التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةرئيسيةطاقة متجددةمنوعات

مصانع الملابس في بنغلاديش تحقق صداقة البيئة بنسبة كبيرة بعد كارثة 2013 (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • مرافق تخزين مياه الأمطار وإجراءات خفض النفايات أدّت إلى تقليل استهلاك المياه
  • بنغلاديش لديها أكبر عدد من المصانع الصديقة للبيئة بين الدول المصدّرة للملابس في العالم
  • يوجد في بنغلاديش حاليًا 186 مصنعًا معتمدًا على كونه من الفئة الخضراء
  • أصبح بعض أصحاب المصانع مهتمًا بإنشاء المزيد من المصانع الصديقة للبيئة
  • الألواح الشمسية في المصانع يمكن أن تولّد 25 ميغاواط من الكهرباء شهريًا

بعد أن أدّت الكارثة المأساوية لانهيار مصنع رانا بلازا للملابس بالعاصمة البنغالية دكا، في عام 2013، لوفاة 1130 شخصًا، أصبحت مصانع الملابس في بنغلاديش صديقة للبيئة من حيث تشغيلها اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة وتوفير المساحات الخضراء والعديد من المزايا الأخرى.

وأصبحت بنغلاديش موطنًا لـ9 من أكبر 10 مصانع ملابس مستدامة في العالم، حسبما نشره موقع إيكو بنزنس (Eco-Business) في 9 مارس/آذار الجاري.

قبل الاستفادة تلك الحادثة المأساوية، اشتهرت مصانع الملابس في بنغلاديش بإنتاج ملابس منخفضة التكلفة في ظروف عمل قاسية بكثير من الأحيان، لكن الضغط الدولي لإنتاج المزيد من الملابس الخضراء والمستدامة بدأ في تغيير ذلك النمط، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

قصة عاملة بنغلاديشية

خلال بحث الفتاة "شيفالي أكتر" لأول مرة عن وظيفة في مصنع ملابس بالقرب من مدينة دكا عاصمة بنغلاديش، أدى الازدحام وعبء العمل الثقيل وضعف الراتب إلى استقالة الفتاة البالغة من العمر 19 عامًا، بعد عام، والعودة إلى منزلها الريفي شمال بنغلاديش.

مصانع الملابس في بنغلاديش
إحدى العاملات في مصنع ملابس بيئي بالعاصمة البنغالية دكّا – الصورة من منظمة العمل الدولية

وعندما عادت "شيفالي أكتر" إلى مصنع الملابس غرب العاصمة البنغالية دكا مع زوجها الجديد بعد بضع سنوات، وجدت أن الظروف في بعض المصانع قد تغيرت بشكل كبير نحو الأفضل.

في مصنع مجموعة سنوتكس غروب، حيث تعمل الآن الفتاة البالغة من العمر 26 عامًا، تكسب 13500 تاكا (1350 دولارًا أميركيًا) شهريًا، وتحصل على علاوة في الأجر مقابل ساعات العمل الإضافي، ووجبة غداء مجانية ويوم عطلة أسبوعيًا.

مراعاة المعايير البيئية

شهد مصنع الملابس التابع لمجموعة سنوتكس غروب، الجيد التهوية، تركيب الألواح الشمسية؛ ما خفض تكاليف الكهرباء بمقدار النصف.

ويقول مسؤولو المصنع، إن مرافق تخزين مياه الأمطار وإجراءات خفض النفايات أدت إلى تقليل استهلاك المياه بنسبة 30%.

علاوة على ذلك، تحتوي باحات المصنع، المزروعة بكثافة بالأشجار، على حدائق نباتية خاصة بها؛ ما يتيح للموظفين فرصة شراء الطماطم العضوية غير المكلفة والملفوف والقرنبيط والقُطَيْفة "الأمارانث" الحمراء.

على صعيد آخر، يوجد في بنغلاديش، حاليًا، 186 مصنعًا معتمدًا على أنها خضراء وفقًا لمعيار القيادة في مجال الطاقة والتصميم البيئي (إل إي إي دي) الصادر عن مجلس المباني الخضراء الأميركي، ارتفاعًا من 3 مصانع في عام 2014.

من بين تلك المصانع، حصل 62 منها على تصنيف بلاتيني، و 110 تصنيف ذهبي و 10 تصنيف فضي، للتقدم نحو خفض انبعاثات الكربون، واستعمال المياه والطاقة، والنفايات، وجعل النقل والمواد أكثر استدامة، وفقًا لجمعية مصنّعي ومصدّري الملابس في بنغلاديش (بي جي إم إي إيه).

وتُمنَح النقاط مقابل التحسينات في مراعاة صحة العمال وجودة بيئات العمل الداخلية.

يقول محللو الأعمال، إنه بعد انهيار مصنع الملابس رانا بلازا، الذي أدى إلى وفاة أكثر من 1130 شخصًا في عام 2013، كثّف أصحاب مصانع الملابس في بنغلاديش، الذين يواجهون انتقادات أجنبية ومحلية، جهودهم لتوفير بيئة عمل أكثر أمانًا.

في سياق هذا الاندفاع، أصبح بعض أصحاب المصانع مهتمًا بإنشاء المزيد من المصانع الصديقة للبيئة، وهو تحول آخذ في الانتشار، خصوصًا لأن المشترين الدوليين الذين يحاولون الوفاء بالتزاماتهم الخضراء الخاصة بهم يبحثون عن المزيد من المصانع الصديقة للبيئة.

وتمتلك بنغلاديش، حاليًا، أكبر عدد من المصانع الصديقة للبيئة بين الدول المصدّرة للملابس في العالم، وفقًا لجمعية مصنّعي ومصدّري الملابس في بنغلاديش.

مصانع الملابس في بنغلاديش والتحوّل الأخضر

في اثنين من مصانع الملابس في بنغلاديش المعتمدة لدى مجموعة سنوتكس غروب الحاصلة على شهادة القيادة في مجال الطاقة والتصميم البيئي البلاتينية على بعد 25 كيلو مترُا غرب العاصمة دكا، يتمتع العمال الآن بأرضيات مجهّزة بحوض لتخزين المياه، ووجبات غداء مجانية معتمدة من خبراء التغذية، ورواتب مدفوعة عبر الإنترنت، ومساحات عمل جيدة التهوية.

وقال المدير الإداري لشركة سنوتكس غروب، التي تبيع لعلامات تجارية مثل كولومبيا وديكاتلون وكليمنس آند أوغست (سي آند إيه)، ولديها 19 ألف عامل، ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية 250 مليون دولار أميركي، إس إم خالد: "نحن نضمن سلامة العمال وأمنهم".

وأضاف أنه يمكن للعمال، من خلال أحد التطبيقات، توجيه رسائل إلى الإدارة إذا واجهوا مشكلات، و"نحن نحقق في المشكلة بأولوية قصوى".

وأشار إلى أنه بينما تساعد المصانع الخضراء البيئة، وجدت الشركة أنها توفر المال، بفضل استعمال الكهرباء بنسبة 50% أقلّ مقارنة بالمصانع التقليدية التي تمتلكها مجموعة سنوتكس.

وأوضح أن الألواح الشمسية في المصانع يمكن أن تولّد 25 ميغاواط من الكهرباء شهريًا، ما يوفر نحو 10% من الطاقة اللازمة لتشغيل المنشآت.

وتابع قائلًا: "إن 86% أخرى من الكهرباء لمصانع سنوتكس تُشترى من مزوّدي الطاقة الشمسية الآخرين، مع 4% فقط من الوقود الأحفوري، مثل الديزل.

وألمح إلى أن تكلفة بناء المصانع الخضراء تزيد بنسبة 30 إلى 35% عن بناء مصنع تقليدي، ولكن سعر المرافق ينخفض سنويًا ويصبح من الأسهل تلبية مطالب المشترين، حسبما نشره موقع إيكو بنزنس (Eco-Business) في 9 مارس/آذار الجاري.

ويقوم مالكو مصانع الملابس الأخرى بإجراء تغييرات تتماشى مع المعايير البيئية والصحية.

على سبيل المثال، يحتوي مصنع أزياء بلومي فاشنز التابع لشركة "فضل الحق" في جنوب العاصمة البنغالية دكا، على واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في بنغلاديش، وجدران ومناور زجاجية شفافة تقلل تكاليف الإنارة، وتخلق المزيد من الضوء الطبيعي للعمال.

مصانع الملابس في بنغلاديش
أحد مصانع الملابس التي تراعي المعايير البيئية في بنغلاديش – الصورة من موقع بروثوم ألو

وقد قلّلت هذه التغييرات من انبعاثات الكربون في المصنع بنسبة 35% مقارنة بمصنع تقليدي، كما أن الصنابير الموفرة للمياه وخزانات تجميع مياه الأمطار قلّلت من طلب المصنع على المياه بنسبة 40%، حسبما قال فضل الحق بمقابلة في المصنع.

وأضاف فضل الحق، الذي يبيع مصنعه لعلامات أزياء مثل كالفِنْ كلايْن وتومي هيلفيغر ونِكْسْت، إن عددًا أكبر من علامات الملابس التي تبحث عن منتجات صديقة للمناخ وصديقة للعمال تقوم باستثمارات في مصانع أفضل تؤتي ثمارها.

وأوضح فضل الحق أنّ "العلامات التجارية الكبرى مهتمة بشراء الملابس من المصانع الخضراء".

مطالب المشترين

قال مدير مجموعة جي-3 أبارل غروب في بنغلاديش، وهي مشترٍ لعلامات الأزياء مثل كالفِنْ كلايْن وتومي هليفيغر، محمد أشرف الأمين خان، إن شركته وقّعت عقودًا طويلة الأجل مع بعض المصانع الخضراء.

وأضاف: "غالبًا ما نزور تلك المصانع ونشعر بالرضا عن أجور العمال وبيئة العمل"، مشيرًا إلى أن "كل علامة تجارية بارزة تدرس قضية الملابس الخضراء، وأن بنغلاديش تبلي بلاءً حسنًا".

وقال رئيس جمعية مصنّعي ومصدّري الملابس في بنغلاديش، فاروق حسن، إن البلاد لديها حاليًا مصانع ملابس حاصلة على شهادة القيادة في مجال الطاقة والتصميم البيئي أكثر من أيّ دولة أخرى لديها 52 من بين أفضل 100 مصنع مصنّف.

وتُعدّ بنغلاديش، حاليًا، موطنًا لـ9 من أفضل 10 مصانع ملابس حاصلة على شهادة القيادة في مجال الطاقة والتصميم البيئي في العالم، حسبما ذكرت جمعية مصنّعي ومصدّري الملابس في بنغلاديش.

وقال أستاذ إدارة الأعمال في جامعة دكا، رضوان الحق: "إن تصنيع الملابس الجاهزة قد هيمن على اقتصاد بنغلاديش لمدة 4 عقود، لكن المصانع الأكثر اخضرارًا تنقل البلاد "للمستوى التالي من القدرة التنافسية، وتساعد بنغلاديش على تحقيق أهدافها المناخية".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق