صادرات الصين من الطاقة الشمسية تسجل قفزة قياسية عند 52 مليار دولار (تقرير)

قفزت قيمة صادرات الصين من الطاقة الشمسية بنسبة 64% خلال العام الماضي (2022)، على أساس سنوي، مستفيدة من قدرات التصنيع الكبيرة وانخفاض تكاليف المواد في البلاد، فضلًا عن تزايد الطلب العالمي مع جهود التحول الأخضر.

وتُعَدّ الصين رائدة في تصنيع وتركيب وإنتاج الطاقة الشمسية حول العالم؛ إذ توفر السوق المحلية الضخمة والدعم الحكومي فرصة لنمو الصناعة محليًا والتوغل أكثر على الصعيد العالمي.

وبحسب تقرير صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي، اليوم الثلاثاء 23 مايو/أيّار 2023، ارتفعت عائدات الصين من تصدير مكونات الطاقة الشمسية (الألواح والرقائق والخلايا الشمسية) إلى مستوى قياسي عند 52 مليار دولار خلال العام الماضي، مقابل 32 مليار دولار عام 2021، ونحو 15 مليار دولار عام 2018.

ودفعت أسعار الطاقة المرتفعة التي سبّبتها الحرب الروسية الأوكرانية المستهلكين والمطورين من جميع أنحاء العالم إلى تعزيز تركيبات الطاقة المتجددة بصفة عامة، ما أدّى إلى نمو صادرات الصين من الطاقة الشمسية، وفق التقرير، الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.

صادرات الصين من الطاقة الشمسية خلال 2022

سيطرت الوحدات النمطية على صادرات الصين من الطاقة الشمسية في عام 2022، مع استمرار أوروبا أكبر سوق للألواح الشمسية الصينية بنحو 56%.

وارتفع حجم صادرات الصين من ألواح الطاقة الشمسية بنسبة 42% خلال العام الماضي، ليصل إلى 154 غيغاواط، حسب التقرير.

واستمرت صادرات الألواح الشمسية الصينية في النمو بوتيرة ملحوظة خلال 2023، إذ بلغت 29.67 غيغاواط خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2023، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.

وحافظت الوحدات الشمسية الصينية على قدرتها التنافسية من حيث التكلفة مقابل الأسواق الأخرى في عام 2022، إذ كانت أرخص بنسبة تصل إلى 57%، من نظيرتها المنتجة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتأتي هذه الفجوة السعرية بفعل تراجع تكلفة المواد في الصين، التي تتميز بانخفاض تكاليف الطاقة ومزايا الحجم والدعم الحكومي، حسبما رصدت وحدة أبحاث الطاقة.

بينما استحوذت الرقائق على 41 غيغاواط من إجمالي صادرات الصين من الطاقة الشمسية، ما يمثّل زيادة بنسبة 44% خلال العام الماضي.

في المقابل، شهدت صادرات الصين من الخلايا الشمسية نموًا بأكثر من 100%، لتصل إلى 24 غيغاواط، مع توسع السوق العالمية للطاقة الكهروضوئية.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، قيمة صادرات الصين من الطاقة الشمسية بين عامي 2018 و2022:

جنوب شرق آسيا سوق مهمة للصين

استحوذت جنوب شرق آسيا على 31% من صادرات الصين من الخلايا الشمسية، إذ يعتمد عديد من منشآت التصنيع في دول المنطقة على الوحدات الصينية.

وبفضل سلسلة التوريد المتطورة والقدرة الإنتاجية الكبيرة للتصدير، استفادت دول جنوب شرق آسيا من السياسات الحمائية الأميركية التي تستهدف الصين، إذ انتقل المزيد من إنتاج الوحدات إلى المنطقة.

ومع ذلك، تمتلك الشركات المصنعة الصينية نسبة 55% من قدرة تصنيع الألواح الشمسية الكهروضوئية في جنوب شرق آسيا، التي تعتمد على المكونات المصنّعة في الصين.

وأدّت الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الوحدات المصنوعة في الصين إلى زيادة إنتاج دول جنوب شرق آسيا، كونها تُقيّد التصدير من بكين مباشرة، وهو ما دفع وزارة التجارة الأميركية إلى فتح تحقيق في هذا الصدد.

وفي مارس/آذار 2022، بدأت وزارة التجارة التحقيق في مزاعم استعمال الشركات المصنّعة للوحدات الشمسية، التي تستوردها الولايات المتحدة من 4 دول من جنوب شرق آسيا (ماليزيا وتايلاند وفيتنام وكمبوديا)، رقائق البولي سيليكون من الصين، ما يمثّل تحايلًا على الرسوم الأميركية المفروضة على الواردات الصينية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قرّر الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق رسوم استيراد الخلايا والوحدات الشمسية لمدة عامين من جانب الدول الآسيوية، التي لها علاقة بالتحقيق.

طفرة منتظرة لصادرات الصين من الطاقة الشمسية

رسمت وود ماكنزي صورة متفائلة للغاية لتوغّل صادرات الصين من الطاقة الشمسية في الأسواق العالمية، عبر توسيع قدرات التصنيع.

وفضلًا عن احتياجات السوق المحلية، تتوقع شركة الأبحاث ارتفاع قدرة التصدير الصينية من الرقائق والخلايا الشمسية إلى أكثر من 230 غيغاواط بحلول عام 2026، وهو ما يتجاوز الطلب العالمي خارج الصين والمتوقع عند 170 غيغاواط بحلول العام نفسه.

من المتوقع -أيضًا- أن تنمو سعة الوحدات الشمسية المتاحة للتصدير في الصين تدريجيًا إلى 149 غيغاواط بحلول عام 2026، ما يترك مجالًا للأسواق الأخرى لتوسيع إنتاج الألواح الشمسية.

ويستثمر المزيد من الشركات المصنّعة في قطاعات إنتاج الرقائق والخلايا الشمسية، كونها تُعَدّ أكثر ربحية من الوحدات النمطية.

وبصفة عامة، باتت صناعة الطاقة الشمسية في الصين مربحة للغاية، ما يمنحها القدرة على إعادة استثمار الأرباح لتوسيع سعة التصنيع المحلية، مع جذب مستثمرين جدد أيضًا.

هل تستطيع أميركا وأوروبا منافسة الصين؟

بصورة مباشرة، أكدت وود ماكنزي أن سياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند الرامية إلى تعزيز قدرات الإنتاج المحلية لن تقوض هيمنة الصين على تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

وفي أغسطس/آب 2022، أقرّت الولايات المتحدة قانون خفض التضخم، الذي يقدّم دعمًا يتجاوز 370 مليار دولار، لتعزيز تقنيات الطاقة النظيفة، مع تخصيص ما لا يقلّ عن 41 مليار دولار من هذا المبلغ الإجمالي إلى تحفيز التصنيع المحلي.

ورغم ذلك، يرى مدير الأبحاث في وود ماكنزي، أليكس ويتوورث، أن ارتفاع تكاليف الإنتاج المحلي سيجعل من الصعب الابتعاد عن وحدات الطاقة الشمسية المستوردة، وحتى مع زيادة التصنيع المحلي في السنوات المقبلة، ستظل الولايات المتحدة تعتمد على الواردات الآسيوية.

والأكثر من ذلك، أنه سيكون من الصعب تحقيق هدف الولايات المتحدة لإنتاج وحدات أميركية الصنع بنسبة 100% بحلول عام 2026، بسبب النقص الكبير في إنتاج الرقائق والخلايا محليًا، وفق التقرير.

وأكد "ويتوورث" أنه لا يمكن للحوافز سدّ فجوة كلفة التصنيع بصورة كاملة بين الوحدات المصنّعة في الولايات المتحدة والوحدات الصينية.

وبعيدًا عن الولايات المتحدة، يدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض قيود تجارية لتأمين تصنيع الوحدات الكهروضوئية محليًا، لكن ذلك ما زال يفتقر إلى سياسات محددة لدفع عمليات بناء القدرات وإزاحة الواردات الصينية،

كما أن الهند لديها طموحات كبيرة لتوسيع نطاق تصنيع مكونات الطاقة الشمسية، لكن الدعم المالي غير كافٍ للوصول إلى أهداف قوية، وفق التقرير، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

• صادرات الألواح الشمسية الصينية تلامس 30 غيغاواط.. والسعودية والإمارات تتصدّران قائمة الشرق الأوسط
• صادرات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح الصينية تنتشر عالميًا (تقرير)
• وحدات الطاقة الشمسية المستوردة تثير جدلًا واسعًا بين بايدن والكونغرس (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• وزير الطاقة السعودي يحدد 3 أهداف لتحالف أوبك+ (فيديو)
• إزالة الكربون من قطاع الطيران العالمي تحتاج إلى 1.7 تريليون دولار حتى 2050 (تقرير)
• غاز الميثان المستخرج من الفحم.. كيف يخفض فاتورة واردات الطاقة في الهند؟