التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

باحث هندي: الغرب يمارس العبودية المناخية على دول أفريقيا

يفرض على دول القارة الفقيرة الكف عن تطوير ثرواتها من النفط والغاز

حياة حسين

تخرج مطالبات الدول الغنية للفقيرة في أفريقيا بالتوقف عن تطوير مشروعات النفط والغاز عن المنطق، وتصل إلى حدّ نوع جديد من الاستعمار، أو العبودية المناخية، وفق باحث هندي مهتم بشؤون البيئة.

ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، طالب المبعوث الرئاسي الأميركي للمناخ جون كيري جمهورية الكونغو الديمقراطية بإلغاء مزاد لتطوير بعض المناطق التي تضم مربعات نفطية، كونها وقودًا أحفوريًا.

ووصف الباحث الهندي فيجاي جاياراج، المطلب الأميركي -والذي لا يختلف عن الموقف الأوروبي وكل الدول الغربية- بأنه نوع من العبودية المناخية، التي ترغب في ممارستها على تلك الشعوب الفقيرة، وفق مقال نشره في موقع ديلي كولر (Daily Caller).

ولا يستفزّ الموقف الغربي بشأن مشروعات الوقود الأحفوري الباحث الهندي فحسب، فقد عبّر قادة ومسؤولون أفارقة مرارًا عن استيائهم من تلك المطالب، خاصة في المدة السابقة لقمة المناخ كوب 27، التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أزمة تغير المناخ

بدأت حقبة العبودية المناخية مع تصاعد أزمة تغير المناخ، ومعها مطالبات الغرب للدول المختلفة بالتوقف عن تطوير مشروعات الوقود الأحفوري، وهي "ما تعدّ سياسات همجية تنكر فرص النمو على دول هي الأفقر في أفريقيا"، وفق الباحث الهندي فيجاي جاياراج.

وعلى سبيل المثال، تعني مطالبة المبعوث الرئاسي الأميركي للمناخ للكونغو الديمقراطية بإلغاء مشروعات نفطية، المزيد من التلوث والتدهور الصحي، نتيجة الاعتماد على وقود الطهي الرديء، مثل حرق الفحم.

وقال الباحث في مقاله، ساخرًا: "مرحبًا بالاستعمار المناخي والعبودية المناخية في أفريقيا في القرن 21".

وذكر الباحث بعض إحصاءات البنك الدولي لعام 2019، التي أشارت إلى أن 41% من شعوب دول أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في فقر مدقع.

وأضاف البنك الدولي أن فقراء أفريقيا يعانون نقصًا في الاحتياجات الرئيسة، مثل: الماء النظيف، الكهرباء، وقود الطهي، إضافة إلى خدمات الرعاية الصحية.

وأوضح البنك أن ضعف اقتصادات القارة السمراء يتحالف مع هشاشة البنية التحتية، ليعوقا فرص التعليم والحصول على وظائف، ما يفاقم من معدلات الفقر في بلدان أفريقيا.

فقر مدقع بالكونغو

يعيش 60 مليون مواطن في الكونغو الديمقراطية الأفريقية، أو ما يعادل 63% من السكان في فقر مدقع، ما يعني أن الفرد يعيش بأقلّ من 2.15 دولار في اليوم، وفق معيار البنك الدولي.

العبودية المناخية
الفقر في أفريقيا - الصورة من "بينزا كينيا"

وذكر البنك الدولي أن 23% فقط من السكان في الدولة الأفريقية يحصلون على الكهرباء.

وأشارت إحصائية البنك الدولي في 2019 إلى أن واحدة من أكبر المشكلات الصحية التي تواجهها جمهورية الكونغو الديمقراطية ناجمة عن الاعتماد على وقود طهي قذر.

و90% من سكان الكونغو يعتمدون على حرق الفحم في الطهي، وينتج عن ذلك ارتفاع مستويات تلوث الهواء، ما يهدد الصحة العامة.

كما يضطر كثير من الفتيات والنساء إلى البحث عن الخشب لحرقه بغرض استعماله في الطهي، ما يحرمهنّ من فرص تلقّي التعليم، وتطوير مهاراتهن التي تكون ذات قيمة اقتصادية للدولة، وفق الباحث الهندي.

وأشار الباحث الهندي في مقاله إلى أن عدم توفر وقود الطهي النظيف في الكونغو الديمقراطية يدفع إلى قطع الأشجار، أي زيادة التدهور البيئي.

وخمّنت إحصاءات دولية أن حرق الأخشاب والفحم والمخلّفات الحيوانية (الروث) بغرض الطهي يتسبب في موت 4.3 مليون شخص سنويًا على مستوى العالم.

مناقصة النفط والغاز

تخطط حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى إتاحة مزيد من النفط والغاز لشعبها، ليحلّا محل الوقود الملوث للبيئة والمدمر للصحة، الذي يعتمد عليه غالبية السكان، لذلك طرحت مناقصة في نهاية 2022 لتطوير نحو 30 مربعًا للنفط والغاز، وفق الباحث الهندي فيجاي جاياراج.

وأثارت خطوة الدولة الأفريقية انتقادات واسعة على مستويات عدّة، بدءًا بالولايات المتحدة، مرورًا بمنظمة الأمم المتحدة، وصولًا لعدد من وسائل الإعلام المعادية للوقود الأحفوري.

وقال الباحث الهندي فيجاي جاياراج، إن تخلّي الكونغو الديمقراطية عن تطوير مشروعات النفط والغاز يعني مزيدًا من الفقر والمرض تحت ضغوط من ممارسي العبودية المناخية الحديثة.

وأوصى الباحث البلد الأفريقي، وكل الدول النامية، بعدم الخضوع لتلك الضغوط، ومواصلة المقاومة، موضحًا أن الحكومات التي تستجيب لضغوط ممارسي العبودية المناخية تحرم شعوبها من توفير وقود طهي رخيص ونظيف.

وأشار إلى أن مؤسسات عالمية، مثل البنك الدولي، تدعم انتقال الدول النامية إلى استعمال الغاز وقودًا للطهي.

وخصص البنك الدولي 500 مليون دولار لتمويل هذا التحول، واستفادت دول آسيوية من هذا التمويل، مثل باكستان والهند، اللتين تحول نحو مليار من مواطنيهما إلى استعمال مواقد الغاز في الطهي.

يُذكر أن رئيس السنغال ماكي سال كان قد أطلق تصريحات عنيفة بهذا الشأن في 2022، قبل موعد عقد قمة المناخ كوب 27، وأصدر إستراتيجية مناهضة لهذا الاتجاه، تستهدف البدء في استغلال ثروات بلاده من النفط والغاز، العام المقبل (2023).

وقال: "إن هذا الأمر ليس عادلًا"، في إشارة إلى ضغوط الغرب للتخلّي عن مشروعات الوقود الأحفوري لعلاج تغير المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق