توقعات سهم أرامكو بعد الخفض السعودي.. هل يصل إلى 36 ريالًا؟
أحمد بدر
مع إعلان المملكة العربية السعودية تمديد خفض إنتاج النفط حتى نهاية العام المقبل (2024)، زاد التفاؤل بشأن توقعات سهم أرامكو، إذ رجّح خبراء أن يرتفع السهم إلى مستويات قياسية، على الأقلّ خلال العام الجاري (2023)، مع الانتعاشة المتوقعة في أسعار النفط، لا سيما مع إعلان عملاقة النفط السعودية رفع سعر البيع الرسمي لعملائها في آسيا.
وتسعى السعودية إلى تعزيز صادراتها النفطية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الإنتاج عند مستويات معينة، تضمن -بالتعاون مع الدول الأعضاء في أوبك+- تحقيق التوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية، لا سيما مع تراجع أسعار النفط خلال الأسابيع الماضية إلى مستويات لم تشهدها السوق منذ ما يقارب العامين.
وعلى الرغم من الأثر المتوقع للإجراء السعودي في أسعار النفط، لم تكن توقعات سهم أرامكو لدى بعض المحللين -الذين استطلعت منصة الطاقة المتخصصة آراءهم في هذا الشأن- بهذا القدر من التفاؤل، إذ رأى بعضهم أن أداء السهم مرتبط بالمؤشر وتفضيلات المتعاملين، ففي بعض الأحيان تجاوز انخفاضه 1.5%، متسببًا بتراجع السوق السعودية.
سهم أرامكو اليوم
في نهاية تعاملات يوم الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، صدقت توقعات سهم أرامكو، مع ارتفاع سعر السهم بنسبة 1.24%، إذ جرى تداوله عند 32.6 ريالًا سعوديًا (8.69 دولارًا أميركيًا)، وفق الأرقام التي نشرتها سوق "تداول" واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن مؤشر البورصة بالمملكة كان قد ارتفع في ختام تعاملات اليوم، بنسبة 0.64%، مرتفعًا بنحو 71.63 نقطة، ليتداول المؤشر العام عند مستوى 11293.59 نقطة، في إشارة إلى الانتعاشة التي شهدتها سوق تداول السعودية.
وجاء سهم أرامكو السعودية في المركز الثالث بين الشركات التي تركزت السيولة في سوق تداول السعودية عليها، بتداولات بلغت نحو 286.6 مليون ريال (76.42 مليون دولار)، وذلك بعد كل من سهم شركة عذيب للاتصالات، وسهم مصرف الراجحي.
يشار إلى أن شركة أرامكو السعودية أعلنت اليوم الأسعار الرسمية الجديدة لبيع شحنات الخام العربي الخفيف إلى عملائها في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، خلال شهر يوليو/تموز المقبل، إذ خالفت التوقعات ورفعت الأسعار.
ويأتي قرار الشركة بعد تعهّد السعودية، التي تعدّ أكبر مصدّري النفط في العالم، بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل إضافية في شهر يوليو/تموز المقبل 2023، قابلة للتمديد، وذلك لمواجهة رياح الاقتصاد المعاكسة، التي قادت الأسواق إلى حالة من الركود.
تحليل سهم أرامكو
قال رئيس قطاع الاستثمار بإحدى شركات الأوراق المالية حسام عيد، إن توقعات سهم أرامكو أصبحت أكثر إيجابية بعد قرار أوبك+ بتخفيض الإنتاج حتى نهاية عام 2024، والتزام المملكة العربية السعودية بخفض الإنتاج بمعدل 500 ألف برميل يوميًا.
وأضاف: "مع التوقعات الإيجابية بشأن الطلب العالمي على النفط، وخاصة تعافي الطلب الصيني، بما قد ينعكس إيجابًا على أسعار النفط والطاقة، سيشهد أداء القطاع المالي آثارًا إيجابية، قد تدفع أغلب الشركات المقيدة بقطاع النفط والطاقة إلى تحقيق نمو كبير في القوائم المالية ونتائج أعمالها".
وعن توقعات سهم أرامكو، قال عيد، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن الشركة السعودية قد تأتي في صدارة القطاع ماليًا، وستنعكس التحركات السعرية الإيجابية للنفط الخام عالميًا على أداء السهم خلال المدة المقبلة.
وأشار إلى إغلاق سهم أرامكو عند مستوى 32.60 ريالًا، متجهًا نحو استعادة مستوى المقاومة الرئيس 33، ثم مستوى المقاومة الثاني وهو 33.75، مدعومًا باستمرار الأداء الإيجابي واتجاه المؤسسات المالية نحو الشراء وزيادة مراكزها المالية.
بدورها، رأت خبيرة أسواق المال في مصر، عضوة اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي الدكتورة صفاء فارس، أن توقعات سهم أرامكو تحولت إلى واقع اليوم، إذ شهد السهم أخبارًا إيجابية، من بينها توزيع العوائد المالية الخاصة ببيع كسور الأسهم.
وتابعت: "هذه الكسور نتاج توزيع سهم واحد مجاني لكل 10 أسهم مملوكة للمساهمين في أرامكو السعودية، وهو أحد نتائج قرار الجمعية العمومية للشركة في شهر مايو/أيار، إذ وضعت اليوم هذه الأرقام بحسابات المستحقين في البنوك".
ولفتت إلى أن سهم أرامكو قوي ماليًا، بينما عملية خفض إنتاج النفط السعودي تعني خفض المعروض من النفط في الأسواق العالمية، وهو أمر يُمكّن الأسهم القوية صاحبة الأداء المالي القوي، ولها ارتباطات دولية قوية من قيادة السوق.
وعن توقعات سهم أرامكو، قالت الدكتورة صفاء فارس، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن بقاء أداء السهم على مستواه الصعودي سيكون من المهم أن يخترق نقطة 33.80، ثم يخترق مستوى 35.60، ولا يكسر نقطة الدعم الرئيسة المحددة عند 31.60.
36 ريالًا للسهم
قالت محللة أسواق المال في مصر حنان رمسيس، إن السعودية تحاول تحقيق التوازن في الأسواق، ومن ثم توازن أسعار النفط، أي إن خفض الإنتاج ليس هدفًا في حدّ ذاته، إذ إن الأسعار تؤثّر مباشرةً في فائض أو عجز موازنات دول الخليج.
وأوضحت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن خفض الإنتاج الإضافي في يوليو/تموز المقبل، بمقدار مليون برميل، والذي يضاف إلى الخفض الأول بمقدار 500 ألف برميل، كانت المملكة تأمل من خلاله إحداث طفرة في أسعار النفط.
وأضافت: "لكن الطلب على النفط من جانب أكبر مستهلكي النفط العربي، وهي الصين، لم يدعم ارتفاع الأسعار، كما أنه كلما ارتفعت أسعار النفط عالميًا تلجأ أميركا إلى الإفراج عن جزء من مخزونها الإستراتيجي، فتعود الأسعار إلى الانخفاض".
ولفتت حنان رمسيس إلى أنه "بعدما كان متوقعًا أن يصل سعر برميل النفط عالميًا إلى أعلى من 85 دولارًا للبرميل بعد الخفض الذي حدث في مايو/أيار الماضي، لم تستجب الأسعار بسبب ضخ أميركا كميات أخرى من النفط، ما خفض الأسعار إلى قرب 72 دولارًا للبرميل".
وفيما يخص توقعات سهم أرامكو السعودية، قالت، إن أداء السهم مرتبط بالمؤشر وبتفضيلات المتعاملين، وهو عادةً المتسبب الرئيس في انخفاض مؤشر السوق السعودية، وفي بعض الجلسات فاق انخفاضه أكثر من 1.5%، ما أدى لانخفاض المؤشر إلى مستوى 10100 نقطة.
وأشارت إلى أن السهم يتأثر بالضغوط البيعية على الأجلين المتوسط والطويل، ويكون ارتفاعه لحظيًا استجابة لارتفاع أسعار النفط، ولكن التذبذب السريع للأسعار يؤدي إلى تذبذب حادّ في أداء السهم، الذي كان متوقعًا له أن يتخطى 36 ريالًا على المدى المتوسط، و39 ريالًا مع انتعاش حركة التداول.
موضوعات متعلقة..
- توقعات سهم أرامكو 2023 بعد نتائج الربع الأول.. 3 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"
- توقعات سهم أرامكو في 2023 وهل يصبح فرصة للاستثمار؟
- رسميًا.. نتائج أعمال أرامكو في الربع الأول 2023 تسجل أرباحًا بـ31.8 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- سوناطراك الجزائرية تتواصل مع شركات أذربيجانية متخصصة بخدمات النفط والغاز
- إيرادات قطر من النفط والغاز في الربع الأول 2023 تسجل 17.4 مليار دولار
- مبيعات السيارات في المغرب تنتعش.. وهذه أكثر 3 شركات