غازأخبار الغازرئيسية

إنتاج الغاز في الهند يحظى بدفعة جديدة من حوض "كيه جي"

أسماء السعداوي

يحظى إنتاج الغاز في الهند باهتمام كبير لتلبية الطلب المحلي المتزايد في الدولة صاحبة الـ1.4 مليار نسمة، فضلًا عن تقليل فاتورة الواردات الباهظة، وفي هذا الصدد، أعلنت شركة النفط والغاز الطبيعي الحكومية (أو إن جي سي) موعد بدء الإنتاج من حقلها في حوض "كريشنا غودافاري" أو "كيه جي" بالمياه العميقة في الساحل الشرقي للبلاد، بعد أن طال انتظار هذه الخطوة، والتي ستكون لها تأثير إيجابي في القطاع.

وحددت أكبر شركات النفط والغاز في الهند 15 يونيو/حزيران موعدًا نهائيًا لبدء الإنتاج الذي تأجّل أكثر من مرة، كما أقرّت 12 دولارًا أميركيًا سعرًا مبدئيًا لكل متر مكعب قياسي، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" المحلية (economic times)، والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

قالت "شركة أو إن جي سي"، إنها ستنتج 0.4 مليون متر مكعب قياسي يوميًا من الغاز، وهو جزء ضئيل من الإنتاج المخطط له من المربع الذي يقع بجانب منطقة "كي جيه-دي 6" التابعة لشركة "ريلاينس إندستريز" في خليج البنغال.

وبدءًا من 5 فبراير/شباط 2024، ستبدأ الشركة تسريع وتيرة إنتاج الغاز ليبلغ 1.4 مليون متر مكعب قياسي يوميًا.

إمكانات الغاز في الهند

تنتج "أو إن جي سي" نحو ثلثي إجمالي النفط والغاز في الهند، ومن شأن ذلك أن يساعد البلاد في تقليل اعتمادها المفرط على واردات الطاقة التي تثقل كاهلها.

وسبق أن توقّع مدير الإنتاج في الشركة بانكاج كومار، في مارس/آذار المنصرم، أن تبدأ شركته إنتاج النفط من مربع "كيه جي دي دبليو إن-98/2" أو "كيه جي-دي 5" في حوض "كريشنا غودافاري" بحلول مايو/أيار أو يونيو/حزيران من هذا العام (2018)، مع بدء إنتاج جزء صغير من الغاز مع بدء تدفّق النفط.

وتفرض الهند (ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم)، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ضغوطًا على الشركات المملوكة للدولة لمضاعفة جهود زيادة الإنتاج المحلي للمساعدة في تخفيض فاتورة الواردات البالغة 115 مليار دولار أميركي.

مقر شركة أو إن جي سي الهندية
مقر شركة أو إن جي سي الهندية- الصورة من PSU Connect

وارتفع إنتاج الغاز في الهند بواقع 18%، ليسجل 34 مليار متر مكعب في العام المالي 2021-2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الصدد، يتوقع وزير النفط والغاز الطبيعي هارديب سينغ بوري، وصول إنتاج النفط إلى 34 مليون طن متري في العام المالي 2023-2024، وتوقّع -أيضًا- ارتفاع إنتاج الغاز إلى 36 مليار متر مكعب في العام المالي 2022-2023.

وسجّل إنتاج الغاز في الهند 34 مليار متر مكعب في العام المالي الماضي (المنتهي في آخر مارس/آذار 2023)، بحسب بيانات وزارة النفط.

كما ارتفع الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي إلى 2.6 مليار متر مكعب في فبراير/شباط 2023، بزيادة 13% على أساس سنوي.

وبلغ حجم إمدادات الحقول البحرية 1.8 مليارات متر مكعب، تلتها البرية عند 806 ملايين متر مكعب، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الهند تسعى لرفع إسهام حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة لديها إلى 15% بحلول عام 2030، ارتفاعًا من نسبة 6.3% الحالية، لزيادة الاعتماد على الغاز الأقلّ تلويثًا خلال مرحلة التحول الأخضر وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070.

عطاءات جديدة

أظهرت وثيقة أن الشركة ستطرح عطاءات جديدة، بحثًا عن مشترين، مثل شركات الغاز بالمدن التي تبيع الغاز الطبيعي المضغوط للسيارات وغاز الطهي للمنازل والشركات التي تستعمل الوقود لإنتاج الأسمدة الزراعية وتوليد الكهرباء، ولمنتجي الغاز المسال والتجّار.

وطلبت "أو إن جي سي" من الشركات المتقدمة الإشارة لرغبتهم في الدفع بأعلى من السعر المحدد، عبر حساب 14% من سعر خام برنت، زائد دولار أميركي واحد لكل وحدة بريطانية حرارية.

وبما أن سعر خام برنت الحالي هو 77 دولارًا أميركيًا تقريبًا للبرميل، فالسعر الأساس سيكون 11.8 دولارًا لكل وحدة حرارية بريطانية (10.87 دولارًا لكل وحدة حرارية بريطانية تعادل 14% من سعر خام برنت زائد 1 دولار).

وسيكون السعر الأدنى هو ذلك الذي جرى التوصل إليه بتلك الطريقة أو السعر الذي تُخطر به شركة "بي بي إيه سي" التابعة لوزارة النفط، مرتين كل عام عن حقول المياه العميقة.

وسيكون السعر الأقصى للحقول صعبة الإنتاج مثل المياه العميقة لمدة 6 أشهر تبدأ في 1 أبريل/نيسان، هو 12.12 دولارًا أميركيًا لكل وحدة حرارية بريطانية.

يشير مصطلح الوحدة الحرارية البريطانية إلى إحدى وحدات مقاييس كمية الطاقة؛ فبرميل النفط يحتوي على 5.8 مليون وحدة حرارية تقريبًا، بينما تحتوي القدم المكعبة من الغاز على 1000 وحدة حرارية تقريبًا.

تأخيرات متكررة

كان من المقرر بدء شركة "أو إن جي سي" إنتاج الغاز من حقول المجموعة الثانية في "كيه جي- دي5" في يونيو/حزيران 2019، وبدء تدفّق الغاز في مارس/آذار 2020.

فنيون بجوار منصة حفر
فنيون بجوار منصة حفر - الصورة من رويترز

وألقت الشركة التي تديرها الدولة باللوم في تأخير بدء الإنتاج إلى مشكلات تتعلق بالعقود وسلاسل التوريد بسبب وباء كوفيد-19، ثم أعلنت بدء إنتاج النفط في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ثم عدّلته إلى الربع الثالث من عام 2022 المنصرم، والآن عدّلته إلى يونيو/حزيران 2023.

وكان مايو/أيار 2021 أول موعد معدل لبدء إنتاج الغاز، ثم تأجّل إلى مايو/أيار 2023، والآن إلى مايو/أيار 2024.

من جانبه، قال مدير العمليات بالشركة، إن وحدة الإنتاج العائمة أو المستعملة لإنتاج النفط، موجودة في المياه الهندية.

وأضاف: "سنبدأ إنتاج 10 آلاف إلى 12 ألف برميل يوميًا، مع الوصول إلى الذروة عند 45 ألف برميل يوميًا في غضون شهرين إلى 3 أشهر".

ولفت إلى أن بعض كميات الغاز ستتدفق مع بدء إنتاج النفط، إلّا أن الحجم الكامل للغاز سيبدأ بالتدفق في مايو/أيار 2024، ومن المتوقع إنتاج 7 إلى 8 ملايين متر مكعب قياسي يوميًا.

تقديرات حديثة

تشير تقديرات حاليًا إلى أن الإنتاج سيكون أقلّ من التوقعات السابقة.

ويتضمن المربع العديد من الاكتشافات، قُسمت إلى مجموعة 1 و2 و3، وستدخل المجموعة 2 حيز الإنتاج أولًا.

وتتضمن المجموعة 2 مربعين هما "2 إيه" و"2 بي"، ومن المتوقع أن يُنتجا 23.52 مليون طن متري من النفط، و50.70 مليار متر مكعب من الغاز خلال مدة عمر الحقل.

كانت التقديرات تشير إلى أن حقل "2 إيه" يحتوي على احتياطيات تُقدَّر بـ94.26 مليون طن من النفط الخام، و21.75 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب، في حين تبلغ احتياطيات الغاز في حقل "2 بي" 51.98 مليار متر مكعب.

غير أن التقديرات الحالية تشير إلى إنتاج 45 ألف برميل نفط يوميًا و2.5 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا فقط من حقل "2 إيه"، ونحو 9 ملايين قدم مكعبة من الغاز يوميًا من حقل "2 بي".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق