استثمارات الطاقة المتجددة والوقود تسجل رقمًا قياسيًا في 2022 (تقرير)

في عام 2022، سجّلت استثمارات الطاقة المتجددة وأنواع الوقود العالمية، باستثناء مشروعات الطاقة الكهرومائية الأكبر من 50 ميغاواط، مستوى قياسيًا يُقدَّر بنحو 495.4 مليار دولار أميركي، وزاد الاستثمار بنسبة 17.2% عن عام 2021.

ويرجع ذلك إلى حدّ كبير للارتفاع العالمي في منشآت الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ولا تشمل هذه التقديرات الاستثمار في تقنيات التدفئة والتبريد المتجددة، التي لا تُجمَع البيانات الخاصة بها منهجيًا، وفق تقرير حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وضمن استثمارات الطاقة المتجددة، بلغ الاستثمار العالمي في المضخات الحرارية 63.4 مليار دولار أميركي، بزيادة قدرها 9.6% عن عام 2021، حسب تقرير الحالة العالمية لمصادر الطاقة المتجدّدة لعام 2023، الصادر عن شبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الـ21 (آر إن إي 21).

وتراوح الاستثمار في الطاقة الكهرومائية (بما في ذلك المشروعات التي تزيد عن 50 ميغاواط) حول 8 مليارات دولار على مدى السنوات العديدة الماضية، بالرغم من أن البيانات ما تزال محدودة.

دوافع زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة

جاءت زيادة استثمارات الطاقة المتجددة وسط تغييرات جذرية في مشهد الطاقة في عام 2022، بما في ذلك غزو روسيا أوكرانيا، والتضخم المتصاعد، والاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد المتعلقة بوباء كوفيد-19.

في أوروبا، عززت الحرب في أوكرانيا وتداعياتها لواردات الغاز الروسي الدعوات لزيادة نشر مصادر واستثمارات الطاقة المتجددة ذات الصلة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ودفعت هذه العوامل مجتمعة إلى تدخلات حكومية لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، بما في ذلك قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة، وخطة ريباور إي يو في أوروبا، وبرنامج التحول الأخضر جي إكس في اليابان.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا خلال 2022:

إضافة إلى ذلك، أدى التضخم (بنحو 8%) دورًا في نمو الاستثمار بمصادر الطاقة المتجددة في عام 2022، ما أسهم في ارتفاع تكاليف المكونات والبناء والتمويل.

ويرى محللون أن التضخم لا يمثّل سوى جزءٍ قليل من الزيادة الإجمالية في استثمارات الطاقة المتجددة، ما يعني أن الاستثمار توسّع بشكل يتجاوز آثار التضخم.

عمومًا، كان انخفاض تكاليف مصادر الطاقة المتجددة خلال العقد الماضي يعني أن الأموال المستثمرة اليوم تتحول إلى ازدياد السعة أكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية.

ودون هذه التخفيضات في التكلفة، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من استثمارات الطاقة المتجددة، لوضع المستوى نفسه من السعة في الخدمة، حسب تقرير الحالة العالمية لمصادر الطاقة المتجدّدة لعام 2023، الصادر عن شبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الـ21 (آر إن إي 21)، والذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

الاستثمار بحسب التقنية

استمرت الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح في الهيمنة على الاستثمارات الجديدة في مصادر الطاقة المتجددة، إذ استحوذت الطاقة الشمسية الكهروضوئية على 62% من إجمالي عام 2022، وطاقة الرياح 35%.

وتوسّع النمو القوي في الاستثمار في الطاقة الشمسية الكهروضوئية لعام 2021 بشكل أكبر عام 2022، إذ ارتفع بنسبة 36% تقريبًا ليصل إلى 307.5 مليار دولار أميركي.

وانخفض الاستثمار في طاقة الرياح بنسبة 1.3% إلى 174.5 مليار دولار أميركي، وهو ما يعكس الضبابية في السياسة، ولوائح التراخيص الطويلة والمعقّدة في العديد من البلدان، والتضخم المرتفع في تكاليف المدخلات.

الاستثمار بحسب المنطقة

تفاوت الاستثمار في الطاقة المتجددة والوقود حسب المنطقة في عام 2022، إذ ارتفع في البرازيل والصين والهند، وانخفض في أوروبا والولايات المتحدة.

واصلت الصين تسجيل الحصة الأكبر من استثمارات الطاقة المتجددة العالمية (باستثناء الطاقة الكهرومائية الأكبر من 50 ميغاواط)، بنسبة 55% ، تليها أوروبا (11.3%)، وآسيا-أوقيانوسيا (باستثناء الصين و الهند، 10.8%) والولايات المتحدة (10%).

واستحوذت جميع مناطق العالم الأخرى على 4% أو أقلّ من الإجمالي، بحسب تقرير الحالة العالمية لمصادر الطاقة المتجدّدة لعام 2023، الصادر عن شبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الـ21 (آر إن إي 21).

تحديات وفرص الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة

التحديات:

على المدى القصير، أدى التضخم وتعطّل سلاسل التوريد إلى إبطاء انتشار معظم مصادر الطاقة المتجددة ودفع التكاليف إلى الارتفاع.

وسَعَت البلدان للتكيف مع تقلّبات الأسعار في المواد والطاقة، ما أدى إلى المزادات والمناقصات غير المكتتب بها بسبب ظروفها التي لا تتوافق مع واقع السوق.

وأدى تأخير التراخيص والسياسات غير المواتية إلى حالة عدم اليقين، وتوقُّف نشر طاقة الرياح وتباطؤ الاستثمار في القدرة التصنيعية الجديدة.

إضافة إلى ذلك، تباطأت الأسواق العالمية للطاقة الشمسية المركزة وطاقة المحيطات، إذ أضاف قادة السوق التاريخيون القليل من القدرات الجديدة في السنوات الأخيرة.

ويرى المراقبون أن أكبر التحديات التي تواجه أسواق الوقود والتدفئة المتجددة تتمثل في انخفاض أسعار الوقود الأحفوري (المدعومة أحيانًا)، والصعوبات في الحصول على تمويل ميسور التكلفة.

من ناحيته، أدى الجفاف الشديد إلى إعاقة إنتاج الطاقة الكهرومائية في أجزاء من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

الفرص:

توفر مصادر الطاقة المتجددة القدرة على التخفيف من تداعيات تغير المناخ، وتحسين أمن الطاقة، وخلق فرص العمل، وتعزيز الاقتصادات المحلية.

ويرى المحللون أنه حتى مع مراعاة ارتفاع التكاليف، ما تزال طاقة الرياح والطاقة الشمسية قادرة على المنافسة من حيث التكلفة مع الوقود الأحفوري، وأرخص ثمنًا من توليد الكهرباء باستعمال الفحم في معظم البلدان.

وشهدت سوق الطاقة الشمسية الكهروضوئية على الأسطح نموًا مطّردًا منذ عام 2018، وحققت نموًا قياسيًا في عام 2022، إذ أصبحت السوق أكثر جاذبية لكل من العملاء السكنيين والتجاريين.

وعلى الرغم من تزايد دعم إنتاج الهيدروجين، فإن السياسات تحتاج إلى إعطاء الأولوية لاستعمال الطاقة المتجددة لتجنُّب التخلص الطفيف من الانبعاثات وتسخير إمكانات الهيدروجين الهائلة لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة والنقل البحري والطيران، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن المضخات الحرارية يمكن أن توفر مصدرًا داعمًا لمرونة نظام الطاقة، ما يتيح تكاملًا أكبر للمصادر المتجددة المتغيرة وخفض فواتير الطاقة للمستهلكين.

وتوفر الطاقة الحيوية حلولًا للتدفئة والوقود في الصناعات الثقيلة والنقل، مثل الأدوية والأسمنت والصلب والأغذية والمشروبات والطيران والشحن البحري.

موضوعات متعلقة..

• فرنسا تطالب توتال إنرجي بتسريع استثمارات الطاقة المتجددة
• استثمارات الطاقة المتجددة في أستراليا تتراجع لأدنى مستوياتها
• استثمارات الطاقة المتجددة في أستراليا تتراجع لأدنى مستوياتها

اقرأ أيضًا..

• سلطنة عمان وقطر تتصدران أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في يونيو
• محور غاز جديد بين الجزائر وإيطاليا وليبيا.. هل ينجح؟
• كارثة بايبر ألفا.. صناعة الطاقة العالمية تعلن الحداد على أرواح الضحايا (فيديو وصور)