وكالة الطاقة الدولية تتوقع تسارع نمو الطلب العالمي على الكهرباء في 2024
بعد تباطؤ الاستهلاك بقيادة أوروبا في 2023
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- توقعات بتباطؤ نمو الطلب على الكهرباء في العام الجاري
- وكالة الطاقة ترى تسارعًا في استهلاك الكهرباء خلال العام المقبل
- انخفاض حادّ في الطلب على الكهرباء بدول الاتحاد الأوروبي
- الطاقة المتجددة تواصل استحواذها على حصة أكبر من إمدادات الكهرباء
توقعت وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب العالمي على الكهرباء خلال العام الجاري (2023)، على أن يتسارع الاستهلاك في العام المقبل (2024)، مع توقعات تحسّن الاقتصاد حول العالم.
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير حديث لها صادر اليوم الأربعاء 19 يوليو/تموز 2023، أن الطلب على الكهرباء قد ينمو بأقلّ من 2% خلال العام الجاري، مقابل 2.3% في عام 2022، ومتوسط معدل النمو السنوي البالغ 2.4% خلال المدة الزمنية (2015-2019).
وأرجعت الوكالة توقعاتها إلى انخفاض الطلب على الكهرباء في الاقتصادات المتقدمة، نتيجة الآثار السلبية لأزمة الطاقة العالمية وتباطؤ نمو الاقتصاد.
وفي المقابل، من المتوقع تسارع نمو الطلب على الكهرباء بوتيرة خلال العام المقبل تبلغ 3.3%، مع التحسن المتوقع لنمو الاقتصاد العالمي، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أوروبا تشهد أكبر انخفاض على الإطلاق
توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على الكهرباء في منطقة الاتحاد الأوروبي للعام الثاني على التوالي خلال 2023، ليسجل أقلّ مستوى له منذ عقدين.
ومن المُقدّر انخفاض الطلب على الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 3% خلال العام الجاري، مقابل تراجع بـ3% في عام 2022، مع تسارع اتجاهات الكهربة في القطاعات المختلفة ومبيعات قياسية للسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية: "إنه من المقرر انخفاض الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي إلى مستويات عام 2002"، مشيرة إلى أن الانخفاضين المتتاليين يمثّلان أكبر تراجع للطلب على الكهرباء على الإطلاق في المنطقة.
وجاء ذلك التراجع بسبب عدم تعافي الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة في أوروبا من تراجع الإنتاج الذي تعانيه منذ العام الماضي، ما دفع إلى انخفاض كبير في الطلب على الكهرباء بالاتحاد الأوروبي، بنسبة وصلت إلى 6% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن ما يقرب من ثلثي صافي الانخفاض في استهلاك الكهرباء بالاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي ناتج عن الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة التي كانت تواجه ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الطاقة.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار الطاقة عن مستوياتها القياسية في عام 2023، لم يرتفع الطلب على الكهرباء لتلك الصناعات، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وفي السياق نفسه، من المتوقع انخفاض الطلب على الكهرباء في اليابان بنسبة 3% خلال العام الجاري، وفي الولايات المتحدة بنسبة 2%.
ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الطلب العالمي على الكهرباء سنويًا حتى عام 2022:
وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع ارتفاع الطلب على الكهرباء في الصين بنسبة 5.3% خلال العام الجاري، ونحو 5.1% خلال عام 2024، ولكنه سيكون أقلّ من متوسط النمو خلال المدة الزمنية (2015-2019) البالغ 5.4%، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
ومن المقرر -أيضًا- أن تحقق الهند نموًا في استهلاك الكهرباء بمتوسط سنوي يبلغ 5.6% خلال مدة التوقعات، لتتجاوز متوسط المدة الزمنية (2015-2019) البالغ 5.2%.
الطاقة المتجددة قد تحقق إنجازًا جديدًا
يشير تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الإضافات المتسارعة لقدرات الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء قد تتجاوز الفحم خلال العام المقبل.
وتوقعت وكالة الطاقة انخفاضًا طفيفًا في توليد الكهرباء بالفحم خلال عامي 2023 و 2024، مقابل نموّ سجّله في عام 2022 بنسبة 1.5%، مدفوعًا بارتفاع أسعار الغاز، وتسبّب ذلك في البحث عن بدائل أخرى.
ومن المتوقع أن يشهد توليد الكهرباء عبر الفحم في الولايات المتحدة وأوروبا انخفاضات قوية، ولكن سيقابله ارتفاعات في آسيا خلال 2023 و 2024.
ومع الانخفاض المتوقع في استهلاك الفحم، من المقرر أن تسهم مصادر الطاقة المتجددة في تلبية الطلب الإضافي على الكهرباء خلال عامي 2023 و2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويستعرض الرسم الآتي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، مزيج توليد الكهرباء في العالم بين عامي 2021 و2022:
ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن تتجاوز حصة الطاقة المتجددة ثلث إجمالي إمدادات الكهرباء بحلول العام المقبل، لأول مرة، يقابله تراجع التوليد عبر الوقود الأحفوري 4 مرات في 6 سنوات، تنتهي عام 2024.
ومع تراجع حصة الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، من المتوقع انخفاض الانبعاثات الناتجة عن توليد الكهرباء بشكل طفيف خلال 2024، على أن يمثّل الاتحاد الأوروبي 40% من إجمالي الانخفاض المتوقع للعامين الحالي والمقبل، وفق وكالة الطاقة الدولية.
ومن المتوقع -أيضًا- انخفاض انبعاثات توليد الكهرباء في الولايات المتحدة مع الانتشار الكبير في مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك استعمال الغاز بديلًا للفحم، ولكن سيحدث العكس في الهند والصين، إذ من المتوقع أن يسجلا ارتفاعًا.
أسعار الكهرباء السالبة
يوضح التقرير أن عدد الساعات التي انخفضت فيها أسعار الكهرباء إلى ما دون الصفر تضاعف في العديد من الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وهولندا، خلال النصف الأول من العام الجاري، بدافع من زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة مقابل انخفاض الطلب.
وأدى انخفاض أسعار الطاقة كالغاز والفحم، خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى تراجع أسعار الكهرباء بالجملة عن ذروتها السابقة في العديد من المناطق.
وعلى سبيل المثال، تراجعت أسعار الكهرباء في أوروبا عن مستوياتها القياسية المسجلة في العام الماضي، لتقترب من مستويات عام 2021، ولكن ما يزال متوسط الأسعار أكثر من ضعف مستويات 2019.
وفي الهند، كان متوسط أسعار الكهرباء خلال النصف الأول من العام الجاري أعلى بنسبة 80% عن مستويات عام 2019، وفي اليابان أعلى بنسبة 30%.
بينما تراجعت أسعار الكهرباء بالجملة في الولايات المتحدة إلى مستويات عام 2019، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- انقطاع الكهرباء في مصر بشكل غير مسبوق.. هل الغاز السبب؟
- الكهرباء في جنوب أوروبا تواجه اختبار "الحر".. والطلب على الغاز يرتفع
- الطلب على الكهرباء في ولاية تكساس يقفز إلى مستويات قياسية
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع عدد الآبار مكتملة الحفر في دول أوبك لأول مرة منذ 3 سنوات
- توقعات بارتفاع أسعار النفط فوق 90 دولارًا.. استطلاع لـ"الطاقة"
- مسؤول عراقي: نتفاوض مع أكوا باور السعودية على 4 بنود.. وهذه شروطنا لمشاركتهم مع توتال (حوار)