خط أنابيب غاز جديد في الأرجنتين.. هل ينقذ البلاد من الركود الاقتصادي؟

يعوِّل كثيرون على قطاع الغاز في الأرجنتين؛ أملًا في توفير تكلفة واردات الطاقة التي تتجاوز مليارات الدولارات، في وقت تئنّ فيه خزينة الدولة جراء الأزمة الحادة الناتجة عن شحّ النقد الأجنبي.

وفي خطوة طال انتظارها، بدأ (اليوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2023) ملء خط أنابيب جديد لنقل الغاز الطبيعي من حقل فاكا مويرتا الصخري شرقًا إلى غرب البلاد الحيوي، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن يستغرق الملء الكامل لأنبوب الغاز الجديد، الذي سُمّي باسم رئيس البلاد الراحل نيستور كيرشنر، 20 يومًا.

ويمثّل ذلك نصرًا كبيرًا لقطاع البنى الأساسية؛ إذ يمتدّ الخط الجديد بطول 365 ميلًا (576 كيلومترًا)، من منطقة باتاغوني النائية إلى المدن ومراكز الصناعة شرق البلاد.

اهتمام سياسي بالغاز في الأرجنتين

حضر الحفل الرسمي للافتتاح، الذي جاء بالتزامن مع يوم العلم الوطني، وزير الاقتصاد سرغيو ماسا الذي أشرف بنفسه على أعمال تطوير مشروع الغاز في الأرجنتين خلال الأشهر الأخيرة، ويُنظر إليه بصفته مرشحًا رئاسيًا محتملًا.

ويُعدّ افتتاح الخط -الذي طوّرته شركة "إنرجيا أرجنتينا" المملوكة للدولة- إنجازًا بالنسبة لماسا ونظرائه من السياسيين؛ إذ يسعون إلى استمالة المواطنين الذين يرزحون تحت أزمة اقتصادية طاحنة، قبل انعقاد انتخابات الرئاسة في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام.

ويبلغ معدل التضخم السنوي حاليًا أكثر من 114%، وثمة مخاوف من أن تنزلق البلاد إلى حافة الركود هذا العام، كما يثير النقص الحادّ في احتياطيات الدولار في البنك المركزي القلقَ بشأن انخفاض إضافي لقيمة العملة المحلية (بيزو).

(الدولار الأميركي = 249.30 بيزو أرجنتينيًا).

وأشاد ماسا بافتتاح الخط، واصفًا إياه بـ"نقطة تحوّل"، والفرصة الضخمة لتوفير نفقات واردات الطاقة بالعملة الأجنبية.

وتقول وزارته، إن خط الأنابيب الجديد سيوفر 1.7 مليار دولار هذا العام (2023)، بالإضافة إلى 4 مليارات دولار في العام المقبل 2024.

واستغلالًا لفرصة إنجاز الخط الجديد، هاجم ماسا حكومة المعارضة السابقة، وكتب في "تويتر": جعلنا المستحيل واقعًا، خططنا لهذا المشروع في 2015، ثم توقّف لسنوات، بسبب الافتقار إلى الرؤية الإستراتيجية والشجاعة".

إمكانات حقل فاكا مويرتا

تطمح البلاد، التي تعاني من التضخم، إلى الاستفادة من خط الأنابيب الجديد، في تلبية الطلب المحلي من إمدادات حقل فاكا مويرتا، الضخمة.

ويُعدّ "فاكا مويرتا" صاحب ثاني أكبر احتياطي من الغاز الصخري في العالم، بالإضافة إلى رابع أكبر احتياطي نفطي عالميًا، كما يُنتج 47% من إجمالي إنتاج النفط و41% من إنتاج الغاز في الأرجنتين.

ورغم الإمكانات الضخمة لحقل فاكا مويرتا، ما تزال الأرجنتين تستورد الغاز بثمن باهظ؛ كما يعدّ نقله من غرب البلاد إلى المراكز السكانية شرقًا عن طريق الشاحنات مكلفًا للغاية.

ولذلك حاولت الحكومات المتعاقبة بناء خط أنابيب نقل الغاز إلى العاصمة بوينس آيرس، لتوفير الإمدادات للسكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة.

وتعرَّض المشروع لعقبات عديدة منذ اقتراحه قبل 8 سنوات، كانت البداية مع الأزمة الاقتصادية العالمية وتفشّي فيروس كورونا، حتى افتتاح المرحلة الأولى منه اليوم.

وتقول وزيرة الطاقة، فلافيا رويون، إن الخط : "أهم عمل هندسي في الأعوام الـ50 الأخيرة، ولبنة لبناء المستقبل"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "كلايمت تشينغ نيوز"، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في سياق متصل، أعلنت وزيرة الطاقة، في مارس/آذار من هذا العام، إجراء محادثات مع السعودية لتمويل المرحلة الثانية من خط الأنابيب.

وبالفعل، أعلن الصندوق السعودي للتنمية في منتصف نيسان/أبريل استثمار 500 مليون دولار لدعم مشاريع الغذاء والطاقة في الأرجنتين، وعلى رأسها أنبوب غاز نيستور كيرشنر.

موضوعات متعلقة..

• إضراب يهدد قطاع النفط والغاز في الأرجنتين بالشلل
• الغاز في الأرجنتين يعول على خط أنابيب فاكا مويرتا لسد العجز والتصدير
• الأرجنتين تستثمر في تعديل أكبر خطوط نقل الغاز لوقف الاستيراد

اقرأ أيضًا..

• استثمارات الطاقة النظيفة تحتاج إلى الارتفاع 3 مرات في الدول الناشئة والنامية (تقرير)
• مشروع قانون الطاقة المتجددة في لبنان.. خبيران يرصدان أهم التحديات
• متى يكتمل حلم البرنامج النووي الجزائري.. وما سر عداء "بايدن" له؟