تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

برلمانيون: الحياد الكربوني في بريطانيا مرهون بالتعاون مع قطاع النفط والغاز

محمد عبد السند

تظل أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا حاضرة في خطة أولويات الحكومة؛ ما يدفع لندن إلى تسريع وتيرة تبنّي مصادر الطاقة المتجددة، والاستعاضة بها عن الوقود الأحفوري.

وتحتلّ تلك الأهداف مساحات واسعة على طاولة نقاش أعضاء البرلمان والسياسيين من جميع الأطياف في المملكة المتحدة، ممن يبحثون عن حلول جذرية في هذا الخصوص.

وعلى المسار نفسه، خلصت نتائج مسح حديث إلى أن غالبية نواب البرلمان البريطاني يعتقدون أن أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا ممكنة الحدوث عبر التعاون مع صناعة النفط والغاز، حسبما أورد موقع "أوفشور إنرجي".

وأوضح المسح الذي أجراه موقع "يوجوف" لاستطلاعات الرأي بتوصية من جمعية الصناعات البحرية في المملكة المتحدة "أو إي يو كيه" أن جميع الأحزاب السياسية البريطانية تحتاج إلى التعاون مع صناعة النفط والغاز لتأمين المهارات والمواهب البشرية اللازمة للوصول إلى مستهدفاتها المناخية الإلزامية، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفرة المهارات البشرية

ذكر نحو نصف السياسيين (45%) ممن شملهم الاستطلاع أن المملكة المتحدة تمتلك العقليات والمهارات البشرية المطلوبة لتوفير مصادر الطاقة النظيفة عبر تطوير تقنيات مثل الرياح والهيدروجين واحتجاز الكربون.

وقال مدير القوة العاملة والمهارات في "أو إي يو كيه" أليكس ثوم: "من الرائع أن نرى هذا القدر من وعي أعضاء البرلمان البريطاني بالدور المهم الذي ستؤدّيه صناعتنا في تحقيق أهداف الحياد الكربوني".

وأوضح ثوم: "لدينا المعرفة والخبرات الضرورية التي صقلناها على مدار عقود من العمل في بحر الشمال، وتلك المهارات لا غنى عنها لتجاوز التحديات الحتمية التي سنواجهها خلال توسّعنا في استعمال التقنيات النظيفة".

وأضاف: "في الحقيقة، الكثير من الأعضاء لدينا يطورون مشروعات طاقة نظيفة، ويؤدون دورًا مهمًا في توسيع طاقة الرياح والهيدروجين، وتقنية احتجاز الكربون".

وتابع: "من المهم أن نتبنى المهارات الوطنية القوية، والتي ستساعد الجيل الأصغر على الإسهام بقوة في توليد طاقة الرياح والهيدروجين وتقنية احتجاز الكربون، واستغلاله وتخزينه، إضافة إلى النفط والغاز الذي سنحتاجه السنوات المقبلة".

الحياد الكربون في بريطانيا
مزرعة رياح في بريطانيا - الصورة من فيزيكس وورلد

وواصل ثوم: "لتحقيق هذا التحول، نحتاج إلى الدعم من السياسيين من جميع الأحزاب والأطياف لتأكيد أهمية وفوائد العمل في قطاع الطاقة".

قوة عاملة قوية

أشارت دراسة بحثية حديثة إلى أن أكثر من 90% من المتخصصين في صناعة النفط والغاز في المملكة المتحدة قادرون على نقل مهارات من متوسطة إلى عالية، إلى غيرهم الأصغر سنًا؛ ما يعني أن الصناعة تمتلك قوى عاملة قوية وماهرة مهيّأة للعمل في قطاعات طاقة أخرى.

ويعتنق هذا الرأي نحو ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان البريطاني (73%) الذين يرون أن أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا يمكن تحقيقها فقط عبر التعاون مع قطاع النفط والغاز الذي يُسهم بنسبة 75% في قطاع الطاقة في بلادهم.

وبالمثل، يُسهم قطاع النفط والغاز البريطاني بقرابة 26.5 مليار إسترليني (أكثر من 33 مليار دولار) في الاقتصاد الوطني، كما يدعم أكثر من 200 ألف وظيفة في قطاعات الاقتصاد المختلفة.

تحول الطاقة

قال الأستاذ بكلية الجيولوجيا والجيوفيزياء جامعة أبيردين، نيك شوفيلد: "كما يوحي اسمه، يعني تحول الطاقة، على وجه التحديد، تحولًا، ومن المُسلّم به أن قطاع النفط والغاز في المملكة المتحدة سيضطلع بدور محوري في مزيج الطاقة في البلاد، وعلى مستوى العالم، حتى عام 2050 وما بعده؛ ما سيشكّل جزءًا رئيسًا في تحول الطاقة المستدام والعادل".

وتابع: "ومع ذلك، فإن هذه الرسالة لا تبعث الراحة في نفوس الكثيرين".

وأوضح: "غالبًا لا تُفهم الفروق والتفاصيل الدقيقة داخل صناعة الطاقة، من قبل الحكومات أو السياسيين أو الجماعات البيئية".

وأردف: "على سبيل المثال، فإن علماء الجيولوجيا والمهندسين ممن يجتهدون في أعمالهم لضمان أمن إمدادات النفط والغاز في المستقبل محليّا، هم أنفسهم من يطبّقون مهاراتهم من أجل تنفيذ مشروعات احتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه، وهم -أيضًا- الأشخاص الذين تحتاجهم مشروعات تخزين الهيدروجين والغاز".

أزمة مهارات

ترى غالبية نواب البرلمان البريطاني (55%) أن التراجع في أعداد مقدّمي الطلبات الراغبين بتلقّي دورات تعليمية ذات صلة بالطاقة، باعث على القلق، إذ يشكّل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عامًا، ما نسبته 12% من إجمالي القوى العاملة البريطانية.

ونتيجة لذلك، فإن ثُلث المسؤولين (34%) يرون أن الأسلوب الذي يتحدث به الإعلام والسياسيون بشأن التحول إلى الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين، وتقنية احتجاز الكربون، تحول دون عمل الشباب في بريطانيا، أو حتى التدريب في صناعة الطاقة.

وفي هذا السياق، قال أستاذ كلية الجيولوجيا والجيوفيزياء جامعة أبيردين، نيك شوفيلد: "مع ذلك تقود السلبية المتزايدة إزاء مجالات الطاقة ذات الصلة بالنفط والغاز، إلى أزمة مهارات في المملكة المتحدة".

وأضاف: "بات من الصعب إقناع الشباب بأن صناعة الطاقة ذات جدوى، وتلبي طموحاتهم المستقبلية".

وعلاوة على ذلك، دلّت نتائج المسح على أنه لا يوجد خيار بسيط بين النفط والغاز من جهة، وبين الطاقة المتجددة من جهة أخرى، بالنظر إلى أن القطاعين مهمان للنمو الاقتصادي، بحسب ما ذكرته جمعية الصناعات البحرية في المملكة المتحدة "أو إي يو كيه".

وبحلول أواسط العقد الجاري (2030)، سيظل النفط والغاز في المملكة المتحدة يغطيان 50% من احتياجات الطاقة في البلاد، وفق تقديرات الجمعية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق