أخبار الطاقة النوويةأخبار الكهرباءرئيسيةطاقة نوويةكهرباء

توقعات باستيراد الكهرباء في فرنسا بعد إغلاق 17 مفاعلًا نوويًا

دينا قدري

يشهد قطاع الكهرباء في فرنسا ضغوطًا مستمرة، على الرغم من تراجع خطر انقطاع الإمدادات خلال فصل الشتاء الحالي.

ويشهد إنتاج الأسطول النووي الفرنسي انخفاضًا على نحوٍ متزايد، بعد إغلاق 17 مفاعلًا من أصل 56، مقارنةً بـ14 مفاعلًا الأسبوع الماضي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وما نقلته فضائية "بي إف إم" الناطقة باللغة الفرنسية (BFM TV).

ومن غير المتوقع أن يتحسن الوضع؛ إذ تخطط شركة كهرباء فرنسا (إي دي إف) لإجراء صيانة طويلة الأجل بدءًا من فصل الربيع، ما يؤدي إلى إغلاق المفاعلات الجديدة.

وفي فصل الصيف، سيجري تجاوز الحد المكون من 20 مفاعلًا مغلقًا؛ ما سيجبر فرنسا على شراء الكهرباء من الخارج.

تطور الأسطول النووي في فرنسا

في سياقٍ متصل، قدّرت شبكة نقل الكهرباء في فرنسا "آر تي إي" أنّ توافر الأسطول النووي "يتطور وفقًا لتوقعات الأشهر الأخيرة".

فقد ازداد توافر المفاعلات النووية الأسابيع الأخيرة، في أدنى مستوياته خلال صيف عام 2022 بسبب عمليات الصيانة والإصلاح، بحسب ما نقلته صحيفة "لونيون" الناطقة باللغة الفرنسية (L'Union).

إغلاق المزيد من المفاعلات النووية يهدد الكهرباء في فرنسا
مفاعلات نووية تابعة لشركة كهرباء فرنسا - أرشيفية

وخلال شهر فبراير/شباط، وصلت المفاعلات النووية إلى 45 غيغاواط، أي "ثلاثة أرباع الطاقة القصوى للأسطول"، من إجمالي القدرة المركبة التي تبلغ 61.4 غيغاواط.

هذا التوافر خلال فصل الربيع سيعتمد على "العديد من أوجه عدم اليقين"، وعلى وجه الخصوص المناخ الاجتماعي، ولكن يجب أن يتطور "في مستويات أعلى قليلًا من تلك التي كانت في العام الماضي"، وفق ما أكدته الشركة.

ففي نهاية يناير/كانون الثاني 2023، تسبّبت حركة إضراب في شركة كهرباء فرنسا (إي دي إف) ضد مشروع إصلاح المعاشات التقاعدية بتخفيض الأحمال في محطات الكهرباء بما يقرب من 3 آلاف ميغاواط، أي ما يعادل 3 مفاعلات نووية، ولكن دون التسبب في انقطاع.

إمدادات الكهرباء في فرنسا

في غضون ذلك، انتقل خطر حدوث توترات على شبكة الكهرباء في فرنسا لبقية فصل الشتاء من "متوسط" إلى "منخفض"، وفقًا لشبكة نقل الكهرباء في فرنسا "آر تي إي"؛ ما يزيل المزيد من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي في البلاد.

وقدّرت "آر تي إي" -في آخر تحديث أصدرته يوم 24 فبراير/شباط 2023- أن "التحديث في منتصف فبراير/شباط لنهاية الشتاء يؤكد فرضية الأشهر الأخيرة: لقد قُضِيَ الآن على المخاطر المتعلقة بأمن إمدادات الكهرباء إلى حدّ كبير".

ووجدت فرنسا أخيرًا سيناريو مناسبًا، بعد الخوف في البداية من انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الشتاء، حسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، ونقلتها صحيفة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية (Le Nouvel Observateur).

ويرجع الفضل في ذلك -إلى حدٍ كبير- لانخفاض استهلاك الكهرباء بنسبة 9% في المتوسط خلال الأسابيع الـ 4 الماضية، مقارنةً بالمتوسط المرجعي.

"التحسن في الوضع ينعكس من الناحية الاقتصادية، مع انخفاض أسعار الكهرباء والغاز بشكل كبير في الأشهر الأخيرة"، وفقًا لما أكدته "آر تي إي".

مخزونات الغاز في فرنسا

بالنسبة لمخزونات الغاز في فرنسا، فهي لا تواجه أيّ صعوبات؛ إذ تُعدّ ممتلئة بنسبة 46%.

فقد قالت رئيسة شركة إنجي، كاثرين ماكغريغور: "لقد تمكنّا من قضاء هذا الشتاء في ظروف مُرضية"، مع الاعتراف "بأن المناخ ساعدَنا قليلًا".

وأضافت -في تصريحات نقلتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية-:"صحيح أنه في فبراير/شباط 2022، كنا نقول، إننا لن نجتاز الشتاء، لكننا اتخذنا جميعًا عددًا معينًا من الإجراءات، سواء فيما يتعلق بأمن الإمدادات، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالطلبات المتعلقة بدعوات ترشيد الاستهلاك".

ووفقًا لتوقعات المجموعة، "سننجح مرة أخرى في اجتياز الشتاء المقبل"، من 2023 إلى 2024.

إلّا أن ماكغريغور أوضحت أن هذا "لا يعني أننا يجب أن نتراخى في جهودنا لأن الأحجام الروسية قد أزيلت بالفعل من إنتاج الغاز العالمي؛ لذلك يجب أن نستمر في توخّي الحذر".

الطاقة المائية في فرنسا

أمّا بالنسبة للسدود، فقد بلغ معدل الملء هذا الأسبوع 51%، وهو أقلّ بقليل من المتوسطات المعتادة.

وإذا كان الوضع لا يبعث على القلق بعد، فإن قلة الأمطار يُمكن أن تشكّل مشكلة حقيقية في الأسابيع المقبلة.

وأكدت "آر تي إي" أن "الجفاف المستمر منذ بداية عام 2023 يستدعي إدارة متأنية للمخزون المائي خلال الأسابيع المقبلة من أجل الحفاظ على إمكانات المرونة الكافية للأشهر المقبلة".

وتواجه فرنسا خطر الجفاف على نحوٍ متزايد، إذ قد تشهد البلاد العديد من القيود على المياه بدءًا من شهر مارس/آذار، وهو سيناريو غير مسبوق في وقت مبكر جدًا من العام.

جاء ذلك بعد رقم قياسي جديد بلغ 32 يومًا دون مطر وشتاء جاف للغاية، ما عرّض للخطر تجديد موارد المياه الجوفية، التي استُنفدت بسبب الجفاف التاريخي في عام 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق