رئيسيةتقارير التكنو طاقةتقارير الطاقة المتجددةتكنو طاقةطاقة متجددة

الحرارة الفائضة في أوروبا يمكنها تقديم حل جذري لأزمة الطاقة (تقرير)

احتجاز الحرارة وإعادة تدويرها يقللان الطلب على الوقود

نوار صبح

يبحث خبراء ونشطاء البيئة عن حلول مجدية لأزمة الطاقة التي تواجه الدول الأوروبية، ويرون أنه يمكن للحرارة الفائضة الناتجة في جميع أنحاء القارة تزويد دولها باحتياجاتها من الطاقة.

وتأتي المساعي لوضع حلول فعالة في ظل التداعيات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لأزمة الطاقة، التي تشهدها أوروبا، ومناطق عديدة في العالم.

ويقول خبراء البيئة إنه يتم تجاهل دور الحرارة الفائضة المهدرة، إلى حد كبير، في حل أزمة الطاقة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال كبير مديري البيئة المبنية في كلايمت غروب -وهي منظمة بيئية غير هادفة للربح-، توبي مورغان: "أزمة الطاقة العالمية تُعدّ جرس إنذار لوقف إهدار الطاقة"، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

وأضاف: "الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى الاستفادة بصورة أفضل من الطاقة التي ننتجها بالفعل، ولا يمكننا ببساطة السماح لها بالضياع. تُعد تحسينات كفاءة الطاقة، مثل احتجاز الحرارة الفائضة وإعادة تدويرها، أمرًا بالغ الأهمية لخفض الطلب على الوقود الأحفوري وخفض الفواتير".

وفي المقابل، قدّر تقرير نشرته شركة الهندسة العالمية دانفوس هذا الأسبوع أنه في الاتحاد الأوروبي وحده كانت الحرارة الفائضة تساوي 2860 تيراواط/ساعة سنويًا، وهو تقريبا إجمالي طلب الاتحاد الأوروبي نفسه على الطاقة للتدفئة والمياه الساخنة.

مصادر الحرارة الفائضة

تنطلق الحرارة الفائضة في الهواء من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك محلات السوبر ماركت وشبكات النقل ومراكز البيانات والمباني التجارية.

ويمكن احتجاز الكثير من هذه الحرارة واستعمالها عبر تقنيات استرداد الحرارة الحالية، مثل المضخات الحرارية، بالإضافة إلى مكيفات الهواء وآلات التصنيع الأكثر كفاءة، وفقًا لمؤلفي التقرير الذي نشرته شركة الهندسة العالمية دانفوس، مؤخرًا.

وتشمل الحلول الأخرى تحسين التخطيط الحضري وأنظمة طاقة المناطق القائمة على شبكات إمدادات الطاقة المتجددة لكل من التدفئة والتبريد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشرف الأستاذ في تخطيط الطاقة وأنظمة الطاقة المتجددة في جامعة ألبورغ بالدنمارك بريان فاد ماتيسين، على البحث المذكور في التقرير الذي يعتمد على مشروعات فريقه السابقة، لوضع خطة تفصيلية لمصادر الحرارة الفائضة في أوروبا.

الحرارة الفائضة
توربينات رياح إلى جانب محطة توليد الكهرباء من الفحم في أوروبا

أمن الطاقة في أوروبا

قال فاد ماتيسين، محذِّرًا من أن أمن الطاقة في أوروبا معرض للخطر: "إنّ عدد المدن والمناطق والبلدان في أوروبا، التي تهدر الحرارة وتنفق المليارات على الغاز الطبيعي أو التدفئة الكهربائية، يلفت الانتباه".

وأضاف: "إن هولندا -على سبيل المثال- ليست لديها أنظمة تدفئة محلية على الرغم من وجود ما يقرب من ضعف كمية الحرارة المهدرة مقارنة بالطلب على التدفئة".

وأوضح أن "الدنمارك تساوي مساحة هولندا نفسها تقريبًا، ولكن لديها نحو 60% من أنظمة تدفئة محلية تخدم ثلث السكان فقط".

وأكّد أن "استعمال الحرارة المهدرة لا يرتبط بالاختلافات الفنية"، مشيرًا إلى أن "القوانين الفيزيائية هي نفسها، لكن الإرادة السياسية والتقاليد مختلفة للغاية".

علاوة على ذلك، كانت هناك "إمكانات هائلة غير مستغلة" للحرارة الفائضة التي تنتجها الصناعات الثقيلة، مثل التصنيع الكيميائي، وإنتاج الصلب والأسمنت.

وفي الاتحاد الأوروبي، تصل إمكانات الحرارة الفائضة إلى أكثر من 267 تيراواط/ساعة سنويًا، أي أكثر من إنتاج التدفئة المشترك لألمانيا وبولندا والسويد في عام 2021.

وتُعد مراكز البيانات مستهلكًا رئيسًا للكهرباء، إذ استهلكت مراكز البيانات الأوروبية، في عام 2020، نحو 3.5% من الطلب على الكهرباء في المنطقة، وفقًا لمشروع "ري يوز هيت" التابع للاتحاد الأوروبي الذي يستكشف العوائق التي تحول دون استغلال الحرارة في المناطق الحضرية.

التحول الأخضر

يسلط تقرير شركة دانفوس الضوء على أن المملكة المتحدة لديها وفرة من الطاقة الفائضة، بما في ذلك من 456 مركز بيانات، وفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان.

وقال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة دانفوس، كيم فوسينغ، الذي يعتقد أن إعادة تدوير الحرارة خطوة حاسمة نحو التحول الأخضر: "إذا كان على الشركات أن تسخّر كل الحرارة الفائضة من هذه المراكز، فإن توفير الانبعاثات وجَنْي الإيرادات من بيع هذه الحرارة سيكونان مهمين للغاية".

وفي منطقة لندن الكبرى، جرى تحديد ما لا يقل عن 648 مصدرًا مؤهلًا للحرارة الفائضة، بما في ذلك مراكز البيانات ومحطات مترو الأنفاق ومحلات السوبر ماركت ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ومرافق إنتاج الأغذية.

وقال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة دانفوس، كيم فوسينغ: "إن الحرارة الفائضة في لندن تعادل 9.5 تيراواط/ساعة سنويًا، أي تقريبًا كمية الحرارة المطلوبة لتدفئة 790 ألف منزل".

وأضاف: "توفر إعادة استعمال الحرارة الفائضة فرصًا رائعة للشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة لتقليل انبعاثاتها، وتوفير وكسب المال".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق