سعة الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة تتضاعف خلال 7 سنوات (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الأكثر نموًا في الدول الجزرية
- مشروعات الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية الأقل نموًا حتى 2021
- الدول الجزرية الصغيرة تستهدف الوصول إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030
- أغلب الدول الجزرية تواجه مخاطر الفناء والاندثار خلال العقود المقبلة
اكتسبت مشروعات الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة النامية أهمية كبيرة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية خلال السنوات الماضية، وسط دعوات متكررة من حكومات الجزر إلى ضرورة تكاتف دول العالم الكبرى لمساعدتها على مواجهة تداعيات تغير المناخ، بوصفها من أكثر من المناطق المعرضة للفناء والاندثار خلال العقود المقبلة، إذا ظل العالم يتجاهل مساعدتها على مواجهة التحديات الوجودية.
واتجهت الدول الجزرية الصغيرة إلى التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة خلال السنوات الـ7 الماضية، في إطار خطط وطنية طموحة تستهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بأسرع وقت ممكن لخطورة الوضع الجغرافي للجزر، في مواجهة مخاطر الغرق والاندثار، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتضاعفت قدرة الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة من 3.4 غيغاواط في عام 2014 إلى 6.5 غيغاواط في عام 2021، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
نمو الطاقة المتجددة في الدول الجزرية
شهد قطاع الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة قفزة هائلة في سعة الطاقة الشمسية بمعدل 7 أمثال خلال 2014-2021، في حين نمت قدرة طاقة الرياح بنسبة 100%، كما زادت سعة الطاقة الحيوية بنسبة 60% خلال المدة نفسها.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات سعة طاقة الرياح في العالم حتى 2027:
وبلغت التركيبات الجديدة لمشروعات الطاقة الشمسية في عام 2021 وحده قرابة 250 ميغاواط، في حين وصلت إضافات طاقة الرياح 22 ميغاواط، فضلًا عن تركيب 7 ميغاواط في مشروعات الطاقة الحيوية الجديدة.
بينما ظل نمو مصادر الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية ومشروعات الهيدروجين على معدلاتها دون صعود ملحوظ خلال عام 2021، بسبب تحديات جائحة كورونا، وفقًا لتفاصيل رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير آيرينا.
خطط للوصول إلى 10 غيغاواط 2030
يستهدف قطاع الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة تعزيز السعة المثبتة تدريجيًا، لتصل إلى 10 غيغاواط بحلول 2030، مقارنة بـ6.5 غيغاواط في عام 2021.
واعترفت قمة الأرض المنعقدة في ريو دي جانيرو -البرازيل 1992- بالدول الجزرية الصغيرة، بوصفها مجموعة مستقلة من الدول النامية تعاني ضعف الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وتتألف هذه المجموعة الجزرية من 38 دولة عضوة في الأمم المتحدة و20 دولة مصنفة في قائمة الدول الأعضاء المنتسبة المرخص لها بالتمثيل في اللجان الإقليمية، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
ومن أشهر الدول الجزرية الأعضاء، جزر البهاما، والبحرين، وجزر القمر، وكوبا، ودومينيكا، وجمهورية الدومينيكان، وغرينادا، وغينيا وبيساو، وغايانا، وهايتي، وجامايكا، وجزر المالديف، وبابوا غينيا الجديدة، وسورينام، وغيرها.
أما الدول الجزرية غير الأعضاء فيُعد أبرزها، ساموا الأميركية، وجزر فيرغن البريطانية، وجزر كايمان، وكومنولث ماريانا الشمالية، وبورتوريكو، وغيرها.
مخاوف الدول الجزرية من الفناء
تتطلع الدول الجزرية الصغيرة إلى مؤتمرات المناخ كل عام، لإثارة مخاوفها بشأن الكوارث المناخية واحتمال تعرضها للفناء والاندثار خلال العقود المقبلة إذا ظل العالم متجاهلًا إياها.
وتطالب هذه الدول بإلزام الدول الصناعية المسببة لأغلب الانبعاثات بتقديم تعويضات مالية سنوية للدول المتضررة، لمساعدتها على مواجهة تداعيات تغير المناخ والكوارث البيئية المحتملة.
ووافقت دول العالم في قمة المناخ كوب 27 المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية، نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" لدعم الدول المعرضة للمخاطر المناخية، بما في ذلك الدول الجزرية الصغيرة.
كما تعهدت الدول الكبرى بمساعدة مشروعات الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة، لمساندتها للوفاء بالتزاماتها المناخية بشأن انتقال الطاقة وخفض الانبعاثات، لكن هذه الوعود ما زالت غير إلزامية ولم يتحقق منها إلا النذر اليسير.
طاقة الشمس والرياح جاذبة للجزر اقتصاديًا
تنصح "آيرينا" بتعزيز الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة، لمساعدتها على تحقيق أهداف أمن الطاقة والاستقلال والنمو الاقتصادي، إلى جانب توفير فرص عمل وضمان الأمن الغذائي والمائي وتعزيز القدرة على الصمود أمام الكوارث المناخية المحتملة.
وتراهن الوكالة على زيادة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية في الدول الجزرية مع انخفاض تكلفتها حول العالم، ما يجعلها حلًا اقتصاديًا مستدامًا وملائمًا للدول الجزرية الصغيرة ذات الموارد المالية المحدودة.
وتشهد مشروعات الطاقة الشمسية طفرة عالمية غير مسبوقة في أغلب دول العالم خلال السنوات الماضية، وسط منافسة شرسة حول التركيبات الجديدة في آسيا وأوروبا وأميركا.
استثمارات الطاقة الشمسية تتجاوز النفط لأول مرة
توقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير حديث، تجاوز استثمارات الطاقة الشمسية العالمية حجم الإنفاق على إنتاج النفط في عام 2023، لأول مرة في تاريخ المنافسة بين القطاعين.
وترجح الوكالة ارتفاع الاستثمار العالمي في الطاقة الشمسية إلى 382 مليار دولار خلال 2023، مقارنة بـ371 مليار دولار متوقعة للإنفاق على استكشاف النفط وإنتاجه خلال العام نفسه، وفقًا لتقرير استثمارات الطاقة العالمية لعام 2023.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم:
وفسّرت وكالة الطاقة الدولية زيادة معدلات انتشار الطاقة المتجددة في العالم خلال العام الماضي، بزيادة مخاوف أمن إمدادات الطاقة بعد غزو أوكرانيا، ما أسهم في تعزيز استثمارات الطاقة الشمسية في أوروبا وأميركا وآسيا.
وفي تقرير آخر، توقعت وكالة الطاقة ارتفاع إضافات سعة الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى مستوى قياسي يتجاوز 440 غيغاواط خلال العام الجاري، بقيادة الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
- الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: التمويل منخفض التكلفة ضروري لتسريع تحول الطاقة
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع طفرة كبيرة في صناعة تقنيات الطاقة المتجددة بحلول 2030
- استثمارات إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية قد تصل لـ15 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- الطلب العالمي على توربينات الرياح يسجل رقمًا قياسيًا بقيادة الصين (تقرير)
- مصافي النفط الهندية ستكون أصغر في المستقبل.. هل تتضرر أرامكو وأدنوك؟
- الطائرات الهيدروجينية قد تصبح أرخص من نظيرتها التقليدية بحلول 2035 (دراسة)