كهرباءتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

انتشار الهيدروجين الأخضر في المملكة المتحدة يتوقف على أنابيب الغاز (دراسة)

تكلفة النقل عبر الأنابيب أقل

رجب عز الدين

تتجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في المملكة المتحدة إلى ترسيخ أقدامها عامًا بعد عام، في إطار إستراتيجية حكومية طموحة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وأوصت دراسة حديثة -أعدتها شركة "هيدروجين يو كا" المتخصصة- بسرعة بناء البنية التحتية لمشروعات الهيدروجين النظيف وتهيئتها عبر استغلال شبكة أنابيب الغاز الطبيعي الحالية واستكمالها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة.

وبحسب الدراسة المنشورة على الموقع الإلكتروني للشركة، فإن مشروعات الهيدروجين الأخضر في المملكة المتحدة أصبحت مهمة للغاية لضمان أمن الطاقة وإزالة الكربون، لكن ذلك يتوقف على تسريع نشر شبكات الهيدروجين في جميع أنحاء المملكة.

وتؤكد الدراسة أن امتلاك المملكة المتحدة شبكة هيدروجين قوية سيخفّف الضغوط المتزايدة على شبكات الكهرباء التقليدية الضعيفة بحلول عام 2030، كما سيخفّض تكاليف إمدادات الطاقة في المستقبل.

خطة لإنتاج 10 غيغاواط 2030

تستهدف حكومة المملكة المتحدة الوصول إلى إنتاج 10 غيغاواط من الكهرباء عبر الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وفقًا لموقع إنرجي نيوز المتخصص (Energy news).

كما تخطط لإحلال الهيدروجين الأخضر النظيف محل الغاز الطبيعي في قطاعات الطهي والتدفئة بنسبة 20% إلى 30% على الأقل بحلول نهاية العقد الحالي.

ويُنظر إلى الهيدروجين الأخضر بوصفه البديل الأنسب لإزالة الكربون من قطاع الطاقة الأحفوري، وغالبًا ما يُروّج له بوصفه بديلًا للغاز الطبيعي المستعمل في قطاعات الصناعة والمنازل.

وتستند أغلب مشروعات الهيدروجين الأخضر إلى افتراضات علمية مستقرة بإمكان نقله وتخزينه عبر خطوط الأنابيب المستعملة في نقل الغاز الطبيعي حاليًا، مع تعديلات فنية طفيفة على الشبكة المتكاملة.

توصيات إلى الحكومة

الهيدورجين الأخضر
رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك - الصورة من موقع scottish daily express

قدّمت شركة "هيدروجين يو كا"، المتخصصة في تجارة الوقود الأخضر، عدة توصيات إلى حكومة المملكة المتحدة لتسريع انتشار الهيدروجين الأخضر وتعزيز إسهامه في اقتصاد المملكة.

وتضم توصيات الدراسة، إنشاء هيئة إستراتيجية عليا لتسهيل التنسيق بين مشروعات البنية التحتية لشبكات إمداد الهيدروجين وتخزينه عبر الأقاليم المكونة للمملكة.

كما تشمل التوصيات ضرورة الحصول على دعم سياسي واضح لبناء خطوط أنابيب متكاملة لنقل الهيدروجين بصورة شاملة على مستوى أرجاء المملكة.

وتنصح الشركة بضرورة وضع سياسة صناعة وطنية متكاملة لخفض الانبعاثات وإزالة الكربون من جميع القطاعات الصناعية، الرئيسة والفرعية في المملكة البريطانية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتضم المملكة المتحدة 4 أقاليم كانت تتبع التاج البريطاني قديمًا، وهي: إنجلترا، وويلز، وإسكتلندا، وأيرلندا الجنوبية.

وتتمتع الأقاليم الثلاثة (ويلز، وإسكتلندا، وأيرلندا الجنوبية) بوضع استقلال داخلي فقط يشبه الحكم الذاتي، لكنها لا تتمتع بحرية التواصل مع الخارج، إلا بعد أخذ الإذن من حكومة التاج البريطاني التي تتخذ من لندن مقرًا لها.

وتركّز حكومة المملكة المتحدة على زيادة إسهام الهيدروجين في مزيج الطاقة الوطني بصورة كبيرة خلال العقد الحالي وما بعده.

وتقول شركة "هيدروجين يو كا"، إن الهدف الطموح لحكومة المملكة بإنتاج 10 غيغاواط من الكهرباء عبر الهيدروجين بحلول 2030 لا يمكن تحقيقه إلا عبر تطوير شبكات الهيدروجين بنسبة 100%.

النقل عبر الأنابيب أرخص

توصي الدراسة باستعمال شبكات الغاز الطبيعي الحالية في نقل الهيدروجين بعد إجراء التعديلات الفنية عليها، مع زيادة هذه الشبكة ومدها بخطوط أطول، قادرة على ربط الأصول المعزولة جغرافيًا داخل حدود المملكة المتحدة.

وتستند الشركة إلى دراسات علمية عديدة، تؤكد الجدوى الاقتصادية الكبيرة لخطوط الأنابيب في نقل كميات كبيرة من الهيدروجين عبر مسافات طويلة، مقارنة بالصهاريج والخزانات محدودة السعة، وكذلك الكابلات الكهربائية.

وتزيد تكلفة نقل الكهرباء عبر خطوط الكهرباء الطويلة، بمعدل 8 مرات عن تكلفة نقلها عبر الأنابيب، وفقًا لتفاصيل دراسة "هيدروجين يو كا" التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتمتع المملكة المتحدة بشبكة بنية تحتية رائدة على مستوى العالم في مجال نقل الغاز الطبيعي تمتد عبر 284 ألف كيلومتر، وتوفّر حاليًا 900 تيراواط/ساعة من الطاقة سنويًا عبر نقل الغاز الطبيعي.

كما تتسم هذه الشبكة بدرجة ثقة عالية تفوق 99% من ناحية ضمان استمرار تدفق إمدادات الغاز وندرة انقطاعها.

نتيجة لذلك، ارتفعت نسبة المنازل المتصلة بالغاز الطبيعي في المملكة إلى 85% حتى عام 2022، وتعتمد المنازل على الغاز في أغراض الطهي والتدفئة بصورة أساسية.

استبدال خطوط الغاز القديمة

توفر هذه الشبكة فرصة كبيرة لوصول الهيدروجين الأخضر النظيف -المرشح الأقرب لخلافة الغاز الطبيعي- إلى غالبية السكان في المملكة المتحدة بسهولة أكبر من دول أخرى.

وأطلقت بريطانيا -منذ سنوات- برنامجًا لاستبدال شبكات جاهزة لنقل الهيدروجين بخطوط أنابيب الغاز القديمة، باستثمارات تصل إلى 28 مليار جنيه إسترليني (33.7 مليار دولار).

(الجنيه الإسترليني = 1.2 دولارًا أميركيًا)

وأصبحت 75% من خطوط أنابيب الغاز جاهزة لنقل الهيدروجين بداية من عام 2022، ومن المتوقع أن يكتمل برنامج الاستبدال كاملًا بحلول عام 2032، وفقًا لتقديرات شركة "هيدروجين يو كا".

وتُعدّ شركة "هيدروجين يو كا" أكبر مجموعة بريطانية متخصصة في تجارة الهيدروجين، وأكثرها نفوذًا وصلة بدوائر صنع القرار في المملكة المتحدة.

وسبق للشركة أن أصدرت تقريرًا متخصصًا عن تخزين الهيدروجين في المملكة المتحدة نُشر في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وينتج الهيدروجين النظيف في الغالب عبر طريقتيْن الأولى تعتمد على حرق الوقود الأحفوري، والأخرى تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة لا سيما طاقتي الشمس والرياح.

مشروعات الرياح فرصة للهيدروجين

الهيدروجين الأخضر
توربينات رياح في المملكة المتحدة - الصورة من موقع ويند يوروب

تتمتع المملكة المتحدة بميزة نسبية كبيرة في مشروعات طاقة الرياح البحرية بالمقارنة بالدول الأوروبية، بالإضافة إلى الصين، ثاني اقتصاد وأكبر بلد من حيث السكان في العالم.

وأسهم قطاع مزارع الرياح في توفير 21.4% من إجمالي إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة عام 2021، في حين بلغ إسهامه في مزيج الكهرباء في إنجلترا -فقط- قرابة 62.1%، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتطمح الحكومة البريطانية إلى مضاعفة إنتاج الكهرباء من الرياح 4 مرات من 10 إلى 50 غيغاواط بحلول 2050، ما يمثّل فرصة أمام مشروعات الهيدروجين المعتمدة على الطاقة المتجددة.

وتقول شركة هيدروجين يو كا، إن التوسع في مشروعات طاقة الرياح البحرية يمثّل فرصة كبيرة أمام إنتاج الهيدروجين النظيف، إذ يمكن استغلال الطاقة الزائدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق