تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

النرويج تُطمئن قطاع النفط والغاز في أوروبا على الإمدادات: استقرارها مرتبط بشرط

أسماء السعداوي

كان قطاع النفط والغاز في أوروبا يعاني ويلات الحرب وانقطاع الإمدادات الروسية، عندما ألقت النرويج إليه بطوق النجاة؛ إذ حلت في قائمة كبار مزودي الطاقة إلى القارة.

جاء ذلك في الوقت الذي سارعت فيه القارة العجوز بتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادر الإمدادات وتقليل حجم الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري الروسي؛ تجنُّبًا لتكرار الأزمة التي كشفت عن حجم الاعتماد المفرط على موسكو للتزود بالغاز على نحو خاص.

وأصبحت النرويج الآن أكبر مزودي الغاز من داخل أوروبا، إلى جانب كبار المصدرين مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والبرازيل وأنغولا، بحسب تقرير نشرته منصة "أوفشور إنرجي" (offshore-energy)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

في هذا الصدد، دافعت أوسلو عن استثماراتها في صناعة النفط والغاز، على الرغم من خطط التخلي التدريجي عنها لصالح التحول الأخضر، قائلة إنها ضرورية للحفاظ على أمن الطاقة الأوروبي.

صناعة النفط والغاز في أوروبا

تستهدف أوروبا خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، على الجانب الآخر، تصر النرويج على أن الاستثمارات الإضافية في النفط والغاز في أوروبا، ضرورية للحفاظ على أمن الطاقة.

وأكد مدير مديرية النفط النرويجية تورغير ستوردال، استمرار اضطلاع صناعة النفط بدور حاسم ومهم حتى عام 2024، رغم أن الإنتاج سيتراجع تدريجيًا.

وبالفعل أعطت أوسلو الضوء الأخضر للعديد من مشروعات تطوير قطاع النفط، كما أصدرت قرارات استثمارية في 2022، بقيمة نحو 300 مليون كرونة نرويجية (29.9 مليار دولار أميركي).

وتعليقًا على ذلك، يقول ستوردال: "ستضمن تلك القرارات أن النرويج يمكنها أن تظل مصدرًا مستقرًا لإمدادات النفط والغاز في أوروبا، وبذلك تُسهم في أمن الطاقة بأوروبا لسنوات عديدة مقبلة".

وأضاف: "إذا أردتم أن نواصل دورنا بوصفنا مصدرًا مهمًا على المدى الطويل، يجب أن نواصل الاستثمار في الجرف، في كل من تطوير الحقول والاستكشافات، والتنقيب عن موارد جديدة".

يوضّح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في النرويج:

النفط والغاز في أوروبا

الجرف القاري النرويجي

يؤكد المدير العام لمديرية النفط النرويجية (إن دي بي) الدور المحوري لتطوير الجرف القاري، لتلبية الطلب الأوروبي وتعزيز أمن الطاقة مستقبلًا.

وأضاف أن منتجي الغاز في الجرف القاري -بدعم من السلطات- قدموا إسهامًا كبيرًا لتأمين إمدادات الغاز في أوروبا خلال عام 2022 المنصرم.

وارتفع حجم إنتاج الغاز من الجرف القاري، إلى 43 مليون متر مكعب قياسي (270 مليون برميل) من النفط خلال الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام (2023).

كما قال ستوردال إن إنتاج الغاز من الجرف لا يزال عند مستوى مرتفع، كما من المتوقع أن يشهد زيادة أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، قائلًا: "لدينا بالفعل 93 حقلًا في الجرف. وتُستَبدل حقول أخرى جديدة بوتيرة ثابتة بدلًا من الحقول التي أُغلقت، كما تُنتج الحقول الأقدم أكثر من المتوقع".

وأضاف: "ما زال إنتاج الغاز عند مستوى عالٍ مستقر لعدة سنوات"، مؤكدًا أن الجرف يُسهم حاليًا بأكثر من نصف إنتاج الغاز في البلاد.

وأكد: "الغاز النرويجي عامل حاسم لإمدادات الغاز وأمن الطاقة الأوروبي".

في سياق متصل، أعلنت شركة "دي إن أو" أكبر اكتشاف نفط وغاز قبالة سواحل النرويج في 10 سنوات، بمنطقة كارمن على الجرف القاري النرويجي منذ عام 2023.

ويقع اكتشاف الغاز الجديد، ضمن ترخيص بحر الشمال "بي إل 1148"، وتشير التقييمات الأولية إلى أنه يحتوي على احتياطيات تتراوح بين 120 مليونًا و230 مليون برميل من النفط المكافئ.

يوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- وجود النرويج على قائمة الدول صاحبة الأعلى زيادةً باحتياطيات الغاز الطبيعي في 2022:

14 دولة ترفع احتياطيات الغاز في 2022

الغاز في النرويج

حجم إنتاج الغاز في النرويج عام 2022 بلغ 122 مليار قدم مكعبة من الغاز، بزيادة قدرها 8% على أساس سنوي، وتمثل تلك الزيادة ثُلث استهلاك الغاز بالمنازل الألمانية.

وبلغ إنتاج الغاز لدى أوسلو نحو 58.4 مليار قدم مكعبة، خلال النصف الأول من 2023، بانخفاض نسبته نحو 4% على أساس سنوي، ويرجع ذلك إلى أعمال الصيانة بالمنشآت البرية في مطلع فصل الصيف الجاري.

كما رفعت النرويج احتياطياتها من الغاز خلال العام الماضي (2022)، إلى 2.081 تريليون متر مكعب، مقابل 2.072 تريليون متر مكعب عام 2021، بفضل الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على قطاع الغاز في أوروبا.

وتتوقّع مديرية النفط النرويجية استمرار إنتاج الغاز، بوتيرة ثابتة عن مستويات عام 2022، على مدار 4 إلى 5 سنوات مقبلة.

يقول ستوردال: "إنها أرقام ضخمة، وإسهام النرويج مهم للغاية لأمن الطاقة، خاصة قطاع النفط والغاز في أوروبا".

وأضاف: "كشفت أحدث الأرقام عن أن إنتاج الغاز ما زال مرتفعًا، ويتساءل كثيرون بشأن ما إذا كانت أوروبا ستحتاج إلى كل هذا الغاز على المدى الطويل، ما نعرفه هو أن إنتاج أوروبا نفسها سيواصل التراجع في السنوات المقبلة. وبذلك، سيكون هناك نقص كبير حتى مع تراجع الطلب، وستتعين تلبية تلك الحاجة عبر الواردات. الغاز النرويجي يُنقل إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب مباشرة وهذا يجعله خيارًا تنافسيًا للغاية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق