سلطنة عمان وقطر تتصدران أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في يونيو
أحمد بدر
شهدت أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي (2023) مشاركة عربية قوية، إذ تضمنت صفقتين عملاقتين في الخليج، كان محورها سلطنة عمان وقطر، والأخيرة من أكبر من منتجي ومصدّري الغاز المسال حول العالم.
ويتزايد اتّساع سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية في الوقت الحالي، مع اقتراب فصل الشتاء الجديد، وتعاظم الحاجة في دول أوروبا وآسيا إليه للتدفئة وأغراض الصناعة والطاقة الأخرى، لا سيما مع انخفاض أسعاره عمّا كانت عليه خلال العام الماضي (2023).
وفي ضوء هذا التوجه، شهد شهر يونيو/حزيران 2023 مجموعة من الصفقات، التي رصدت منصة الطاقة المتخصصة منها أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، لا سيما مع اتجاه عدد كبير من الدول لتأمين احتياجاتها من الغاز المسال من خلال اتفاقات طويلة الأجل.
وبينما ضمّت منطقة الخليج صفقتين مهمتين، وهما الصفقة بين قطر والصين، والاتفاق بين سلطنة عمان وبنغلاديش، استحوذت الولايات المتحدة وحدها على صفقتين من أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال شهر يونيو/حزيران، وكانت الأخيرة من نصيب أستراليا.
الغاز القطري إلى الصين
في 20 يونيو/حزيران الماضي 2023، وقّعت شركة قطر للطاقة ومؤسسة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي"، واحدة من أهم وأكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال الشهر الماضي، والتي تقضي بتأمين قطر إمدادات عملاقة للصين.
ويمتد اتفاق التصدير الجديد بين قطر للطاقة و"سي إن بي سي" الصينية لنحو 27 عامًا، إذ يتزامن هذا الاتفاق مع دخول موسم التسابق بين دول أوروبا ودول آسيا، لتخزين أكبر كميات من الغاز المسال، استعدادًا للطلب الذي يتزايد خلال فصل الشتاء، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب الصفقة الجديدة، تصدر قطر للطاقة شحنات تصل إلى 4 ملايين طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا للشركة الصينية لمدة 27 عامًا.
كما يشمل الاتفاق استحواذ الشركة الصينية على حصة 5% من أحد خطوط إنتاج الغاز المسال بسعة 8 ملايين طن سنويًا، ضمن أعمال توسعة حقل الشمال القطري.
وتعدّ الصفقة بين الشركتين القطرية والصينية هي الثانية بين البلدين، خلال أقلّ من عام، إذ سبق أن وقّعت قطر للطاقة اتفاقية لتصدير 4 ملايين طن سنويًا -أيضًا- من الغاز المسال، لمدة 27 عامًا، لشركة "سينوبك" الصينية.
اتفاق سلطنة عمان وبنغلاديش
جاء الاتفاق الموقّع بين سلطنة عمان وبنغلاديش ضمن أبرز 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، إذ يوفر احتياجات دكا من الغاز المسال لمدة 10 سنوات مقبلة، تبدأ في 2026، وصولًا إلى عام 2035، حسبما ذكرت صحيفة "ذي بيزنس ستاندرد" المحلية واسعة الانتشار tbsnews.
ووقّع البلَدان الاتفاق في 19 يونيو/حزيران (2023)، وهي الاتفاقية التي تستورد بنغلاديش بموجبها بداية من يناير/كانون الثاني 2026، ما بين 0.25 مليون و1.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال العماني، بعقد طويل الأجل، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، تفاصيل صفقات تصدير الغاز العماني إلى بنغلاديش:
وتستهدف سلطنة عمان من العقد الجديد تعزيز جهودها لجذب مزيد من مشتري الغاز المسال بعقود طويلة الأجل، لا سيما أن كثيرًا من الدول تعتمد عليه ليصبح وقودًا انتقاليًا في مرحلة تحول الطاقة، والتي تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
ووُقِّعَت الصفقة بين شركة النفط والغاز البنغلاديشية الحكومية "بتروبانغلا"، وشركة "عمان للتجارة الدولية" المملوكة لمجموعة "أوكيو" للطاقة في سلطنة عمان، إذ تنصّ على بدء تدفقات الغاز المسال العماني بـ4 شحنات في 2026، ثم 12 و16 شحنة في السنوات التالية.
شينير الأميركية وإكوينور النرويجية
عقدت شركة شينير الأميركية واحدة من أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية في شهر يونيو/حزيران الماضي، مع إكوينور النرويجية، والتي تقضي بتصدير شحنات من الغاز المسال، تصل إلى 1.75 مليون طن سنويًا، لمدة 15 عامًا.
ويرفع الاتفاق الجديد، الموقّع في 21 يونيو/حزيران 2023، إجمالي الكميات التي تعاقدت عليها إكوينور النرويجية مع الشركة الأميركية إلى 3.5 مليون طن سنويًا، أي ستضاعف اتفاقية البيع والشراء الجديدة أحجام الغاز المسال التي ستصدّرها إكوينور من المحطات التابعة لـ"شينير" على ساحل الخليج الأميركي.
وتُمكّن الكميات الجديدة من الغاز المسال الأميركي شركةَ إكوينور من تعميق دورها بصفتها مصدرًا للغاز الطبيعي للأسواق العالمية، مع الاحتفاظ بمكانتها بصفتها مصدرًا رئيسًا إلى دول أوروبا، ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن يبدأ تسليم نصف الكميات المرتبطة باتفاقية البيع والشراء في عام 2027، بينما سيكون تسليم النصف المتبقي في نهاية هذا العقد، إذ يخضع -من بين أمور أخرى- لقرار استثمار نهائي إيجابي، فيما يخصّ خط الإنتاج الأول من مشروع توسعة محطة إسالة سابين باس لإنتاج 20 مليون طن سنويًا.
توتال الفرنسية تدخل أميركا
في 14 يونيو/حزيران الماضي، خطت شركة توتال إنرجي الفرنسية داخل سوق الغاز المسال الأميركية، بصفقة ضخمة، تعدّ من بين أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية، بإعلانها شراء حصة 17.5% في شركة نيكست ديكيد، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي الاستحواذ ضمن اتفاق أكبر لتمكين الشركة الأميركية، التي تتخذ من جنوب ولاية تكساس مقرًا لها، من تصدير إنتاج محطة ريو غراندي للغاز المسال، إذ تستهدف الشركة زيادة حصة الغاز الطبيعي في مبيعاتها إلى 50% بحلول عام 2030، لخفض انبعاثات الكربون والميثان واستبدال الغاز الطبيعي بالفحم.
وبموجب الاتفاق بين توتال إنرجي و"نيكست ديكيد" و"غلوبال إنفراستراكتشرز بارتنرز"، ستحتفظ الشركة الفرنسية بحصّة 16.7% في المرحلة الأولى للمشروع، التي تشمل 3 خطوط لنقل الغاز المسال، بإجمالي قدرات تصل إلى 17.5 مليون طن سنويًا.
ومن المقرر -بموجب الاتفاق أيضًا- أن تشتري الشركة الفرنسية 5.4 مليون طن سنويًا من الغاز المسال المنتج في المرحلة الأولى للمشروع لمدة 20 عامًا، مما يرفع قدراتها التصديرية إلى أكثر من 15 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
بيع الغاز الأسترالي إلى شل وبي بي
أعلنت شركة "تامبوران ريسورسيز" الأسترالية، في 23 يونيو/حزيران الماضي، توريد كميات ضخمة من الغاز المسال، من خلال توقيع اتفاقيتين -غير ملزمتين- مع شركة النفط البريطانية "بي بي" وشركة "شل" الأنغلو-هولندية، في واحدة من أكبر 5 صفقات غاز مسال عالمية خلال الشهر الماضي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر، بموجب الصفقة الجديدة، تصدير الغاز المسال من المشروع الواقع في الإقليم الشمالي الأسترالي، ضمن حوض بيتالوو، إذ أكدت الشركة الأسترالية أن الاتفاقيتين خطوة مهمة في تطوير مشروعها للغاز الطبيعي المسال في الإقليم، بما يعزّز إمدادات الغاز المسال في أستراليا.
وأوضحت الشركة أنها وقّعت مذكّرتي تفاهم مبدئيتين لتوريد 4.4 مليون طن من المسال في أستراليا سنويًا إلى شركتي "بي بي سنغافورة" و"شل إيسترن تريدينغ"، إذ ستورّد الشركة الأسترالية 2.2 مليون طن سنويًا من الغاز المسال إلى الشركتين على مدار 20 عامًا.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة توقع صفقة غاز مسال مع الصين لمدة 27 عامًا (تحديث)
- قطاع الغاز المسال في أستراليا يشهد توقيع صفقتين ضخمتين
- الغاز المسال العماني يتدفق إلى بنغلاديش في صفقة مدتها 10 سنوات (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات الغاز المصرية تنهار للشهر الثالث.. ما السبب؟
- تقرير: صادرات الغاز الإيراني تقفز إلى 19 مليار متر مكعب في 2022
- كيف تتخلص صناعة الكيماويات الأوروبية من الانبعاثات الكربونية؟
- أرباح الوقود الأحفوري تغري شركات النفط والغاز بتكثيف نشاطها البحري