقدين، قائلًا إن العقوبات على موسكو "جاءت بنتائج عكسية"، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة ووجه ضربة للاقتصادات الأوروبية.

ورأى أوربان أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى تغيير إستراتيجيته حيال الحرب الأوكرانية، لتميل إلى التفاوض لإنهاء الحرب بدلًا من شبح الركود الاقتصادي الذي يحوم حول أوروبا.

اتهامات سويدية

قال وزير الطاقة السويدي خاشيار فرمانبار، اليوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول (2022)، إنه من المُرجّح جدًا أن هناك دولة تقف وراء تسرب الغاز على طول خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2.

وأضاف قبل اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "من الواضح جدًا أن الأمر قد تم عمدًا، وليس عن طريق الصدفة، ومن المستبعد جدًا أن يقوم به أي شخص دون أن يُكشف عنه في وقت مبكر"، بحسب رويترز.

وكانت كل من الدنمارك والسويد يوم الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول، قد أعلنتا أن التسربات الكبيرة على خطَّي الأنابيب في بحر البلطيق نتجت عن أعمال تخريب متعمدة نُفِّذت في المناطق الاقتصادية الخالصة لكل من البلدين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق