التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

سفينة تنقيب روسية مثيرة للجدل في جنوب أفريقيا.. هل تنجح مهمتها؟

دينا قدري

تسببت سفينة استكشاف روسية كانت تبحث عن النفط والغاز الطبيعي في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، باندلاع احتجاجات من قبل نشطاء حماية البيئة في جنوب أفريقيا.

إذ وصلت سفينة الاستكشاف القطبية "أكاديميك ألكسندر كاربينسكي" -كما هو مقرر- إلى ميناء كيب تاون صباح أمس السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

ورفع العديد من أعضاء حركة "التمرد ضد الانقراض" البيئية لافتات كُتب عليها "ارفعوا أيديكم عن أنتاركتيكا"، واصفين المسوحات الجيولوجية بأنها تنتهك معاهدة تحظر التنقيب في المنطقة.

انتهاك معاهدة أنتاركتيكا

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تظاهر عشرات المحتجين من منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) وحركة التمرد ضد الانقراض في الميناء، قائلين، إن المسوحات الزلزالية للسفينة في أنتاركتيكا تشكّل تهديدًا للحياة البحرية في المنطقة، وتنتهك معاهدة أنتاركتيكا لعام 1959.

إذ يحظر تعديل عام 1998 على معاهدة أنتاركتيكا -التي تضم 55 دولة، ووقّعتها كل من روسيا وجنوب أفريقيا- جميع عمليات التنقيب عن المعادن واستخراجها في المنطقة.

سفينة تنقيب روسية تثير الاحتجاجات في جنوب أفريقيا
سفينة الاستكشاف الروسية - الصورة من وكالة رويترز

وقالت ممثلة "التمرد ضد الانقراض" كاسي غودمان، إن حكومة جنوب أفريقيا متواطئة في الضرر البيئي بالسماح للسفينة الروسية بالرسو.

وتتمتع حكومة الرئيس سيريل رامافوزا بعلاقات ودّية مع روسيا، وتقول جنوب أفريقيا، إنها محايدة بشأن الصراع في أوكرانيا، وامتنعت عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة بشأن الحرب.

وقد زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جنوب أفريقيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تُجري الدولتان مع الصين تدريبات عسكرية مشتركة على الساحل الشرقي للدولة الأفريقية، في المدّة ما بين 17 و27 فبراير/شباط.

احتياطيات النفط والغاز في أنتاركتيكا

من جانبها، أكدت شركة التنقيب الروسية المملوكة للدولة "روس جيو" -التي تدير سفينة "أكاديميك ألكسندر كاربينسكي"- أنها تُجري أبحاثًا في الجزء المخصص لروسيا من القارة القطبية الجنوبية منذ عام 1970 للتنقيب عن النفط والغاز.

وفقًا لـ"روس جيو"، تشير أعمال التنقيب الروسية قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية إلى احتياطيات محتملة من النفط والغاز تبلغ 70 مليار طن متري، أو نحو 513 مليار برميل، ومع ذلك، ليس من الواضح مقدار ما يمكن استخراجه اقتصاديًا.

على الرغم من التكهنات حول ثروات النفط في القطب الجنوبي التي لم يُستَكشَف إلّا القليل منها، فإن إمكانات موارد المنطقة ما تزال غير مثبتة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

لم تُظهر بعد -رسميًا على الأقلّ- حفنة من الآبار الطبقية الضحلة والأعمال الزلزالية المكثفة، علامات قوية على إمكانات نفطية كبيرة.

وخلصت دراسة أجراها خبير هيئة المسح الجيولوجي الأميركية جون كينغستون عام 1992 إلى أن إجمالي الموارد النفطية القابلة للاستخراج في أنتاركتيكا يمكن أن يبلغ نحو 19 مليار برميل من النفط و106 تريليونات قدم مكعّبة من الغاز، بناءً على ظروف "الاستخراج الطبيعي".

وبالنظر إلى الصعوبات الفنية التي تواجه مشروعات النفط في بيئة القطب الجنوبي النائية والمحددة بالجليد، فقد قدّرت الدراسة أن الحقول ذات النطاق التجاري التي لا تقلّ عن 500 مليون برميل من المرجح أن يبلغ مجموعها 6 مليارات برميل و32 تريليون قدم مكعّبة فقط.

سفينة تنقيب روسية تثير الاحتجاجات في جنوب أفريقيا
احتجاجات نشطاء البيئة ضد السفينة الروسية - الصورة من حساب وكالة أنباء "غراوند أب"

أول مسوحات زلزالية منذ التسعينيات

أطلقت شركة "روس جيو" مسوحات زلزلية في بحر ريسر لارسن، قبالة ساحل كوين مود في أنتاركتيكا مطلع عام 2020، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وكانت هذه هي أول عمليات تُجريها روسيا في المنطقة منذ أواخر التسعينيات، بغرض تقييم إمكانات النفط والغاز البحرية في المنطقة باستعمال أحدث التقنيات، وفق ما أكدته الشركة الحكومية.

على عكس القطب الشمالي المفتوح لاستكشاف النفط والغاز، فإن الموارد المعدنية في أنتاركتيكا -بما في ذلك النفط والغاز- محمية بموجب تعديلات معاهدة أنتاركتيكا.

مع وضع المعاهدة القارة القطبية الجنوبية جانبًا للبحث العلمي غير العسكري فقط، فإن اعتراف روسيا بأنها ترسم خرائط لرواسب الوقود الأحفوري في المنطقة من شأنه أن يثير مشكلات دبلوماسية وبيئية على حدّ سواء.

كان حظر المعاهدة لأيّ نشاط يتعلق بالموارد المعدنية بخلاف البحث العلمي قد وفّر ثغرة مناسبة للمسوحات الجيولوجية في القطب الجنوبي في الماضي.

ففي الواقع، رسمت عدد من الدول خرائط البنية الأساسية للقارة القطبية الجنوبية والمياه المجاورة لها باستعمال المسوحات الجيولوجية لعقود، لكن لم يربط أيّ منها -حتى الآن- صراحةً العمل بالبحث عن النفط والغاز.

ونتيجةً لذلك، فإن اعتراف "روس جيو" يمكن أن يضع موسكو على خلاف مع الدول الأخرى الموقّعة للمعاهدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق