4 شروط لوصول الطاقة الشمسية في الهند إلى العالمية
أسماء السعداوي
- مستقبل واعد للطاقة الشمسية في الهند
- 4 تحديات للوصول إلى العالمية أبرزها زيادة قدرات التصنيع وتطوير المهارات والبحوث
- الصين أكبر عقبة لنمو القطاع بسبب الاعتماد المفرط على وارداتها
- الهند ستكتفي ذاتيًا من واردات الوحدات الشمسية بحلول 2026
- تبسيط الإجراءات التنظيمية وتقديم الحوافز مهمة لدعم الصناعة
يمضي قطاع الطاقة الشمسية في الهند بخطى سريعة على طريق إحراز تقدم في إنتاج الكهرباء النظيفة، لتلبية احتياجات 1.4 مليار نسمة، وخفض الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري المكلفة.
ويبشّر القطاع بآفاق واعدة، إذ تشير توقعات إلى أن الهند ستكتفي ذاتيًا من واردات الوحدات الشمسية بحلول عام 2026، وهو ما سيجعلها رائدة عالميًا في سوق صادرات الألواح الشمسية.
وحاليًا، تتسارع وتيرة صادرات الخلايا والوحدات الشمسية، في ظل تزايد الجهود لتعزيز صناعة مكونات الطاقة الشمسية محليًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" (economic times)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقدّم التقرير -الذي أعده الباحث في شؤون الطاقة المتجددة والكهرباء بشركة ريستاد إنرجي، كيران إس- 4 تحديات يحتاج قطاع الطاقة الشمسية في الهند إلى حلها، لتترك البلاد بصمتها على الساحة العالمية.
إمكانات واعدة
تمر صناعة الطاقة الشمسية في الهند بمنعطف خطير حاليًا، إذ قد تصبح عنصرًا رئيسًا في سوق الطاقة الشمسية عالميًا.
إلا أن تحقيق ذلك الهدف يرتبط بحل عدة تحديات في سلاسل الإمداد وزيادة الإنتاج المحلي للوحدات وزيادة الأبحاث والتطوير وتطوير المهارات، وهو ما يتطلب جهودًا ملموسة من صناع السياسات ورجال الصناعة وأصحاب المصالح.
وحال حل تلك المشكلات، سيتغيّر وجه الصناعة تمامًا، وستتوافر فرص لا تُحصى ليس فقط للنمو الاقتصادي وإنما لخفض الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة.
ولن يقتصر ذلك النجاح عند هذا الحد، ولكنه سيجعل من الهند نموذجًا يُحتذى به للدولة القادرة على التحول من الاعتماد على الفحم إلى الطاقة الشمسية النظيفة وميسورة التكلفة.
كما ستُسهم الهند في جهود التحول الأخضر على المستوى العالمي، وستتخلص من قيود الواردات الباهظة من الصين.
وتستهدف الهند إضافة 50 غيغاواط سنويًا من الطاقة الشمسية حتى عام 2050.
كما تطمح إلى زيادة سعة الطاقة المتجددة إلى 500 غيغاواط بحلول عام 2030، ومن أجل ذلك تحتاج إلى إضافة 180 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة خلال المدة بين عامي 2022 و2027، منها 131 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وفق ما نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
وارتفع إسهام الطاقة الشمسية في الهند إلى 54% من القدرة المركبة الإجمالية لتركيبات الطاقة المتجددة البالغة 129.6 غيغاواط خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام 2023، بحسب تقرير لمنصة "بي في ماغازين".
وحدات للطاقة الشمسية - الصورة من "بي في ماغازين"
عقبة الواردات
أحد أكبر التحديات التي تواجه صناعة الطاقة الشمسية في الهند هو الاعتماد المفرط على واردات الوحدات الشمسية من الصين، إذ تستورد 80% من احتياجاتها من بكين.
ويفرض الطلب المتنامي على الواردات من الصين وغيرها، تحديات ضخمة أولها فقدان السيطرة على محركات سلاسل التوريد، وهو ما يؤدي إلى تأجيل تشغيل المشروعات ويهدد بعرقلة مستهدفات الطاقة المتجددة في الهند.
وشهد قطاع الطاقة الشمسية في الهند تحولًا ضروريًا بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على واردات صناعة الطاقة الشمسية الصينية.
وانعكس ذلك على الزيادة الضخمة في صادرات الألواح والوحدات الشمسية الهندية إلى أميركا، على أساس سنوي، لترتفع قيمتها من 18.86 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الماضي 2022، إلى 772 مليون دولار خلال الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام (2023).
ومن أجل خفض الاعتماد على الصين، فرضت الحكومة الهندية رسومًا جمركية أساسية على الواردات من الخارج، ما شجع على زيادة قدرات الإنتاج المحلية.
وأدت هذه الخطوة إلى انخفاض كبير بنسبة 82% في واردات الألواح الشمسية من النصف الأول إلى النصف الثاني من 2022.
ورغم ذلك، يقول التقرير إن كل تلك الجهود غير كافية، إذ ما زالت قدرات التصنيع المحلية عاجزة عن تلبية الطلب المتزايد، وهو ما قد يؤجل تشغيل المشروعات، ويرفع رسوم اتفاقيات شراء الكهرباء في مناقصات الطاقة الشمسية في الهند.
ويُقصد باتفاقية شراء الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة للشركات (PPA) اتفاق مباشر بين مطور الطاقة المتجددة -مثل الرياح والشمس- والمستهلك، وهو الشركات في هذه الحالة، وتهدف إلى خفض الانبعاثات.
قدرات التصنيع المحلي
أشاد التقرير ببرنامج الحوافز المرتبطة بالإنتاج، قائلًا إنه خطوة على الطريق الصحيح لدفع قطاع الطاقة الشمسية في الهند قدمًا.
برنامج الحوافز المرتبطة بالإنتاج، هو خطة حكومية لدعم صناعات الطاقة المتجددة، وتستهدف الهند من خلاله رفع قدرات تصنيع الطاقة المتجددة إلى 48 غيغاواط خلال السنوات الـ3 المقبلة.
ودعا التقرير إلى تسريع نمو قدرات تصنيع الوحدات الشمسية المحلية، عبر تطوير إنتاج البولي سيليكون.
والبولي سيليكون هو عنصر دقيق يوجد في رمال الشواطئ، ويُستعمل لتحويل فوتونات الضوء إلى كهرباء، كما أنه مكوّن رئيس لتصنيع الألواح الشمسية.
ويقول مؤلف التقرير، إن الشركات الهندية ستنتظر 3 سنوات حتى تصل إلى مرحلة الإنتاج الكامل للبولي سيليكون، وحتى ذلك الموعد ستواصل الاعتماد على الواردات قبل أن تحقق طفرة إنتاجية وصولًا إلى إنتاج وحدات شمسية بقدرة تتجاوز الـ100 غيغاواط بحلول عام 2026.
البحوث والتطوير
ألقى التقرير الضوء على دور التعاون بين الحكومة والمؤسسات المالية وأصحاب المصالح بصناعة الطاقة الشمسية في الهند، في تيسير الاستثمارات وإجراء البحوث والتطوير.
كما لفت إلى أهمية تبسيط الإجراءات التنظيمية وتقديم الحوافز، لجذب شركات التصنيع الدولية لبدء مشروعات ستساعد في زيادة قدرات التصنيع المحلية.
وتُعد مبادرات البحوث والتطوير عاملًا حاسمًا لدفع الابتكار في الهند، وتطوير كفاءة تقنيات الطاقة الشمسية في الهند وخفض تكاليف التصنيع.
وسيدعم تمويل تلك المبادرات من كلٍّ من الحكومة والقطاع الخاص، تنافسية المصنعين المحليين للوحدات الشمسية عالميًا.
كما سيعزّز التعاون بين الجهات الأكاديمية والمنظمات البحثية والشركاء الدوليين تبادل الخبرات، وسيسرّع وتيرة التقدم التكنولوجي في هذا الصدد.
تطوير المهارات والتدريب
يقول التقرير، إن القوة العاملة الماهرة أمر حيوي لاستدامة آفاق الطاقة الشمسية واتساعها في الهند.
ودعا في هذا الصدد إلى إنشاء مراكز تدريب ومنح دورات لتطوير مهارات العمل في قطاع الطاقة الشمسية، لزيادة قدرات القوة العاملة.
ويرى أن الشراكات بين القطاعيْن العام والخاص ستقدم دورًا كبيرًا في مبادرات تطوير المهارات والتدريب العملي ودعم ريادة الأعمال، مؤكدًا أهمية مشاركة الشباب وتقديم حوافز لتعليم صناعة الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
- تصنيع وحدات الطاقة الشمسية في الهند ينتعش بحوافز جديدة
- تركيبات الطاقة المتجددة في الهند تسجل طفرة.. وتتجاوز أرقام 2022
- انهيار أسعار الوحدات الشمسية الصينية.. كيف يؤثر في الهند؟
- المعادن الأرضية النادرة في الهند أمل جديد لتحقيق التحول الأخضر
اقرأ أيضًا..
- الوصول الشامل إلى الطهي النظيف يحتاج 8 مليارات دولار سنويًا (تقرير)
- إسبانيا تقود التحول الأخضر في أوروبا.. ما دور المغرب؟
- إنتاج الوقود الحيوي بأقل بصمة كربونية.. تقنية جديدة لباحثة لبنانية