التقاريرتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

محطة فريبورت الأميركية تشهد تزاحمًا للناقلات.. وقلق بين سكان تكساس

تقرير يتوقع إرجاء استئناف الإسالة حتى مارس المقبل

هبة مصطفى

بدأت الناقلات تتوافد إلى محطة فريبورت الأميركية، تمهيدًا لتحميل شحنات الغاز الطبيعي المسال فور استئناف التشغيل، ورغم مرور ما يقارب 8 أشهر منذ توقّفها عن العمل في يونيو/حزيران الماضي (2022) فإن اعتبارات السلامة ما زالت المسيطر الأكبر على سكان ولاية تكساس.

وفي الوقت الذي رست خلاله الناقلة "كمارين دياموند" على أحد أرصفة المحطة، أعرب قاطنو ولاية تكساس عن شكوكهم في قدرة الإصلاحات التي خضعت لها المحطة في منع تكرار مثل هذه الحوادث التي تجعلهم عرضة للانبعاثات، وفق ما نشرته رويترز.

وتعرضت محطة فريبورت، وهي ثاني أكبر المنشآت الأميركية لتصدير الغاز المسال لانفجار وحريق في يونيو/حزيران الماضي، أدى إلى توقّف عمل المحطة منذ ذلك الحين، ولم تنجح محاولات إعادة تشغيلها حتى الآن، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

مخاوف السلامة

واجه سكان ولاية تكساس منظمي الطاقة وأعضاء إدارة سلامة المواد الخطرة في خطوط الأنابيب بمخاوفهم من استئناف تشغيل محطة فريبورت الأميركية.

محطة فريبورت الأميركية
الناقلة كمارين دياموند - الصورة من LNG Hrvatska

وقال المدير الإقليمي للإدارة، بريان ليثكو، إن إرجاء استئناف التشغيل قد يمتد لأشهر دون تحديد مدة زمنية واضحة، ورغم ذلك يبحث سكان الولاية عن دلائل تضمن إجراء متابعة دقيقة لإصلاحات المحطة وتأثير انبعاثاتها التي أُطلقت مع الحريق والانفجار في صحّتهم.

وكانت تقارير قد أكدت إطلاق 10 آلاف رطل من انبعاثات غاز الميثان المصاحب لعمليات الغاز الطبيعي بالمحطة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم مما تشكّله المحطة من مورّد رئيس للغاز المسال الأميركي إلى أوروبا في ظل أزمة طاقة طاحنة، فإنه منذ إعلان توقّف عملها إثر الحريق قبل 8 أشهر، خضعت المحطة لعمليات إصلاح دون استئناف للتشغيل حتى الآن.

وبين الحين والآخر، يسمح مشغّلو المحطة بتمرير تدفقات الغاز الطبيعي إليها لضمان استمرار تشغيل بعض الأنظمة.

تأهب الناقلات

استقبلت محطة فريبورت الأميركية أولى الناقلات المعنية بتحميل شحنات الغاز المسال منذ تعرّضها للإغلاق في يونيو/حزيران الماضي، واستقرت الناقلة "كمارين دياموند" على واحد من رصيفَي التحميل بالمحطة.

وكانت شركة النفط البريطانية بي بي قد استأجرت الناقلة -التي تتسع لنحو 155 ألف متر مكعب- لتحميل الشحنات المتعاقَد عليها مع المحطة الأميركية، وتأهبت الناقلة للتحميل منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، لدى توارد الأنباء حول استئناف التشغيل.

وتواردت أنباء حول تحميل الناقلة "كمارين دياموند" الإمدادات المتاحة في مرافق التخزين الملحقة بالمحطة والمنتجة قبيل انفجار يونيو/حزيران العام الماضي، طبقًا لما نشرته صحيفة إل إن جي برايم (LNG Prime).

ولم تكن الناقلة "كمارين دياموند" وحدها تترقب اقتناص شحنات محطة فريبورت، إذ تتزاحم 3 ناقلات إضافية بالقرب من المحطة في انتظار تحميل الشحنات، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتزوّد المحطة شركات وسيطة (مورّدين) بكميات من الغاز المسال لنقلها، من ضمنهم: (جيرا اليابانية، أوساكا غاز اليابانية أيضًا، إس كيه إي أند إس الكورية الجنوبية، وتوتال إنرجي الفرنسية، بجانب شركة النفط البريطانية بي بي).

قدّرت شركة "أوساكا غاز" اليابانية ارتفاع خسائرها جراء توقُّف نقل الإمدادات من محطة فريبورت الأميركية منذ أشهر عدّة -حتى نهاية العام المالي في مارس/آذار المقبل- بنحو 149.5 مليار ين ياباني، وفق ما ورد في بيان للشركة.

(1 ين ياباني = 0.0076 دولارًا أميركيًا)

مستويات الطلب والخسائر

من المحتمل إرجاء تشغيل محطة فريبورت الأميركية إلى شهر مارس/آذار المقبل 2023، كما شملت التوقعات قدرتها على معالجة 2.1 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، وتصدير 15 مليون طن من الغاز المسال في أعقاب التشغيل، بحسب تقديرات "ريستاد إنرجي".

ويخشى محللون ارتفاع أسعار الغاز فور تشغيل المحطة إثر نمو الطلب على الإمدادات الأميركية، لكن معطيات السوق الأوروبية والهدوء النسبي للطلب على الغاز خلال فصل الشتاء ومستويات التخزين الجيدة خففت حدّة مخاوف الأسعار، وفق صحيفة ذي ناشيونال نيوز (The National News).

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات الغاز المسال من المحطات الأميركية -ومن بينها فريبورت- إلى أوروبا، خلال الربع الأول من العام الماضي (2022):

محطة فريبورت للغاز المسال
صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا

وتعدّ المحطة مزودًا رئيسًا إلى أوروبا منذ اندلاع الحرب الأوكرانية وفرض عقوبات على روسيا، إلّا أن حريق يونيو/حزيران الماضي عطّل هذه الجهود.

وتُشير التوقعات إلى أن غالبية شحنات الغاز المسال المنتجة من المحطة الأميركية عقب التشغيل قد تتخذ من أوروبا وجهة لها، رغم التوقعات بمواجهة سوق الغاز العالمي قيود أوسع نطاقًا خلال العام الجاري (2023) مع تعافي الاقتصادات الآسيوية -خاصة الصين- من تداعيات جائحة كورونا.

ويشكّل العام الجاري (2023) تحديًا حقيقيًا لدى الدول الأوروبية عقب تخلّيها عن تدفقات الغاز الروسي، ومن المتوقع أن تكشف الأشهر المقبلة ما إذا كانت تدفقات الغاز المسال من محطة فريبورت الأميركية وغيرها كافية لتلبية الطلب، أم لا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق