غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

انهيار صفقة تطوير حقل غاز المنصورية العراقي (فيديو)

الطاقة

فجّر تقرير حديث مفاجأة من العيار الثقيل بانهيار صفقة تطوير حقل غاز المنصورية في محافظة ديالي، بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية.

كان من المقرر تطوير الحقل، الذي يعوّل عليه العراق في تأمين احتياجاته من الغاز لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء التي تعاني من جراء نقص الإمدادات الإيرانية، على يد شركة سينوبك الصينية.

أشار التقرير- الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن انهيار صفقة تطوير حقل غاز المنصورية جاء بعد مطالب الشركة الصينية بإجراء تغييرات جوهرية على العقد الذي منحته الحكومة السابقة.

تفاصيل الأزمة

سيمثّل إنهاء صفقة تطوير حقل غاز المنصورية انتكاسة لجهود العراق لتطوير إمدادات الغاز المحلية، وزيادة المواد الأولية لتوليد الكهرباء، وتقليل الاعتماد على واردات الغاز غير الموثوقة والمكلفة من إيران.

وقال مسؤول كبير بوزارة النفط: إن "سينوبك طلبت بعض التغييرات في عقد المنصورية فيما يتعلق ذروة الإنتاج والنموذج الاقتصادي".

حقل غاز المنصورية
مقرّ وزارة النفط العراقية

وأضاف: "هذه ليست تعديلات مشجعة جدًا بالنسبة لوزارة النفط"، حسبما ذكر موقع عراق أويل ريبورت (IRAQ OIL REPORT).

يُلزم عقد تطوير الحقل، الذي وُقِّعَ بالأحرف الأولى من الشركة الصينية، المقاول بالإنتاج التجاري الأول بمعدل لا يقلّ عن 100 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الجاف يوميًا في غضون 4 سنوات من تاريخ نفاذ العقد، وتحقيق هدف إنتاج الذروة البالغ 300 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الجاف في غضون 7 سنوات من تاريخ نفاذ العقد.

وأشار التقرير إلى أن ردّ فعل الوزارة الأوّلي على اقتراح سينوبك كان سلبيًا للغاية، لدرجة أن العديد من مسؤولي النفط العراقيين ومسؤولي الصناعة توصّلوا إلى أن الصفقة ميتة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون بقطاع النفط العراقي أن أيًا من الجانبين لم يقرر رسميًا إنهاء الصفقة بعد.

وشدد مسؤول آخر: "صفقة سينوبك لتطوير حقل المنصورية الغازي انهارت بالكامل تقريبًا"، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة.

إعادة الطرح من جديد

تدرس وزارة النفط العراقية خطة احتياطية لطرح حقل الغاز العملاق في جولة تراخيص تعاقدية جديدة.

وحال عدم استكمال صفقة سينوبك، فإنها ستكون المرة الثانية التي يعيد فيها العراق مشروع تطوير حقل غاز المنصورية للمربع صفر من جديد، وذلك بعد سحبه في 2020 من تحالف تقوده شركة تباو التركية، وإعادة طرحه من جديد.

ويعدّ حقل المنصورية الغازي غير المطوّر ثاني أكبر حقل غاز في العراق، ومحفور فيه بئران منذ ثمانينيات القرن الماضي.

تُقدَّر احتياطيات حقل غاز المنصورية بنحو 4.5 تريليون قدم مكعبة قياسية، وهو ثاني أكبر حقل غازي بعد حقل عكّاز في محافظة الأنبار.

كان وزير النفط العراقي السابق إحسان عبدالجبار قد أكد في تصريحات على هامش توقيع اتفاقية تطوير حقل المنصورية مع سينوبك، أن الاستثمار الأولي للحقل سيكون بطاقة 300 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وأشار إلى أن تطوير الحقل سيوفر غازًا لتشغيل ما يقرب من 1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، موضحًا أن نفط البصرة ستوفر الدعم التقني والمالي والفني، بينما ستوفر محافظة ديالي البيئة الآمنة للشركة الصينية لاستثمار الحقل.

أزمات حقل المنصورية

لم تكن هذه المرة الأولى التي يثار فيها الحديث حول أزمة حقول الغاز في العراق، وفي مقدّمتها حقل المنصورية، إذ هاجمت وسائل إعلام وزارة النفط بسبب التلكؤ في تطوير المشروعات.

وعرضت وزارة النفط العراقية في بيان سابق لها مخططًا زمنيًا لتطورات أزمة حقل غاز المنصورية، موضحة أن الهدف من المشروع تأمين الاحتياجات المحلية من الغاز، بهدف تزويد محطات الطاقة الكهربائية العاملة بوقود الغاز، إضافة إلى تقليل الاستيراد من دول الجوار، وتعظيم الإيرادات المالية، وتوفير فرص العمل، وتنشيط الحركة الاقتصادية في المحافظة.‎

حقل غاز المنصورية
من مراسم توقيع اتفاقية تطوير حقل غاز المنصورية مع شركة سينوبك - الصورة من وزارة النفط العراقية

وأشارت إلى أن الحقل عُرِضَ ضمن جولة التراخيص الثالثة 2010، وفاز عام 2010 ائتلاف شركات "تباو التركية، كويت إنرجي، كوكاز الكورية"، وتعذَّر على الشركات المباشرة بعمليات التطوير، بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها المحافظة عام 2014.

‎وأضافت وزارة النفط العراقية: "لأهمية الحقل في الإستراتيجية الوطنية لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي، وعلى وجه الخصوص، التوسع في توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بوقود الغاز الطبيعي، طُرِحَ حقل المنصورية الغازي للتنافس استنادًا إلى قرار مجلس الوزراء المرقّم (270) لسنة 2019 لتطوير حقل غاز المنصورية بالجهد الوطني، وبمشاركة إحدى الشركات العالمية المؤهلة (51% شركة نفط الوسط و49% الشركة الأجنبية)، واعتماد العقد المعياري لجولة الحقول الحدودية (الجولة الخامسة) وفق مبدأ المشاركة بالربح.

وأوضحت أنه بناءً على ذلك، شرعت وزارة النفط بتنظيم جولة للتنافس لتطوير حقل المنصورية الغازي، واتُّخِذَت الإجراءات الأصولية بهذا الخصوص؛ إذ تضمنت الخطوات اختيار عدد من الشركات العالمية المؤهلة ودعوتها للمشاركة بتطوير الحقل، وعددها 16 شركة، أبدت 9 منها رغبتها في المشاركة بتطوير الحقل، أبرزها "بتروفاك، سينوك، غازبروم، توتال، سينوبك، بي بي إل آسيا، جيرا إنرجي غروب.

وذكرت وزارة النفط العراقية أنه، بتاريخ 31 مارس/آذار 2021، وبحسب وثيقة المناقصة النهائية، حُدِّد يوم 20 أبريل/نيسان 2021 موعدًا لفعالية التنافس، والتي أسفرت عن إحالة المشروع على الشركة التي قدّمت العطاء الأقلّ، وهي شركة (سينوبك) الصينية، التي تتقاسمها شركة نفط الوسط بنسبة (51%) وشركة سينوبك بنسبة (49%)، وفق قرار مجلس الوزراء.

ووُقِّعَ العقد بالأحرف الأولى في يناير/كانون الثاني 2022 بين دائرة العقود والتراخيص النفطية التابعة لشركة النفط الوطنية العراقية وبين وشركة (سينوبك) الصينية، ويُعَدّ هذا عقدًا أوليًا، يتطلب الحصول على موافقة لجنة الطاقة الوزارية، ومجلس الوزراء الجديد، بعدها يجري التوقيع النهائي من قبل شركة نفط الوسط وشركة "سينوبك الصينية" من أجل تفعيل العقد، والشروع في عمليات التطوير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق