التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تقنيات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية مكلِفة وخطرة بيئيًا (دراسة)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • 21 ولاية تصنف إعادة تدوير البلاستيك المتقدم كعملية تصنيع وليست تخلصًا من النفايات.
  • • البشرية تنتج ضعف كمية النفايات البلاستيكية التي كانت تنتج قبل عقدين من الزمن.
  • • الطبيعة الكيميائية المتنوعة للنفايات البلاستيكية تفاقم التحدي المتمثل في إعادة التدوير.
  • • صناعة المنتجات الكيميائية تمارس ضغوطًا لإعادة تدوير المواد الكيميائية كجزء من الاقتصاد الدائري.

على الرغم من أن التقنيات الجديدة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية العالمية مكلفة، فإنها تفاقم المشكلات البيئية، وفق دراسة أجراها باحثون حكوميون لدى مختبر الطاقة المتجددة الوطني التابع للحكومة الفيدرالية في ولاية كولورادو الأميركية.

وحدد الباحثون الحكوميون تقنيتين "متقدمتين" بارزتين، هما: الانحلال الحراري والتغويز، بصفتهما إشكاليتَين، قائلين، إنه لا ينبغي حتى عدُّهما تقنيات إعادة تدوير "مغلقة الحلقة"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار الباحثون إلى أن سعي صناعة البلاستيك لحلّ مشكلة النفايات البلاستيكية باستعمال إضافات كيميائية، وأحيانًا حرارة عالية للغاية، لتحويل النفايات إلى بلاستيك جديد، ينطوي على أضرار بيئية كبيرة، وفقًا لما نشر موقع إنسايد كلايمت نيوز (Inside Climate News) مؤخّرًا.

في المقابل، تتطلب هذه التقنيات كميات كبيرة من الطاقة، وتنبعث منها ملوثات كبيرة وغازات دفيئة لدى تحويل البلاستيك المهمل إلى زيت أو وقود، أو مواد كيميائية مثل البنزين والتولوين والزيلين والغازات الاصطناعية.

وقد سنّت 21 ولاية أميركية، حتى الآن، قوانين سعت إليها صناعة البلاستيك الأميركية لتصنيف إعادة تدوير النفايات البلاستيكية المتقدم عملية تصنيع، وليست للتخلص من المخلفات.

إزاء ذلك، يقول دعاة حماية البيئة، إن استعمال النفايات البلاستيكية لصنع أنواع جديدة من الوقود الأحفوري، أو مواد أولية لإنتاج مزيد من البلاستيك، يضرّ بالبيئة ويفاقم تداعيات تغير المناخ.

نتائج الدراسة

أشارت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثو مختبر الطاقة المتجددة الوطني التابع للحكومة الفيدرالية في ولاية كولورادو الأميركية إلى أن الأشكال الأخرى لإعادة التدوير الكيميائي للنفايات البلاستيكية كانت أفضل من تقنيتَي الانحلال الحراري والتغويز.

النفايات البلاستيكية
مصنع لإعادة تدوير البلاستيك إلى سائل يستعمَل في تصنيع البلاستيك بولاية أوهايو الأميركية – الصورة من بوليتيكو

وأوضح الباحثون الحكوميون المشاركون في الدراسة أن الطريقة الأكثر تقليدية لإعادة التدوير، باستعمال الوسائل الميكانيكية لفرز وتنظيف وتقطيع وإعادة تشكيل النفايات البلاستيكية، كان أداؤها أفضل في المعايير الاقتصادية والبيئية من الطرق الناشئة، على الرغم من القيود الفنية.

وتُظهر الدراسة، التي راجعها فريق مكون من 12 عضوًا في وزارة الطاقة الأميركية، أن العالم يبحث عن طرق للتعامل مع 400 مليون طن متري من النفايات البلاستيكية المتولدة على مستوى العالم سنويًا.

تنتج البشرية ضعف كمية النفايات البلاستيكية التي كانت تُنتَج قبل عقدين من الزمن، إذ يُلقى الجزء الأكبر منها في مكبّات النفايات أو تُتلَف بوساطة المحارق، أو تُنشَر في جميع أنحاء البيئة، مع إعادة تدوير 9% فقط، وفقًا لتقرير صدر العام الماضي عن منظمة التعاون الاقتصادي التنمية.

وقالت المؤلفة الرئيسة لدراسة جديدة بعنوان "المقارنة التقنية والاقتصادية والبيئية لتقنيات إعادة التدوير المغلقة للمواد البلاستيكية الشائعة"، تايلور يوكيرت: "هناك الكثير من العمل بشأن البلاستيك، وهو موضوع ساخن للغاية".

ونشرت المجلة المحكّمة للكيمياء والهندسة المستدامة الصادرة عن الجمعية الكيميائية الأميركية هذه الدراسة في 12 يناير/كانون الثاني، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتركّزت الدراسة على استعراض جميع تقنيات إعادة التدوير المختلفة والواعدة ومعرفة طريقة تجميعها على أساس متّسق، وفق المنظورات البيئية والاقتصادية والتقنية.

أضرار إعادة تدوير البلاستيك

يرى الخبراء أن البلاستيك لم يُصمّم لإعادة تدويره إطلاقًا، وهو مصنوع من سلاسل بوليمر وإضافات كيميائية، وكثير منها سامّ، يهدف إلى إعطاء المواد خصائص مختلفة، مثل المرونة والملمس واللون.

وتفاقم الطبيعة الكيميائية المتنوعة للنفايات البلاستيكية، التي يُخلَط الكثير منها بعد استعمالها مرة واحدة لبضع دقائق، وهو التحدي المتمثل في إعادة التدوير، حسبما نشر موقع إنسايد كلايمت نيوز (Inside Climate News) في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

ودرس الباحثون لدى مختبر الطاقة المتجددة الوطني التابع للحكومة الفيدرالية في ولاية كولورادو الأميركية عدّة أنواع من إعادة التدوير الكيميائي، مع التركيز على تلك التي يمكن عَدُّها بشكل شرعي حلول "الحلقة المغلقة"، التي تُحَوَّل فيها النفايات البلاستيكية إلى مواد أولية لصنع مواد بلاستيكية جديدة.

وقام الباحثون بفحص أنواع مختلفة من البلاستيك، بما في ذلك البولي إيثيلين عالي الكثافة ومنخفض الكثافة والبولي إيثيلين تيريفثاليت والبولي بروبيلين،

وقالت الباحثة تايلور يوكيرت، إنه باستثناء إعادة التدوير الميكانيكي، فالتقنيات التي قام الفريق بتقييمها هي في الغالب في مرحلة التطوير المبكر، بما في ذلك بعض المشروعات التجريبية.

دعم إجراء تغييرات تنظيمية

كانت صناعة المنتجات الكيميائية تدعم إجراء تغييرات تنظيمية على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي من شأنها أن تشجع الانحلال الحراري أو التغويز، أو تخفف من متطلبات الهواء النظيف.

النفايات البلاستيكية
كبسولات بلاستيكية في مصنع لإعادة التدوير الكيميائي تابع لشركة برايتمارك الأميركية – الصورة من إنسايد كلايمت نيوز

وتصف وكالة حماية البيئة الأميركية تقنيات الانحلال الحراري والتغويز بأنها عمليات تحلُّل حراري ناتجة عن التسخين، على الرغم من أن التغويز يستعمل بعض الأكسجين.

ويناقش دبلوماسيون في الأمم المتحدة دور إعادة التدوير الكيميائي بجزء من معاهدة النفايات الخطرة الحالية، وانعكاساتها على معاهدة عالمية مقترحة بشأن النفايات البلاستيكية، إذ تمارس صناعة المنتجات الكيميائية ضغوطًا لإعادة تدوير المواد الكيميائية بجزء من "الاقتصاد الدائري".

بالنسبة لتقنيات الانحلال الحراري والتغويز، فكل منهما يعتمد على الكثير من الطاقة والحرارة، ولم يعدّها باحثو المختبر الوطني للطاقة المتجددة حلولًا نهائية؛ نظرًا لأنها تحوّل البلاستيك إلى وقود أو مواد أولية كيميائية أخرى، وليس بلاستيكًا جديدًا.

عند استعمال تقنيات الانحلال الحراري والتغويز، يُفقَد كثير من نفايات البلاستيك في هذه العملية، التي قال النقّاد، إنها تجعل من الصعب وصف هذه العمليات بكونها إعادة التدوير.

ووجد الباحثون أن 1 إلى 14% فقط من البلاستيك المرسل من خلال هذه العمليات يُحتَفَظ به بلاستيكًا.

وتوصّل الباحثون لدى مختبر الطاقة المتجددة الوطني التابع للحكومة الفيدرالية في ولاية كولورادو الأميركية إلى أن الطرق الأخرى لإعادة التدوير الكيميائي تقوم بعمل أفضل في منع مثل هذه الخسائر، مع معدلات الاحتفاظ بالبلاستيك من 54%إلى 95%.

ووجد الباحثون أن العملية الكيميائية التي تستعمل غلايكول الإيثيلين لتكسير وإعادة تدوير بلاستيك بولي إيثيلين تريفثاليت كان لها أداء اقتصادي وبيئي أكثر ملاءمة من طرق إعادة التدوير الكيميائية الأخرى.

وأوضحوا أن إعادة التدوير الميكانيكية، بتكاليفها التشغيلية والرأسمالية المنخفضة، تتفوق اقتصاديًا على جميع خيارات إعادة التدوير الأخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق