تخطط الهند لإطلاق برنامج يعمل على تغويز الفحم من 100 مليون طن من الإنتاج المحلي، في إطار تعزيز مصادر الطاقة.
كما تستهدف الهند بإطلاق البرنامج خفض الاعتماد على الغاز المستورد، وتقليص الانبعاثات الضارة الناجمة عن الفحم، الذي يُعدّ أكثر مصادر الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة، حسبما ذكرت منصة "أرغوس ميديا" المتخصصة في شؤون الطاقة.
وكانت الهند قد كشفت إستراتيجيات جديدة، كان آخرها إعلان وزيرة المالية نيرمالا سيترامان استعداد شركة "كول إنديا" المملوكة للدولة لتطوير 4 محطات لتغويز الفحم بداية عام 2022، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ما هو تغويز الفحم؟
تعني عملية تغويز الفحم التي تعوّل عليها الهند في سدّ جزء من حاجات الطاقة، تحويل الفحم إلى غاز مُصنّع، مكوّن من مزيج كربون مونوكسيد والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والغاز الطبيعي، إضافة إلى بخار الماء.
وبإخضاع الغاز المُصنّع الناجم عن عملية تغويز الفحم، يمكن إنتاج عدّة مواد، منها وقود الطاقة والميثانول ومنتجات مثل الأمونيا واليوريا.
وتستهدف خطة تغويز الفحم الهندية الشاملة استثمار نحو 60 مليار روبية (730 مليون دولار أميركي) بحلول 2030، وفق تصريحات وزير الفحم برالهاد جوشي.
وأضاف الوزير أن خطة تغويز الفحم تستهدف خفض واردات الغاز، إذ تستورد البلاد نصف احتياجاتها من الغاز، وأكثر من 90% من احتياجاتها من الميثانول، و13-15% من الطلب المحلي على الأمونيا، غير أنه لم يحدد موعد إطلاق برنامج تعزيز صناعة تغويز الفحم في الهند.
وتُعدّ شركة "كول إنديا" يد الهند التي تقوم باستعدادات عمليات التغويز في حقول الفحم المحلية.
ولتحقيق الهدف، وقّعت كول إنديا عدّة اتفاقيات مع شركات مملوكة للدولة -أيضًا- مثل شركة معدّات الطاقة "بهيل" وشركة التكرير "آي أوه سي"، إضافة إلى "غايل" المسؤولة عن نقل الغاز الطبيعي وتوزيعه.
تسييل الفحم
وافقت شركة "كول إنديا" الهندية العامة على تقارير دراسات جدوى تمهيدية لـ3 مشروعات في مجال تغويز الفحم، وأيضًا على أنشطة ما قبل المشروع.
وأعلنت كول إنديا أن الميثانول الناجم عن عملية تغويز الفحم ربما تخلطه مع البنزين، وأنها أجرت مباحثات في وقت سابق مع شركات مصافي التكرير المملوكة للدولة، لتعزيز عملية الخلط تلك، بهدف تلبية طموحات البلاد في خفض الاعتماد على النفط المستورد.
ولا تستهدف الهند تغويز الفحم فقط، في إطار خطط خفض الاعتماد على واردات الغاز والنفط، ولكن -أيضًا- تسييل الفحم.
وقالت وزارة الفحم الهندية -في بيان عام 2020-، إن استثمارات تغويز الفحم وتسييل الفحم قد تتجاوز 4 تريليونات روبية (48.7 مليار دولار أميركي) بحلول 2030.
وأضافت الوزارة أن البلاد ستطرح مناقصات للحصول على الفحم اللازم لعمليات التغويز.
وأكدت أن الحكومة ستقدّم تسهيلات عديدة لمشروعات تغويز الفحم، منها استرداد رسوم السلع وضرائب الخدمات لمدة 10 سنوات منذ بداية التشغيل.
يُذكر أن الهند تعتمد على توليد معظم احتياجاتها من الكهرباء من محطات تعمل بالفحم، لذلك تحتلّ المركز الثالث عالميًا، بين أكبر الدول في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وحددت نيودلهي موعدًا متأخرًا نسبيًا مقارنةً مع الدول الغربية لتحقيق الحياد الكربوني، وهو 2070، مقابل 2050 للغرب.
موضوعات متعلقة..
- بعد توقعات زيادة الطلب.. هل ينتصر الفحم في معركة الحياد الكربوني؟ (تقرير)
-
ما هو الفحم؟.. 10 محاور تسرد قصة حياة الوقود المنبوذ بيئيًا (تقرير)
-
هل تستطيع الهند إنتاج مليار طن من الفحم سنويًا بالتقنيات الجديدة؟
اقرأ أيضًا..
- الطلب العالمي على النفط يقفز 3 ملايين برميل يوميًا في مايو
-
"الساعدي": نقل الهيدروجين إلى أوروبا سيكون أفضلية لدول المغرب العربي.. وهذه أبرز المخاطر (حوار)
-
سفينة إنقاذ خزان صافر تصل سواحل اليمن.. هل يتخلص العالم من "القنبلة الموقوتة"؟