سهم طاقة عربية يقفز 3900%.. و7 خبراء يرسمون سيناريوهاته المستقبلية
أحمد بدر
جدّد سهم طاقة عربية مفاجآته في سوق الأوراق المالية في مصر، اليوم الإثنين 10 يوليو/تموز (2023)، مع ارتفاعه في أول أيام التداول الرسمية -بعد إلغاء العمليات المنفّذة عليه أمس- بنسبة 3900%، قبل أن تُحكِم البورصة سيطرتها على حركته.
وكان سهم الشركة المصرية المتخصصة في مجال الطاقة قد فجّر عدّة مفاجآت، خلال طرحه أمس الأحد 9 يوليو/تموز، إذ سجل قفزة تاريخية بنسبة 60 ألفًا في المئة، في ظاهرة لم تشهدها من قبل البورصات المصرية والعالمية، ليصل سعر السهم من 0.50 قرشًا (0.016 دولارًا) إلى قرب 500 جنيه (16.3 دولارًا).
وأغلق سهم طاقة عربية عند 20 جنيهًا (0.65 دولارًا)، وكان أقلّ سعر تنفيذ 13 جنيهًا (0.42 دولارًا)، بينما كان أعلى سعر تنفيذ 22 جنيهًا (0.72 دولارًا)، فيما بلغت إجمالي كمية الأسهم 339 ألفًا و940 سهمًا، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وشهد سهم طاقة عربية تحركات متباينة على مدار اليوم، إذ ارتفع في بداية الجلسات إلى نحو 100 جنيه (3.24 دولارًا)، وهو ما ألغته البورصة على الفور، ليعود إلى التنفيذ على سعر تراوح بين 13 و14 جنيهًا (0.42 و0.45 دولارًا)، ليواصل تحركاته في سوق الأوراق المالية في مصر.
البورصة المصرية وسهم طاقة عربية
قالت محللة أسواق المال في مصر حنان رمسيس، إن سهم الشركة شهد عروضًا بنحو 15 و16 جنيهًا (0.48 و0.51 دولارًا) حتى 21 جنيهًا (0.68 دولارًا) كانت البورصة تتدخل لإلغائها، ثم جاءت عروض بسعر 14 جنيهًا (0.45 دولارًا) تؤخذ من المعروض، قبل أن ترتفع الأسعار لتُتداول عند 20 جنيهًا (0.65 دولارًا).
وأشارت حنان رمسيس، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن العروض الحالية في حدود 10 ملايين جنيه (324 ألف دولار)، إذ إن العروض التي تأتي قليلة للغاية، ولكن عندما يكون هناك طلب بنحو 2000 سهم أو أكثر، يدخل الطلب ليأخذ من المعروض، ومتوسط سعر سهم طاقة عربية الآن نحو 20 جنيهًا (0.65 دولارًا).
وأضافت: "واضح من الإقبال الكبير علي السهم، الذي دفعه للارتفاع أعلى من القيمة الاسمية والسعر العادل، أنه يحظى باهتمامات المتعاملين الذين يفضّلونه استثماريًا، إذ إنه سهم في نشاط جديد غير موجود من قبل في البورصة المصرية".
وأوضحت محللة أسواق المال في مصر أن أنشطة شركة طاقة عربية المتنوعة في مجال الطاقة تعدّ عامل جذب للمتعاملين، كما أن خطط الشركة المستقبلية والأسواق التي تنوي دخولها أعطت بُعدًا جديدًا للشركة وأرباحها المتوقعة.
ولفتت إلى أنه رغم اللغط الذي حدث في أول جلسة تداول، والتي تداول سهم طاقة عربية خلالها بين سعرين متباينين، وهما 50 جنيهًا (1.6 دولارًا) و500 جنيه (16.18 دولارًا)، وتحقيق نسبة ارتفاع فاقت 69 ألفًا في المئة، ورغم إلغاء البورصة عمليات التداول على السهم، فإنه صنع ضجة إعلامية وجّهت اهتمام الرأي العام إليه لمتابعة أخباره.
وأشادت حنان رمسيس بالتغطية المتميزة من جانب منصة الطاقة المتخصصة لأخبار سهم طاقة عربية، والتي تصدّرت أشهر البرامج الإخبارية والتحليلية، التي استعانت بالمعلومات والتحليلات التي نشرتها المنصة، في تغطياتها اللحظية للسهم وأدائه.
في السياق نفسه، قال مدير الاستثمار بإحدى شركات تداول الأوراق المالية في مصر، حسام عيد، إن سهم طاقة عربية شهد في ثاني جلسات تداوله صعودًا قويًا، وسجل مستوى 22 جنيهًا (0.72 دولارًا)، وسط إقبال كبير جدًا من المستثمرين الأفراد والمؤسسات المالية.
يقول حسام عيد، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة: "بلغت قيمة التعاملات على السهم اليوم ما يقرب من 15 مليون جنيه (487 ألف دولار)، وجرى التداول على 802 ألف سهم، كما شهد السهم إلغاء بعض العمليات في بداية التعاملات".
وأوضح أن هذه التحركات تشير إلى وجود رغبة قوية لدى المستثمرين للاستثمار في هذه المستويات السعرية المرتفعة، والمصاحبة لنسبة مخاطرة مرتفعة، بسبب المبالغة في القيمة السوقية للشركة.
يشار إلى أن رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية كان قد أصدر قرارًا، أمس الأحد 9 يوليو/تموز، بإلغاء جميع العمليات المنفَّذة في السوق الرئيسة على سهم طاقة عربية، في يوم طرحه الأول، وإلغاء العروض والطلبات المسجلة عليه، وفق بيان للبورصة.
ارتفاعات لا تعبّر عن القيمة الحقيقية
من جانبه، يفسّر مدير الاستثمار في إحدى شركات تداول الأوراق المالية، محمود عطا، الأحداث التي شهدها سهم طاقة عربية على مدار اليوم وأمس، قائلًا، إن ما حدث أمس في أول يوم لطرح السهم في البورصة المصرية أمر غير مبرر على الإطلاق.
ويرى الخبير أن صعود السهم بنسب كبيرة قاربت مستوى 500 جنيه (16.18 دولارًا)، بأحجام تداول بلغت 1362 سهمًا فقط، وإلغاء البورصة المصرية العمليات، ثم استمرار الارتفاعات اليوم، ويغلق السهم عند مستوى 20 جنيهًا (0.65 دولارًا)، بأحجام تداول قاربت 802 ألف سهم، لا تعبّر عن القيمة الحقيقية للشركة ماليًا.
ولفت إلى أن هذه الأرقام لا تتناسب مع إعلان القيمة العادلة التي تُقدَّر بنحو 8.9 جنيهًا (0.29 دولارًا)، كما أن القيمة السوقية للشركة حاليًا لا تعبّر عن الأساسات المالية لها، لكن على صعيد الأداء المالي للشركة، يرى أن " طاقة عربية" إحدى أهم الشركات الرائدة في هذا القطاع بالنسبة لمصر.
وكان مجلس إدارة البورصة المصرية قد أعلن أمس إلغاء جميع العمليات المنفَّذة على أسهم شركة طاقة عربية، بعدما وافقت البورصة على طلبات من شركة هيرميس للسمسرة وشركات أخرى للوساطة المالية، لإلغاء عمليات "نُفِّذت بطريق الخطأ".
وقالت البورصة، إن 75 صفقة نُفِّذت بالخطأ من بعض المستثمرين الأفراد، بقيمة تتجاوز 395 ألف جنيه (12 ألفًا و792 دولارًا)، إذ إن حجم التداول خلال الجلسات اقتصر على صفقة واحدة كبيرة الحجم بقيمة تجاوزت 3.6 مليار جنيه مصري (116 مليونًا و595 ألف دولار أميركي).
من جانبه، قال خبير أسواق المال في مصر الدكتور محمد عبدالهادي، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن سهم طاقة عربية، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة القلعة للاستشارات المالية، التي طرحت وتداولت أسهمها في 6 ديسمبر/كانون الأول 2009، دليل على أن التاريخ يعيد نفسه.
وأضاف: "جميع الخطوات التي طُرحت بها شركة القلعة للاستشارات في أولى جلساتها، والتي ارتفعت خلالها بنسبة 171% وسجل السهم 13.7 جنيهًا، ثم انخفض السهم بنحو 600% بعد ذلك، بينما سهم طاقة عربية يتداول بقيمة 676 مليون جنيه على عدد 1.35 مليار سهم، بقيمة اسمية 0.5 جنيه، وارتفع في أولى جلسات التداول 900%، مسجلًا سعر 500 جنيه".
وتابع الدكتور محمد عبدالهادي: "من ثم فإنه يخضع للمادة 21 من قانون سوق المال، والتي تنص على: يجوز لمن يرأس البورصة المصرية وقف عروض وطلبات التداول التي ترمي إلى التلاعب في الأسعار، ويكون له إلغاء العمليات التي تُعقَد بالمخالفة لأحكام القوانين واللوائح والقرارات الصادرة تنفيذًا لها، أو التي تتمّ بسعر لا مبرر له".
وأوضح أنه انطلاقًا من هذا النص، تراءى للبورصة أن سعر سهم طاقة عربية غير مبرر، ومن ثم ألغيت العمليات، وعند معاودة التداول جلسة الإثنين بكيفية التداول نفسها، مع توخّي الدقة والحيطة والحذر من تداولات الأفراد، فقد ألغيت العمليات التي توضع لأفراد، في حين يجري التنفيذ فقط مع الشروط الموضوعة من قبل الشركة المقيدة للتنفيذ.
تهديد مصداقية سوق المال المصرية
ترى خبيرة أسواق المال في مصر، عضوة اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي الدكتورة صفاء فارس، أن إلغاء البورصة المصرية أمس لجميع العمليات المنفّذة على سهم طاقة عربية، ثم التدخل وإلغاء بعض العمليات اليوم، أمر يهدد مصداقية سوق الأوراق المالية في مصر.
وأوضحت الدكتورة صفاء فارس، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أن هذا التدخل تسبَّب في تهديد مؤشر البورصة المصرية وتراجعه إلى 16500، ولكن في نهاية تعاملات اليوم عاود ارتفاعه إلى نحو 16900.
وتابعت: "عند طرح السهم، تحدث ضجة إعلامية قوية، ولكن بعد ذلك لا تكون هناك مصداقية للعروض والطلبات الموجودة عليه، كما أن إلغاء جميع العمليات عليه بشكل متكرر أمر يحفّز على فقدان المصداقية، كما يؤثّر في أداء البورصة المصرية".
وأكدت ضرورة وجود مصداقية في الطلبات، وعدم إلغاء العمليات، لعدم ترك آثار سلبية في السوق المصرية، لأن ذلك يعطي إشارة للمستثمرين العرب والأجانب أن السوق المصرية متذبذبة وغير قادرة على اتخاذ قرارات بشأن الأسهم الجديدة.
وأضافت عضوة اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي أن "أي سهم يُطرح حديثًا يؤثّر فينا من ناحية أداء البورصة، والأسهم القوية جدًا حدث لها انخفاض شديد، ولكنها ارتفعت اليوم مجددًا".
بدورها، قالت المحللة الفنية للأسواق بإحدى شركات التداول أسماء أحمد، إن إلغاء العمليات المنفَّذة على سهم طاقة عربية، أمس، من جانب البورصة المصرية، يؤثّر في سمعة ومصداقية الطروحات المستقبلية في السوق المصرية، إذ إن القرار أفقد البورصة أهم عامل تتّسم به، وهو حرية تحرُّك الأسعار وفقًا للعرض والطلب.
تقول أسماء أحمد: "لعل السبب الذي أدى إلى الصعود الجنوني الذي حدث أمس، هو أن إدارة البورصة لم تطبّق قرار الحدود السعرية القائم فيها، وهو السماح بالارتفاع والانخفاض للسهم خلال الجلسة الواحدة بنسبة 20%، وهو ما ألغته إدارة البورصة في أول يوم لتداول السهم".
ولفتت إلى أن بعض الأسواق المجاورة، مثل السوق السعودية، وآخر طروحاتها التي كانت منها "جمجوم" و"الموارد والمطاحن" تضع نسبة قصوى فقط 30% في أول 3 أيام من التداول، ثم ترجع إلي النظام المعمول به طوال الجلسات الأخرى، كما يجري على باقي أسهم السوق، وهو نسبة ارتفاع أو انخفاض 10%.
وأوضحت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أنه على إدارة البورصة المصرية التعلّم مما حدث، لتلافي حدوثه خلال الطروحات القادمة، وهو وضع حدود سعرية للتذبذب مع أول يوم تداول، وعدم إلغاء عمليات، لأنها بذلك تفقد أهم سماتها.
في السياق نفسه، قال الخبير والعضو المنتدب بإحدى شركات تداول الأوراق المالية الدكتور سامح هلال، إنه طبقًا للبند 17 من قواعد وإجراءات التداول بالبورصة المصرية، يُسمح بإدراج أوامر البيع والشراء بحدّ أقصى وأدنى 20% من سعر الإقفال السابق، وتكون الحدود السعرية للأوراق المالية المقيدة ببورصة النيل في حدود مدى سعري 10% صعودًا وهبوطًا من سعر الفتح.
وأضاف سامح هلال، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن الأمر يختلف مع سهم طاقة عربية، إذ إن اليوم الأول للتداول جرى دون التقيد بالحدود السعرية المعمول بها في البورصة المصرية، وهو ما يؤثّر في اتجاه السهم سلبًا أو إيجابًا دون التقيد بحدّ أقصى أو أدنى.
ولفت إلى أن عمليات أسهم طاقة عربية ما هي إلّا عمليات عرض وطلب، وتنفيذ عمليات في سوق حرة، وما حدث من إلغاء عمليات في أول يوم تداول يعدّ تدخلًا من الجهة الرقابية على السوق، وهذا ما يوحي للمستثمر الأجنبي بعقبات البورصة المصرية، وهي التدخل في عمليات السوق.
وتابع: "إن كانت البورصة ترى أن هناك تلاعبًا بالأسعار، فعليها اتخاذ السبيل لإثبات واقعة التلاعب، أمّا الإلغاء من أجل ارتفاع السعر، فهذا دون وجهة حق، وينقل صورة غير إيجابية عن البورصة المصرية للمستثمرين الأجانب".
جدير بالذكر أن شركة طاقة عربية -المؤسسة في مارس/آذار 2006- هي إحدى أكبر الشركات المصرية العاملة بمجال توزيع الطاقة وخدماتها المتكاملة، وتتنوع عملياتها بين نقل وتوزيع الغاز وتوليد وتوزيع الكهرباء والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى معالجة وتحلية المياه.
موضوعات متعلقة..
- مصر تلغي التداول على سهم طاقة بعد ارتفاعه 60 ألفًا بالمئة.. ما القصة؟
- مصر.. "طاقة عربية" تستثمر 4 ملايين دولار في محطتين للطاقة الشمسية
- "طاقة عربية" تعتزم نشر 200 محطة غاز طبيعي في مصر
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفط عربية في يونيو 2023.. مشروع ضخم للجزائر
- سوق الطاقة الشمسية في أوروبا واعدة.. توقعات بنمو السعة المركبة إلى 475 غيغاواط
- تقرير يكشف حقيقة نقص استثمارات النفط والغاز العالمية.. "أرقام مضللة"