نفطأسعار النفطرئيسيةسلايدر الرئيسية

تقرير حديث يكشف عن توقعاته لأسعار النفط بعد انهيار سيليكون فالي

مي مجدي

ألقت الأزمة المصرفية الأميركية بظلالها على أسعار النفط عقب انهيار مصرف سيليكون فالي، خلال الأيام الماضية.

ومع تفاقم الأوضاع وتزايد المخاوف من الركود الاقتصادي، تراجعت أسعار الخام خلال تعاملات اليوم الأربعاء 15 مارس/آذار (الساعة 07:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، بنحو 6%، ووصل سعر خام برنت إلى 73 دولارًا أميركيًا للبرميل.

وكشف تقرير جديد صادر عن بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" عن أن العزوف عن المخاطرة وتحوط دلتا يؤثران في أسواق النفط.

وتحوط دلتا هو إستراتيجية تداول للخيارات تهدف إلى التحوط من مخاطر الاتجاه المرتبطة بتحركات الأسعار في الأصل الأساسي.

تأثير الأزمة المصرفية الأميركية

كشف تقرير بنك "يو بي إس" -الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه- عن أن اضطرابات الأسواق المالية والأزمة المصرفية الأميركية أثرت في أسعار النفط، إذ انخفض سعر خام برنت القياسي بأكثر من 10 دولارات للبرميل خلال الأيام الـ10 الأخيرة.

ورغم أن التساؤلات كثرت عن سبب تأثير الأزمة المصرفية الشديد في أسواق النفط، استبعد التقرير أن تشكل الأزمة ضغطًا على الطلب على النفط الخام وإنتاجه.

وسلط التقرير الضوء على اتجاه المستثمرين إلى الانسحاب من الأصول الخطرة، مثل النفط، والاستثمار في أصول أكثر أمانًا، خلال أوقات تقلبات الأسواق الشديدة.

وانعكس الوضع على أسواق النفط، وتأثرت الأسعار بالاضطرابات الأخيرة في الأسواق المالية، وبات المستثمرون في حالة ترقب وانتظار بالوقت الحالي.

وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط تأثرت بالتغيرات الأخيرة في اتجاهات المخاطرة، لا سيما بسبب الافتقار إلى الأسس الداعمة للأسعار، مع ارتفاع مخزونات النفط الأميركية خلال العام الجاري (2023).

وقال محللو بنك "يو بي إس": إن "ما يزيد من حدة انخفاض الأسعار هو سوق الخيار، من خلال ما يُسمى تحوط دلتا، وباعت المؤسسات المالية أدوات حماية الجانب السلبي (خيارات البيع) للمتعاملين في أسواق النفط، مثل المنتجين".

كيف تأثرت أسواق النفط بالأزمة المصرفي الأميركية؟
محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، جيوفاني ستانوفو

وكشف المحللون عن أنه مع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون المستوى الذي تبدأ فيه الحماية (سعر ممارسة الخيار، أي مستوى السعر الذي يمكن عنده شراء الأصول أو بيعها)، تحتاج هذه المؤسسات المالية الآن إلى تجنب وجود مخاطر سعرية في موازنتها العمومية.

وبحسب تقرير البنك السويسري، تلجأ هذه المؤسسات إلى بيع العقود الآجلة للنفط لتعويض المخاطر.

وعلى المدى القريب، يجب أن تتلاشى حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، قبل أن تشهد استقرارًا، ويتبعه انتعاش في أسعار النفط.

ويعتقد محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، المشارك في إعداد التقرير، جيوفاني ستانوفو، أن المستثمرين بحاجة إلى مراقبة كيفية تعامل الحكومات والبنوك المركزية في ظل الضغوط التي تشهدها الأسواق.

وقال: "على المدى القصير، هناك عوامل مهمة أخرى تتضمن ما إذا كانت الحكومة الأميركية ستصدر مناقصة لإعادة ملء مخزونها الإستراتيجي، واتجاه الصين إلى تعزيز مشتريات النفط الخام بسبب انخفاض الأسعار".

وتابع: "من المرجح أن تظل الأسواق على حالها المتقلب على المدى القريب، وما زلنا نتوقع أن ارتفاع واردات الصين من النفط الخام، والطلب، وانخفاض الإنتاج الروسي سيدفع الأسعار نحو الارتفاع خلال الأرباع المقبلة".

وتوقع بنك "يو بي إس" السويسري تداول خام برنت عند 100 دولار للبرميل حتى شهر يونيو/حزيران (2023)، في حين توقع أن يصل سعر خام برنت إلى 105 دولارات للبرميل حتى نهاية العام الجاري.

وفي مطلع شهر سبتمبر/أيلول (2022)، كان البنك قد خفّض توقعاته لأسعار النفط بمقدار 15 دولارًا للبرميل من 125 دولارًا إلى 110 دولارات خلال عام 2023.

تداعيات انهيار سيليكون فالي

انهيار مصرف سيليكون فالي كانت له تداعيات جمة على الأسواق، وظهر تأثيرها واضحًا في أسواق النفط.

وسبق أن كشف مجموعة من المحللين والخبراء إلى منصة الطاقة المتخصصة توقعاتهم للأزمة، وما إذا كانت ستواصل أسعار النفط تعميق خسائرها خلال الشهور المقبلة، وماذا سيكون رد فعل أوبك حال لم تنجح أميركا في تدارك الأزمة.

وفي هذا الصدد، يعتقد المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية سابقًا، علي بن عبدالله الريامي، أن أسعار النفط ستشهد انخفاضًا محدودًا، ومن الممكن لتحالف أوبك+ التدخل إذا انخفضت الأسعار إلى أقل من 70 دولارًا للبرميل، رغم أن الأوضاع ليست لها علاقة بعوامل السوق، وعادةً ما يتدخل الأعضاء لأسباب لها علاقة مباشرة بأسواق النفط.

بينما قالت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، إن انهيار بنك سيليكون فالي تسبَّب بِرَدّات فعل تتصف بالذعر في أسواق النفط، ومن ثم تراجعت أسعار النفط، لكنها لا تعتقد أن هذه الخسائر ستستمر.

بينما أشار الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن إلى أن الأوضاع الحالية تثير مخاوف بتكرار أزمة ليمان براذرز مرة أخرى.

أسعار النفط بعد انهيار بنك سيليكون فالي
بنك سيليكون فالي - الصورة من موقع إيه بي سي نيوز

ويرى كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، أن التدابير الأميركية لحل الأزمة ستسهم في استقرار أسعار النفط.

ورغم أن شوكري توقع اتجاه منظمة أوبك وحلفائها في أوبك+ خفض الإنتاج في حالة عدم السيطرة على الأزمة، فإن الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن يرى أن الأعضاء لن يغيروا السياسات، وفقًا للتصريحات الأخيرة.

التمسك بسياسة خفض الإنتاج

أوضحت مصادر في تحالف أوبك+، إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن انخفاض أسعار النفط يمثّل ردة فعل طبيعية للأوضاع في السوق، وأن التحالف لا ينوي تغيير سياسة الإنتاج في الوقت الراهن.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد صرح أمس الثلاثاء 14 مارس/آذار (2023)، بالتمسك بسياسة خفض سقف الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري.

وهدد الوزير بوقف بلاده صادرات النفط في حالة فرض سقف سعري على الإمدادات للأسواق العالمية.

وحول قانون "لا أوبك"، قال الوزير إن هذه السياسات تزيد من المخاطر والغموض، وتؤدي إلى تفاقم عدم استقرار الأسواق، وسيؤثر ذلك سلبًا في صناعة النفط.

وشدد على بذل التحالف الجهود كافة لتحقيق الاستقرار والشفافية في أسواق النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق