تقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

تحديات النفط في نيجيريا وأنغولا في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية (تقرير)

أسماء السعداوي

استعرض تحليل حديث أوضاع وتحديات إنتاج النفط في نيجيريا وأنغولا ومنطقة غرب أفريقيا عمومًا، في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت قبل أكثر من عام.

وأشار تقرير شركة الاستشارات "بوتن آند بارتنرز" إلى أن غرب أفريقيا يضم أكبر دولتين منتجتين للنفط الخام، وهما نيجيريا وأنغولا، بالإضافة إلى العديد من الدول المنتجة الصغيرة التي لا تؤدي صادراتها دورًا كبيرًا في سوق الصادرات المنقولة بحرًا، مثل الكاميرون والغابون وغانا وغينيا الاستوائية وتوغو.

إلّا أن إنتاج النفط في نيجيريا وأنغولا يعاني من التباطؤ، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وكان لتباطؤ إنتاج النفط في غرب أفريقيا أثر كبير في حركة تدفّق النفط والعمل بالناقلات، كما يسهم في ذلك الوضع الجيوسياسي العالمي حاليًا والتطورات المستقبلية الحاسمة.

ففي ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، لفت التقرير إلى تراجع عمليات الشراء الأوروبية للنفط الخام من نيجيريا، في حين زادت في أنغولا؛ كما تغير مشهد ناقلات النفط العملاقة من طرازَي الناقلات الكبيرة جدًا وناقلات السويس.

إنتاج النفط في نيجيريا

تصدّرت نيجيريا قائمة أكبر مصدّري النفط الخام في غرب أفريقيا على مدار الأعوام الـ20 الماضية، لكن إنتاجها يشهد اضطرابات بسبب سرقة النفط وتخريب الأنابيب الناقلة له وانعدام الأمن والتمرد.

وكانت ذروة إنتاج النفط في نيجيريا في عام 2010، عندما بلغ في المتوسط 2.53 مليون برميل يوميًا، كما بلغ أعلى معدل سنوي للإنتاج في أنغولا 1.8 مليون برميل يوميًا في عام 2008.

إلّا إن الأرقام الصادرة في العام الماضي (2022) تشير إلى تراجع كبير؛ إذ سجل إنتاج النفط في نيجيريا 1.15 مليون برميل يوميًا، وفي أنغولا 1.14 مليون برميل يوميًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات إنتاج النفط في نيجيريا، منذ عام 2019 حتى عام 2022:

إنتاج النفط الخام في نيجيريا

وتراجعت صادرات نيجيريا من النفط منذ عام 2018، لتتراوح بين 1.95 مليون برميل يوميًا في عام 2019، و1.29 مليون برميل يوميًا في عام 2022، ثم شهدت الأشهر الأولى من العام الجاري (2023) تعافيًا طفيفًا.

وعلى مدار الأعوام الـ5 الماضية، كانت أوروبا أكبر مستهلك للنفط الخام في نيجيريا، إذ زادت الصادرات إلى القارة العجوز في 2022 بعدما تسبَّب الغزو الروسي لأوكرانيا في تقليل واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا وانقطاعها تمامًا في النهاية.

ومن المتوقع استمرار الاتجاه التصاعدي في صادرات النفط النيجيري إلى أوروبا خلال العام الجاري 2023، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في الجهة المقابلة، تراجعت صادرات النفط النيجيري إلى الهند، واتجهت نيودلهي لتعزيز عمليات شراء خام الأورال الروسي الرخيص.

وعلى خطى الهند، اتجهت الصين إلى الشراء من روسيا، لتنخفض عمليات شراء بكين للنفط النيجيري في 2022.

توقعات إنتاج النفط في نيجيريا

تحمل التوقعات المستقبلية لصادرات النفط النيجيري نظرة متشائمة إلى حدٍ ما، إذ سجل إنتاج النفط الخام في الدولة العضو بمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) أدنى مستوياته في 40 عامًا في 2022، بأقلّ كثيرًا عن حصتها في المنظمة.

وتوقّع التقرير أن تتسبّب عمليات التخريب المتكررة ونقص الاستثمارات المزمن في جعل التعافي السريع والمستدام لقطاع النفط في نيجيريا أمرًا غير محتمل.

إلّا إن بدء التشغيل المحتمل لمصفاة التكرير دانغوتي أواخر العام الجاري (2023) سيكون له عظيم الأثر، إذ ستعالج -حال دخولها حيز التشغيل الكامل- 600 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الذي من المتوقع أن يأتي معظمه من مصادر محلية.

ومن شأن عمل المصفاة أن يقلل بصورة كبيرة توافر النفط الخام للتصدير في عام 2024 المقبل وما بعده، بحسب التقرير.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن مصفاة دانغوتي:

أكبر مصفاة نفط في أفريقيا

انطلق مشروع مصفاة دانغوتي في عام 2016 باستثمارات تصل إلى نحو 12 مليار دولار أميركي، ولديه القدرة على تكرير 650 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.

ومن المتوقع أن تصبح دانغوتي أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، وأكبر منشأة إنتاج منفردة في العالم عند اكتمالها، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى صعيد ناقلات النفط العملاقة، كانت ناقلات السويس الوسيلة الرئيسة لتصدير النفط الخام النيجيري، واستحوذت على حصة 70% من عمليات النقل بالسوق على مدار الأعوام الـ5 الماضية.

كما شكّلت الناقلات الكبيرة جدًا نحو 27%، والباقي يُصدَّر عبر ناقلات أصغر حجمًا، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إنتاج النفط في أنغولا

على الرغم من أن بعض التحديات التي تواجهها أنغولا هي نفسها في نيجيريا، فإن الوضع مختلف؛ فقد تراجع إنتاج النفط الخام وصادراته بسبب نقص الاستثمارات بالقطاع.

ومع ذلك، أظهرت بيانات عام 2022 تحسنًا طفيفًا مقارنة بعام 2021.

وتعتمد أنغولا -على عكس نيجيريا- بصورة كبيرة على التصدير إلى الصين، التي استحوذت على 60% من نفط أنغولا بين عامي 2018 و2021، والباقي موزّع بين الهند وبقية آسيا وأوروبا والأميركتين.

كما أثّر الغزو الروسي لأوكرانيا بحركة تدفّق تجارة النفط في أنغولا أيضًا؛ إذ خفضت الصين عمليات الشراء، وضاعفت أوروبا من حصتها في النفط الأنغولي.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات إنتاج النفط في أنغولا:

إنتاج أنغولا من النفط الخام

وعلى عكس نيجيريا، تهيمن الناقلات الكبيرة جدًا على عمليات نقل النفط الخام في أنغولا بنسبة 72%، بينما يُنقل الباقي عبر ناقلات السويس.

من غير المدهش أن الناقلات الكبيرة جدًا هي الخيار الرئيس، بالنظر إلى هيمنة الصين على صادرات النفط في أنغولا، إذ توفر تلك الناقلات أقصى قدر من وفورات الحجم.

كما ستؤدي التطورات المستقبلية إلى منح قوة نسبية للناقلات الكبيرة جدًا مقابل ناقلات السويس، إذ ستتراجع صادرات النفط النيجيري مع بدء تشغيل مصفاة دانغوتي.

وربما يكون تأثير ذلك محدودًا في ناقلات السويس، نظرًا إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا عزز الطلب العالمي على تلك الناقلات بصورة كبيرة.

ومن المحتمل -أيضًا- أن يعزز تعافي الطلب الصيني على النفط الخام، الصادرات الأنغولية مجددًا؛ ما سيدعم الطلب على الناقلات الكبيرة جدًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق