مصادر لـ"الطاقة": السعودية تمدد خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا
في أغسطس
أحمد بدر
كشفت مصادر استعداد المملكة العربية السعودية للإعلان، خلال أيام قليلة، تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا، في شهر أغسطس/آب المقبل (2023).
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن خطوة تمديد خفض الإنتاج من المقرر إعلانها بحدّ أقصى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز المقبل، وذلك بالتنسيق مع دول تحالف أوبك+، إذ تستهدف المملكة الحفاظ على استقرار وتوازن السوق النفطية خلال المرحلة المقبلة.
وأعلنت السعودية، في 4 يونيو/حزيران الجاري، تمديد الخفض الطوعي الذي أقرّته بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام المقبل (2024)، مع خفض الإنتاج مليون برميل يوميًا إضافية خلال شهر يوليو/تموز المقبل (2023)، قابلة للتمديد.
كان وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد أكد خلال احتفالية ذكرى تأسيس "أوبك" في بغداد، في 16 يونيو/حزيران الجاري، أن منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، وحلفاءها من الخارج في أوبك+، يؤدون دورًا مهمًا في دعم استقرار أسواق النفط.
خفض إنتاج النفط لطمأنة الأسواق
قالت المصادر، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن السعودية تريد من خلال إعلان تمديد خفض إنتاج النفط -الذي يبدأ في يوليو/تموز بمقدار مليون برميل يوميًا- إلى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل، أن توصل رسالة طمأنة إلى أسواق النفط على المدى البعيد نسبيًا.
وبسؤال المصادر عن علاقة قرار تمديد خفض الإنتاج بأسعار النفط الحالية، واستمرار حالة التراجع التي تشهدها مؤخرًا، أوضحت أن "مستوى سعر برميل النفط عالميًا في الوقت الحالي (والذي يدور في نطاق 70-75 دولارًا)، لا يُرضي طموح تحالف أوبك+، ولا السعودية التي ترأسه"، بحسب تعبيره.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم خفض إنتاج النفط الطوعي من جانب السعودية و8 دول في تحالف أوبك+:
تقول المصادر في تصريحاتها إلى منصة الطاقة، إن مستويات الأسعار الحالية غير مرضية، على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تركّز بشكل كبير على مسألة الأسعار، بل تركّز بشكل أكبر على استقرار الأسواق، بناءً على تقارير السوق واتجاهات الطلب على النفط عالميًا.
يشار إلى أن مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، كان قد أشار في حلقة سابقة من برنامجه "أنسيات الطاقة" إلى أن الخفض الطوعي من جانب السعودية منعَ أسعار النفط من التراجع بما يصل إلى 4 أو 5 دولارات إضافية عمّا هي عليه الآن، وربما أكثر من ذلك.
وقال الحجي، في الحلقة التي قدّمها بعنوان "قرار السعودية تخفيض الإنتاج بين التحوط والأخذ بزمام المبادرة في السوق"، إن السياسات التي تبنّتها أوبك والمملكة خلال اجتماع 4 يونيو/حزيران خالفت توقعات الكثيرين، ولم تتضمن أيّ إجراء سوى تمديد مستوى إنتاج كان متفقًا عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حتى نهاية 2024.
وتابع: "المتوقع (من قبل الكثير من المحللين والمضاربين) أن يؤدي قرار السعودية بخفض إنتاج النفط الطوعي إلى ارتفاع الأسعار"، ولكنه أشار إلى أن فهم الناس لموضوع الأسعار وضرورة ارتفاعها يدفعهم للقياس مقارنة مع أسعار الساعة الماضية أو أمس، وهو تفكير خاطئ، إذ تجب المقارنة بحالة عدم اتخاذ قرار خفض الإنتاج، وما يمكن أن يحدث حينها.
هل أسعار النفط الحالية مرضية؟
في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها في ديسمبر/كانون الأول 2022، قال الدكتور أنس الحجي، إن بقاء أسعار النفط تحت حاجز الـ80 دولارًا للبرميل لا يُرضي طموح أوبك+، ولا السعودية.
وردّ الحجي على سؤال من أحد المتابعين للبرنامج، بشأن استمرار انخفاض أسعار النفط الخام تحت 90 دولارًا للبرميل، موضحًا أن وضع أسواق النفط صعب، متوقعًا أن تظل مستويات الأسعار تحت حاجز الـ80 دولارًا للبرميل خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، وهو ما تحقق بالفعل.
ولفت إلى أن هناك انخفاضًا موسميًا في الطلب على النفط يحدث خلال الربع الأول من كل عام، بالإضافة إلى الأزمة التي شهدها الاقتصاد الأوروبي، والتي دفعت أوبك ووكالة الطاقة الدولية لتعديل معدل نمو الطلب على النفط هبوطيًا عدّة مرات خلال العام المنصرم 2022.
مستويات أسعار النفط الحالية
تشهد مستويات أسعار النفط انخفاضًا كبيرًا خلال الأسابيع الأخيرة، دفعت بها إلى أقلّ من 74 دولارًا للبرميل، بختام تعاملات يوم الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023، مسجلة خسائر كبيرة للأسبوع الثاني على التوالي، في وقت يتصاعد فيه التوتر بشأن حدوث ركود عالمي قد يحدّ من الطلب على النفط.
وكانت أسواق النفط قد سجلت انخفاضًا أسبوعيًا بنحو 4%، لتهبط أسعار النفط، على الرغم من استمرار خفض الإنتاج الطوعي من جانب 9 من دول أوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية، التي أعلنت خفض إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام المقبل 2024.
وبالتزامن مع هذا الخفض، أعلنت السعودية خفض إنتاج النفط طوعيًا بمقدار مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز المقبل، قابلة للتمديد، وهي الخطوة التي توشك على اتخاذها، وفق ما أخبرت مصادر منصة الطاقة المتخصصة.
ويُظهر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز تراجع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 6 حفارات، خلال الأسبوع الماضي، ليصل الإجمالي إلى 546 حفارة، ما أحدث حالة من عدم التفاؤل في الأسواق، مع انخفاض سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط خلال الأسبوع الماضي بنحو 3.6% و3.8% على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- كيف منعَ الخفض السعودي الطوعي أسعار النفط من التراجع؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
- كم إنتاج السعودية من النفط يوميًا حتى نهاية 2024؟.. قراءة بالأرقام
- إنتاج السعودية من النفط الخام يسجل مستوى قياسيًا في 2022 (رسم بياني)
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في بنغلاديش بديلًا للديزل في أنظمة الري.. لأول مرة
- "الكاميرا الخلفية" تدفع هوندا لاستدعاء 1.3 مليون سيارة.. غالبيتها في أميركا
- كلين باور إنجنيرنغ: الجزائر مؤهلة للريادة في تصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء (حوار)
لابد لأوبك من العمل على البدائل عن البترول من الهيدروجين والصناعات التي تقوم على تصنيع البترول محليا وتصديره على هيئة صناعات مختلفة حسب احتياج الدول الأخرى ٠ لأن الركود والاستغناء عن البترول بالانتقال لأنواع أخرى من الطاقة قد أصبح واقع الآن ٠