إنتاج الغاز المسال في أفريقيا يترقب طفرة ضخمة بقيادة الكونغو والغابون
أنشطة تصدير الغاز في القارة تعود بفوائد اقتصادية كبيرة
نوار صبح
- الغاز الطبيعي المسال يمثّل مسارًا مهمًا لتسخير موارد الغاز وتقليل فقر الطاقة
- تنزانيا تواصل بذل جهودها لتطوير احتياطياتها الضخمة من الغاز الطبيعي البحري
- فيرجينيا غاز تُعدّ أول محطة تجارية للغاز الطبيعي المسال في جنوب أفريقيا
- أفريقيا ستضخ 220 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في عام 2040
يترقب إنتاج الغاز المسال في أفريقيا طفرة ضخمة خلال المدة المقبلة، بالتزامن مع زيادة المشروعات في عدد من دول القارة السمراء ودخول عدد منها نادي الدول المنتجة والمصدرة للغاز، واهتمام أوروبا بالوقود الأفريقي في إطار خطتها لتنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا.
وأشار تقرير "حالة الطاقة الأفريقية للربع الأول من عام 2023" -الذي أصدرته غرفة الطاقة الأفريقية مؤخرًا- إلى أن إنتاج القارة من الغاز المسال سيستمر في الزيادة خلال المدة المتبقية من هذا العام، وسيحقق نموًا كبيرًا في السنوات المقبلة.
وأفاد التقرير بأن الكونغو تدخل حقبة اقتصادية جديدة ومتميزة، إذ أطلقت البلاد أول مشروع للغاز الطبيعي المسال خلال الشهر الماضي، بالشراكة مع شركة الطاقة الإيطالية إيني، حسبما نشره موقع إنرجي كابيتال آند باور (energycapitalpower).
مشروع الغاز المسال في الكونغو
سيستعمل المشروع، الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار، الغاز الطبيعي من مشروع مارين 12 التابع لشركة إيني الإيطالية قبالة ساحل الكونغو، ومن المتوقع أن ينتج 3 ملايين طن سنويًا في عام 2025، وهو ما يدعم إنتاج الغاز المسال في أفريقيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وستشمل العملية محطتيْن عائمتيْن للغاز الطبيعي المسال ستعالجان الغاز من حقلي نيني وليتشندجيلي الموضوعين قيد الإنتاج حاليًا، وستبدأ محطتا الغاز الطبيعي العائمة الإنتاج بحلول عام 2023 و2025 على التوالي.
وقال المحللون -بعد مدة وجيزة من إعلان مشروع الكونغو للغاز الطبيعي المسال-، إن هذه الخطوة المهمة تضع الكونغو لاعبًا رئيسًا في سوق الغاز المسال العالمية، لتصبح نموذجًا قيمًا لدول أفريقية أخرى.
ويمثّل الغاز المسال في أفريقيا مسارًا مهمًا لتسخير موارد هذا الوقود، والحدّ من فقر الطاقة، وخلق صناعات ذات قيمة مضافة، والإسهام في تحول الطاقة في القارة.
من ناحيتها، تتطلّع غرفة الطاقة الأفريقية (إيه إي سي) إلى إدراك المزيد من الدول الأفريقية هذه الفوائد، وأعتقد أننا في طريقنا لتحقيق هذا الهدف.
توسعة البنية التحتية
يتمثّل أحد العوامل الرئيسة التي أسهمت في هذه التوقعات المتفائلة في زيادة قدرة دول القارة على إنتاج الغاز المسال في أفريقيا وتخزينه ونقله.
ويُعدّ مشروع الكونغو للغاز المسال واحدًا من العديد من المشروعات التي تمضي قدمًا في القارة السمراء.
ويُسهم المشروع فيما يُتوقع أن يكون زيادة كبيرة في إجمالي سعة البنية التحتية لتصدير الغاز المسال، من 80 مليون طن سنويًا إلى نحو 110 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، وأكثر من 175 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد المقبل.
في الغابون، في وقت سابق من هذا العام، اتخذت شركة بيرينكو المستقلة الأنجلو-فرنسية قرارًا استثماريًا نهائيًا لبناء مشروع للغاز المسال بقيمة مليار دولار بالقرب من محطة النفط كاب لوبيز، التي استحوذت عليها الشركة من توتال إنرجي الفرنسية في عام 2021.
ويتوقع المحللون أن يصل إنتاج المحطة إلى نحو 700 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا.
وأكملت تنزانيا مؤخرًا مفاوضاتها مع شركة إكوينور النرويجية وشركة شل البريطانية لبناء محطة للغاز الطبيعي المسال بقيمة 30 مليار دولار في منطقة ليندي جنوب شرق تنزانيا.
وبعد سنوات من التأخير، تواصل تنزانيا بذل جهودها لتطوير احتياطياتها الضخمة من الغاز الطبيعي البحري؛ ما يُقدّر بنحو 57.54 تريليون قدم مكعبة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
نشاط ملحوظ
يرى المرقبون مشروعات أخرى مثيرة للغاز الطبيعي المسال تمضي قدمًا، على سبيل المثال: في سبتمبر/أيلول الماضي، أطلقت شركة رينيرجن المنتجة للهيليوم والغاز الطبيعي في جنوب أفريقيا المرحلة الأولى من مشروع فيرجينيا غاز، وهو أول محطة تجارية للغاز المسال في البلاد، في مقاطعة فري ستيت.
ومن المتوقع أن تبلغ القدرة الإنتاجية للمنشأة 50 طنًا من الغاز المسال يوميًا، لتزداد إلى نحو 680 طنًا في المرحلة الثانية، حسبما نشره موقع إنرجي كابيتال آند باور (energycapitalpower) في يونيو/حزيران الجاري.
في غينيا كوناكري، تعمل الحكومة على تطوير مشروع للغاز المسال بقيمة 300 مليون دولار، بالشراكة مع شركة غرب أفريقيا للغاز الطبيعي المسال.
ويهدف المشروع إلى إنشاء محطة استقبال للغاز المسال، ومحطة إسالة، ومحطة تصدير في ميناء كامسار على الساحل الشمالي للبلاد.
وفي أنغولا، توصلت شركة إيني وشركاؤها في تحالف الغاز الجديد، بما في ذلك كابيندا غَلْف أويل كومباني (التابعة لشركة شيفرون في أنغولا) وسونانغول المملوكة للدولة وبي بي وتوتال إنرجي، إلى قرار الاستثمار النهائي لتطوير حقليْ الغاز كويلوما ومابوكويرو.
ويضع هذا القرار الأساس للعديد من مشروعات البنية التحتية، بما في ذلك الربط بمحطة الغاز المسال الحالية في أنغولا. وهذا بدوره سيسمح للبلاد بتحويل ما يصل إلى 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا في شكل غاز مسال، ربما بحلول عام 2026.
تُجدر الإشارة إلى أن تقرير "حالة الطاقة الأفريقية للربع الأول من عام 2023"، الذي أصدرته غرفة الطاقة الأفريقية مؤخرًا، يقدّم تحديثات بشأن مشروعات الغاز المسال الكبيرة في نيجيريا وموزمبيق والسنغال وموريتانيا.
تلبية الطلب العالمي والمحلي
بالإضافة إلى البنية التحتية الخاصة بالغاز المسال في أفريقيا، يستكشف تقرير "حالة الطاقة الأفريقية للربع الأول من عام 2023"، الذي أصدرته غرفة الطاقة الأفريقية مؤخرًا، إنتاج الغاز في أفريقيا وتأثيره المحتمل في صادرات الغاز المسال.
خلال السنوات الـ3 أو الـ4 الماضية، ذهب نحو ربع الغاز الطبيعي المنتج في أفريقيا إلى الأسواق الدولية في صورة غاز مسال.
ويرى المحللون أنه إذا استمر هذا النمط فسنرى كميات أكبر بكثير من الغاز المسال في أفريقيا تذهب إلى الأسواق الدولية مع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا للتقرير، ستنتقل أفريقيا من ضخ 105 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في عام 2023 إلى 220 مليار متر مكعب في عام 2040، ونتيجة لذلك، من المحتمل أن تصل تدفقات الغاز الطبيعي المسال من أفريقيا إلى 100 مليار متر مكعب بحلول عام 2035.
ويشير التقرير إلى فوائد اقتصادية كبيرة ناشئة عن أنشطة تصدير الغاز الطبيعي في أفريقيا، من النمو المالي وخلق فرص العمل إلى فرص انتشار التكنولوجيا، إذ سيجلب الغاز الطبيعي في أفريقيا الكثير من الخير إلى شعوب القارة، لا سيما حل مشكلة نقص الطاقة على نطاق واسع في أفريقيا.
اقرأ أيضًا..
- خبراء لـ"الطاقة": اجتماع أوبك+ إيجابي.. وأسعار النفط قد ترتفع إلى 90 دولارًا
- أمين عام أوابك يتحدث لـ"الطاقة" عن قرارات أوبك+ وهل تصل أسعار النفط إلى 100 دولار؟ (حوار)
- تطوير بطاريات السيارات الكهربائية بتقنيات تخفض فاقد الطاقة (خاص)