توقف الغاز الجزائري يدفع المغرب لزيادة واردات الكهرباء من إسبانيا

دفع توقّف صادرات الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية، حكومة الرباط إلى زيادة واردات الكهرباء من إسبانيا خلال العام المنصرم (2022).

وأظهرت بيانات رسمية وجود قفزة كبيرة في صادرات إسبانيا من الكهرباء نحو المغرب خلال العام الماضي، مقارنة مع عام 2021، والذي شهد في نهايته توقّف صادرات الجزائر من الغاز إلى إسبانيا عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي.

كان المغرب يعتمد على الغاز الجزائري في تأمين الوقود اللازم لمحطتي كهرباء "تهدارت" و"عين بني مُطهر" اللتين توفران نحو 10% من إجمالي الطلب في المملكة.

صادرات الكهرباء من إسبانيا

كشفت بيانات الشبكة الإسبانية للكهرباء، التي تعدّ مُشغّل شبكة نقل الكهرباء ذات الجهد العالي في إسبانيا، عن زيادة كبيرة في كميات الكهرباء الإسبانية التي استوردها المغرب عبر خطوط الربط البحري، خلال 2022، وشهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري.

واستورد المغرب نحو 1430 غيغاواط/ساعة خلال 2022، مقابل 179 غيغاواط/ساعة صُدِّرَت من المغرب إلى إسبانيا في عام 2021.

تشير البيانات إلى أنه، خلال يونيو/حزيران 2022، نقلت خطوط الربط الكهربائي بين البلدين نحو 205 غيغاواط/ساعة من الكهرباء المنتَجة في إسبانيا نحو المغرب، بعد أن كانت لا تتجاوز 38 غيغاواط/ساعة في مايو/أيار، في حين سجلت نحو 23 غيغاواط/ساعة خلال أبريل/نيسان 2022.

وواصلت صادرات الكهرباء الإسبانية تسجيل أرقام قياسية نحو المغرب خلال النصف الثاني من العام الماضي، بلغت ذروتها خلال أغسطس/آب، مسجلة نحو 292 غيغاواط/ساعة، ورغم تراجعها في سبتمبر/أيلول إلى 243 غيغاواط/ساعة، وفي أكتوبر/تشرين الأول إلى 247 غيغاواط/ساعة، فإنها كانت عند مستويات قياسية مقارنة بالأوقات السابقة.

وشهدت صادرات الكهرباء من إسبانيا إلى المغرب تراجعًا مع بداية العام الجاري (2023)، إذ سجلت خلال يناير/كانون الثاني نحو 153 غيغاواط/ساعة.

الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا

يولي المغرب عناية خاصة لمشروعات الربط الكهربائي مع إسبانيا، إذ يخطط لزيادة الصادرات إلى أوروبا خلال السنوات المقبلة، بالتزامن مع المشروعات الضخمة التي ينفّذها في مجال الطاقة المتجددة.

ويرتبط المغرب بخطّين لتصدير الكهرباء مع أوروبا من خلال إسبانيا، وسط خطط لتطوير خط كهربائي ثالث مع مدريد، وخط ربط كهربائي مع البرتغال.

يشار إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا انطلق الجزء الأول منه عام 1997، والجزء الثاني في 2006، ويدور حاليًا الحديث حول "خط بحري" ستستورد بموجبه بريطانيا الكهرباء من المغرب.

وتصل المبادلات عبر الخطين الرابطين بين مدريد والرباط إلى نحو 5 آلاف غيغاواط، ما يلبي نحو 17% من الاستهلاك السنوي للمغرب، وفقًا لإحصاءات 2016

كانت واردات المغرب من الكهرباء قد انخفضت بنسبة 93.5% خلال 2019 مقارنة مع عام 2018، مسجلة أدنى مستوى لها على الإطلاق، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن مكتب الصرف المغربي.

وتجاوزت صادرات الكهرباء المغربية إلى إسبانيا 1207 غيغاواط عام 2019، وفقًا لإحصاءات مؤسسة الكهرباء الوطنية الإسبانية.

يمثّل الرقم زيادة بأكثر من 670% بين عامي 2018 و 2019، إذ بلغت صادرات المغرب من الكهرباء إلى إسبانيا في عام 2018 نحو 180 غيغاواط/ساعة فقط، وفقًا للمنظمة الإسبانية.

أزمة الغاز الجزائري

يعكس التحول من التصدير إلى استيراد الكهرباء في المغرب التحديات التي واجهها قطاع الطاقة في أعقاب توقّف صادرات الغاز الجزائري عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي.

ودفعت الأزمة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر إلى توقّف إمدادات الغاز الجزائري عبر أنبوب الغاز المغاربي -الذي بدأ عام 1996 بعقد مدّته 25 عامًا- من حقل حاسي الرمل في الجزائر، إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب.

وعملت الأزمة على وقف محطتي الكهرباء الوحيدتين اللتين تعملان بالدورة المركبة في المغرب (عين بني مطهر بالقرب من الحدود الجزائرية، وتهدارت بالقرب من طنجة التي تمتلك شركة إنديسا الإسبانية حصة فيها) عن العمل لمدة تزيد عن 6 أشهر.

وتنتج المحطتان نحو 10% من الكهرباء في المغرب، وظلّتا متوقفتين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021 –موعد توقُّف ضخ الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية- حتى الصيف الماضي.

وفي محاولة لتدارك الأزمة، عمل المغرب على تشغيل خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 325 ميلًا، بقدرة تصدير 390 مليار قدم مكعبة سنويًا، في الاتجاه العكسي لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.

ويتصدّر التعاون في مجال الطاقة الملفات المشتركة بين المغرب وإسبانيا، إذ بدأت الرباط باستيراد الغاز المسال عبر إسبانيا، بعد موافقة مدريد على استعمال خط الأنابيب في اتجاه معاكس للذي كانت الجزائر تستعمله لتصدير الغاز الجزائري إلى أوروبا.

موضوعات متعلقة..

• 3 شواهد منطقية تشير إلى تدفق الغاز الجزائري للمغرب سرًا (مقال)
• تقرير إيطالي: الغاز الجزائري خلاص أوروبا من هيمنة روسيا

اقرأ أيضًا..

• إيرادات صادرات النفط العراقي تتراجع 600 مليون دولار في فبراير
• الحرارة الفائضة في أوروبا يمكنها تقديم حل جذري لأزمة الطاقة (تقرير)
• عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)