تخزين الطاقة الشمسية في نيجيريا بارقة أمل لتبديد الظلام
أسماء السعداوي
أصبح تخزين الطاقة الشمسية في نيجيريا ممكنًا لأول مرة، ما يمثّل حلًا لأزمة عدم استغلال إمكانات هذا المورد النظيف، في البلاد التي تعاني من أزمة حادّة في توفير الكهرباء.
ومؤخرًا، اتجهت نيجيريا -أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا- إلى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لانخفاض تكلفتها، بالإضافة إلى تمتّعها بكمّ هائل من نسبة سطوح الشمس، حسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة بلوتي الرائدة في تكنولوجيا تخزين الطاقة، أولى خطواتها دخول السوق النيجيرية، عبر إنشاء متجر إلكتروني جديد، لأول مرة في البلاد وفي قارة أفريقيا عمومًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذي غارديان" المحلية.
من هي شركة بلوتي؟
يقول مدير قطاع التسويق في شركة بلوتي، جيمس راي: "يمثّل دخول السوق النيجيرية علامة فارقة لشركة بلوتي، دورنا يتمثل في توفير كهرباء نظيفة ومستقلة لكل البشر، سنواصل العمل لإيجاد حلول كهرباء أكثر موثوقية عبر الابتكارات التكنولوجية لتمكين كل الأسر في هذه البلاد".
وتابع: "لدينا تاريخ يمتد لأكثر من عقد من الخبرة والابتكار في تخزين الكهرباء، إن شركة بلوتي معروفة على نطاق واسع، ومتخصصة في إنتاج وبيع حلول تخزين الكهرباء، وملتزمة بتقديم حلول كهرباء مستدامة وموثوقة للمنازل والمشروعات والمجتمعات خارج نطاق الشبكة حول العالم".
وأضاف: "لدى الشركة فروع في أكثر من 70 دولة وأكثر من مليون عميل راضٍ، وأكثر من 350 براءة اختراع، ما يدلّل على التزامها بالابتكار والتميز"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفازت أحدث نماذج الشركة "بلوتي إي بي 600" و"بي 500" و"إيه سي 500" و"بي 300 إس" بجائزة النقطة الحمراء للتصميم، تقديرًا لتميزها في الابتكار وجودة التصميم للمنتجات، بحسب راي.
وتعتمد معظم أنظمة تخزين الكهرباء التابعة لشركة بلوتي على بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم لضمان التشغيل الآمن ودورة حياة أطول تتراوح بين 7 إلى 15 عامًا، مقارنة ببطاريات الليثيوم أيون التقليدية.
ويمكن لأنظمة شحن الكهرباء عبر ألواح الطاقة الشمسية أن توفر موردًا نظيفًا ومتجددًا للكهرباء.
كما من شأن تلك الخطوة المهمة أن تجعل مولدات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري التقليدي والتي تنتج انبعاثات سامة شيئًا من الماضي، فعلى النقيض من ذلك، تتميز مولدات الطاقة الشمسية بأنها دون ضوضاء وأكثر كفاءة، وهو ما يجعلها مناسبة للاستعمال داخل المنازل وخارجها.
المصادر الشمسية في نيجيريا
يعتمد تحول الطاقة على الغاز والطاقة الشمسية في نيجيريا، تحقيقًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، إذ تستهدف البلاد توصيل الكهرباء إلى نحو 90 مليون مواطن، تمهيدًا لتحقيق الوصول الشامل للكهرباء عبر مصادر طاقة نظيفة.
كما وضعت الحكومة هدف رفع الطاقة الإنتاجية للكهرباء إلى 30 غيغاواط حتى نهاية العقد الحالي في (2030)، مقارنة بـ 4 غيغاواط حاليًا، باستثمارات تُقدَّر بـ 3.5 مليار دولار، غير أن الإمكانات المحدودة قد تعرقل هذا المسعى، رغم امتلاك البلاد لموارد طبيعية غير مستغَلة، وفي مقدّمتها الطاقة الشمسية.
ولذلك، دعا وزير الكهرباء أبوبكر عليو القطاع الخاص إلى توفير المخصصات اللازمة للتطوير، بما يقارب 25 مليار دولار حتى الموعد المستهدف، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "ذي غارديان نيجيريا".
وتعاني البلاد من أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء، بسبب تهالك بعض محطات الكهرباء، ولإصلاح الوضع بأقلّ الخسائر تحتاج إلى زيادة توليد الكهرباء من 5 آلاف إلى 100 ألف ميغاواط، حسبما ذكر موقع نيراماتريكس المحلي.
مشروع جديد
أبرمت وكالة كهربة الريف (آر إي إيه) وشركة محلية مذكرة تفاهم لتيسير تمويل مطوّري مشروعات الطاقة الشمسية في نيجيريا.
يأتي ذلك ضمن برنامج "نايجا" للطاقة الشمسية، في إطار خطة الاستدامة الاقتصادية، وبالشراكة بين هيئة الاستثمار السيادي النيجيري (إن إس آي إيه) ووكالة كهربة الريف التابعة لوزارة الكهرباء.
يستهدف المشروع ربط 5 ملايين منزل بالطاقة الشمسية خارج الشبكة، بحسب تقرير نشره موقع (إي إس أي أفريكا)، والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أبريل/نيسان المنصرم، قالت وكالة كهربة الريف، إنها أنفقت نحو 99.6 مليون دولار أميركي لتوفير الكهرباء للمناطق الريفية بوحدات شمسية صغيرة.
وبحسب الوكالة، بلغ إجمالي القدرة المركبة -بما فيها تلك في العاصمة أبوجا- بأكثر من 600 ميغاواط، ما يعادل أكثر من من مليون عملية ربط.
الطاقة المتجددة في نيجيريا
تمثّل مشروعات الطاقة الشمسية في نيجيريا، ضمن مصادر الطاقة المتجددة، طوق نجاة لإنقاذ 140 مليون شخص من سكان نيجيريا (71%) ممن يعانون من صعوبات في الوصول إلى الكهرباء، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
في سياق متصل، من المتوقع أن تسهم الطاقة المتجددة في نيجيريا بنحو 60% من الطلب على الكهرباء في نيجيريا بحلول عام 2050، وهو ما سيوفر 40% من الغاز الطبيعي و65% من النفط.
وفي التقرير الذي صدر في 13 يناير/كانون الثاني من هذا العام (2023)، قالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة أكثر فعالية من حيث التكلفة من نظيرتها التقليدية، بيد أن هدف الحياد الكربوني بحاجة لاستثمارات تُقدَّر بـ310 مليارات دولار أميركي حتى 2060.
وفي تقرير جديد صدر في مايو/أيار الجاري، أبرزت الوكالة أهم تحديات تواجه القطاع مؤخرًا، وكان على رأسها عدم جاهزية البنية التحتية وضعف قدرات توليد الكهرباء، إضافة إلى مشكلات ضعف الاستثمارات الحكومية والخاصة.
يُشار إلى أن نيجيريا ما زالت تعتمد على الوقود الأحفوري التقليدي لتوليد الكهرباء، كما يرتبط 45% من السكان فقط بشبكة الكهرباء، ويتركز أغلبهم في الحضر.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في نيجيريا.. برنامج "نايجا" يوفر الكهرباء لـ200 ألف منزل
- بي بوكس تستثمر 50 مليون دولار بمشروعات الطاقة الشمسية في نيجيريا
- الغاز والطاقة الشمسية أساس انتقال الطاقة في نيجيريا.. ومحاولات لتوفير التمويل
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الغاز في نيجيريا معطلة بسبب استمرار دعم الوقود (تقرير)
- يوم كفاءة الطاقة.. الجامعة العربية تطالب بالتعاون لمواجهة الطلب المتنامي
- معركة استثمارات الغاز بين مجموعة الـ7 ونشطاء المناخ.. من يربح في النهاية؟