أرامكو ثاني العلامات التجارية الأكثر قيمة بقطاع النفط والغاز.. وشل في المقدمة (تقرير)
دينا قدري
احتلت شركة أرامكو السعودية المرتبة الثانية لتصنيف العلامات التجارية العالمية من حيث القيمة في مجال النفط والغاز، إذ عملت على تقليص الفجوة مع شركة شل البريطانية التي تصدرت التصنيف للعام التاسع على التوالي.
جاء ذلك في تصنيف عام 2023 الذي أصدرته شركة براند فاينانس لاستشارات تقييم العلامات التجارية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، والذي يغطي أفضل 50 علامة تجارية للنفط والغاز في العالم من حيث القيمة والقوة.
وقال مدير التقييم في "براند فاينانس"، سافيو دي سوزا: "حققت صناعة النفط والغاز عامًا قياسيًا من حيث الأرباح والتدفق النقدي، مدفوعًا بالتعافي من جائحة فيروس كورونا وعدم اليقين الجيوسياسي. من المرجح أن تؤدي الجغرافيا السياسية وعدم اليقين الاقتصادي دورًا كبيرًا في العام المقبل أيضًا".
وشدد دي سوزا على أن التحدي الذي تواجهه العلامات التجارية للنفط والغاز سيكون تحسين علامتها التجارية، ووضعها التجاري من أجل التحول العالمي للطاقة مع موازنة مسؤوليتها لتوفير طاقة ميسورة التكلفة للعالم.
شل العلامة التجارية الأكثر قيمة
أوضحت "براند فايناناس" أن قيمة العلامة التجارية تُفهم على أنها صافي الفوائد الاقتصادية التي يُمكن لمالك العلامة التجارية تحقيقها من خلال ترخيص العلامة التجارية في السوق المفتوحة.
بينما تمثّل قوة العلامة التجارية فاعلية أداء العلامة التجارية على التدابير غير الملموسة بالنسبة إلى منافسيها.
وأشارت الشركة إلى أن شل احتفظت بمكانتها بوصفها العلامة التجارية الأكثر قيمة للنفط والغاز في العالم، على الرغم من انخفاض قيمتها بنسبة 3%، لتسجل 48.2 مليار دولار.
وهذه هي السنة التاسعة على التوالي التي تحتل فيها شل -التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها- المركز الأول.
وأوضح التقرير أن شركة شل قامت بدور قيادي عالمي في مساعدة العملاء على الانسحاب من روسيا، في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، وساعدت في توفير درجة معينة من أمن الطاقة لأوروبا.
كما استفادت شل من ارتفاع أسعار الهيدروكربونات، بعد عام من ارتفاع الأسعار بعد تعطل إمدادات الغاز، وزيادة الطلب على النفط، مع توجه الاقتصادات العالمية نحو الحياة الطبيعية بعد جائحة فيروس كورونا.
وأكد التقرير أن تعيين الرئيس التنفيذي الجديد، وائل صوان، في يناير/كانون الثاني 2023، والإستراتيجية المجددة اللاحقة الموجهة نحو تلبية الطلب المتزايد على النفط والغاز، قد وفرت نظرة أكثر إيجابية لعوائد المستثمرين.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أرباح شركات النفط الكبرى في عام 2022:
أرامكو ثاني علامة تجارية من حيث القيمة
أشار التقرير إلى أن شركة أرامكو السعودية نجحت في تقليص الفجوة، لتصبح ثاني علامة تجارية من حيث القيمة في مجال النفط والغاز، مع ارتفاع قيمة علامتها التجارية بنسبة 4% لتصل إلى 45.2 مليار دولار.
فقد استفادت أرامكو من ارتفاع الأسعار والطلب على النفط والغاز هذا العام (2023)، بالإضافة إلى الحصول على حصة في السوق من شركات النفط والغاز الروسية الخاضعة للعقوبات، وفق ما جاء في التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسعت أرامكو إلى توسيع عملياتها في العام الماضي (2022)، ما يزيد من حضورها العالمي وانتشارها.
على سبيل المثال، أطلقت شركة أرامكو للتجارة الأميركية، التي يقع مقرها في هيوستن بولاية تكساس، ما يمثّل توسعًا في عملية تداول السلع، ويهدف إلى زيادة التجارة في أميركا الشمالية والجنوبية.
كما أن هناك تعاونًا مع مجموعة شاندونغ للطاقة الصينية في طور الإعداد، لاستكشاف فرص التكرير المتكاملة والبتروكيماويات المحتملة في الصين، ويمتد نطاق هذا التعاون عبر التقنيات المتعلقة بالهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة واحتجاز الكربون وتخزينه.
بالإضافة إلى ذلك، رفعت أرامكو درجتها في مؤشر قوة العلامة التجارية إلى 75.4 من 100، مع تصنيف "إيه إيه+".
بتروناس أقوى علامة تجارية
إلى جانب حساب قيمة العلامة التجارية، حددت "براند فاينانس" -أيضًا- القوة النسبية للعلامات التجارية من خلال بطاقة أداء متوازنة للمقاييس التي تقيّم الاستثمار التسويقي وحقوق المساهمين وأداء الأعمال.
وأكدت "براند فاينانس" أن شركة بتروناس الماليزية -التي انخفضت قيمة علامتها التجارية بنسبة 7% لتصل إلى 12.7 مليار دولار- احتلت أقوى علامة تجارية في مجال النفط والغاز، وهو اللقب الذي احتفظت به منذ عام 2020.
وارتفعت درجة مؤشر قوة العلامة التجارية للشركة نقطتين إلى 89 من أصل 100 في عام 2023، لتحصل على تصنيف "إيه إيه إيه".
ويرجع هذا التصنيف جزئيًا إلى التزام الشركة الماليزية بتحويل الطاقة على مستوى الصناعة، إذ تتطلع إلى تنويع مجموعة خيارات الطاقة الخاصة بها، وتحسين الاستدامة على مستوى الشركة بشكل كبير.
والتزمت بتروناس بتخصيص 20% من إجمالي نفقاتها الرأسمالية لمشروعات إزالة الكربون وحلول الطاقة النظيفة من 2023 إلى 2026.
قطر غاز العلامة التجارية الأسرع نموًا
من ناحية أخرى، تُعد شركة قطر غاز -التي ارتفعت قيمة علامتها التجارية بنسبة 147% لتصل إلى 3.1 مليار دولار- العلامة التجارية الأسرع نموًا في مجال النفط والغاز في العالم.
كما تُعد العلامة التجارية الأسرع نموًا في جميع القطاعات بالشرق الأوسط عام 2023، استنادًا إلى بحث "براند فاينانس".
قطر غاز -المملوكة لشركة قطر للطاقة- هي إحدى العلامات التجارية الرائدة في إنتاج الغاز في العالم.
علاوة على ذلك، أوضحت شركة "براند فاينانس" أن قطر غاز قد شهدت نموًا كبيرًا في عام 2023، بسبب زيادة الطلب العالمي على منتجاتها، في أعقاب الحظر المفروض على الغاز الروسي من قبل العديد من الدول.
كما استفادت الشركة القطرية من بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في قطر، والتي كانت "قطر غاز" راعيًا رسميًا لها، ما أدى إلى زيادة الوعي بعلامتها خارج سوقها المحلية، ورفع درجتها بوصفها أقوى علامة تجارية من 5 نقاط إلى 71 من أصل 100، مع حصولها على تصنيف "إيه إيه".
أرامكو أعلى قيمة لآفاق الاستدامة
في الوقت نفسه، قيّمت "براند فاينانس" -أيضًا- الدور الذي تؤديه سمات العلامة التجارية المحددة في دفع القيمة الإجمالية للعلامة التجارية مثل الاستدامة.
وحدّد البحث أن شركة أرامكو السعودية تمتلك أعلى قيمة لتصورات الاستدامة -بإجمالي 4.5 مليار دولار- من أي علامة تجارية للنفط والغاز في التصنيف.
ومع ذلك، فإن موقع الشركة في أعلى جدول قيمة آفاق الاستدامة ليس تقييمًا لأداء الاستدامة الشامل، ولكنه يشير إلى مدى القيمة التي ربطتها العلامة التجارية بآفاق الاستدامة.
لذلك، أكدت "براند فاينانس" أن أرامكو لديها أكبر قيمة معرضة للخطر فيما يتعلق بالاستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، كان لدى شركة أرامكو السعودية درجة قوية لآفاق الاستدامة تبلغ 5.2 من 10، وهي تتخذ خطوات إيجابية لحمايتها، إذ كانت الاستدامة في طليعة اتصالات أرامكو مع أصحاب المصلحة في العام الجاري (2023).
وتتطلع العلامة التجارية إلى تعزيز ادعائها بأنها يمكن أن توفر نفطًا يحتوي على "أقل نسبة من الكربون" في الصناعة.
وفي عام 2022، أصدرت أرامكو تقريرها الأول عن الاستدامة، وتعهّدت بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، من خلال تكنولوجيا احتجاز الكربون، والاستثمار في الطاقة المتجددة.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط العالمي يهبط إلى أقل مستوى في 7 أشهر
- قفزة مرتقبة لصادرات الغاز المسال الجزائري بدعم من ميناء سكيكدة (صور)
- لأول مرة تاريخيًا.. مولدات خلايا وقود الهيدروجين تظهر في السعودية
- انهيار سيليكون فالي يهدد مشروعات الطاقة المتجددة الصغيرة في أميركا
