التقاريرتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

تقنية الأولى عالميًا ومجمع ضخم.. أرامكو تتوسع في قطاع البتروكيماويات (تقرير)

على الصعيدين المحلي والعالمي

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • تستهدف السعودية تحويل 4 ملايين برميل من السوائل لمواد كيماوية بحلول 2030.
  • من المتوقع أن تبدأ المملكة في 2023 بناء مجمع بتروكيماويات جديد.
  • أرامكو تتجه خلال 2022 إلى توسيع استثماراتها في منطقة آسيا.
  • تأسيس منشأة ضخمة تضم مصفاة ومجمع بتروكيماويات في الصين.
  • تقنية جديدة هي الأولى عالميًا ابتُكرت في مراكز بحوث أرامكو.

"منشأة ضخمة وتقنية جديدة هي الأولى عالميًا".. ربما يكون الوصف الأبرز لشركة أرامكو السعودية في مجال التكرير والبتروكيماويات خلال 2022، بعدما وقّعت صفقات تدعم هدفها لتصبح شركة رائدة عالميًا بمجال الطاقة والبتروكيماويات وتوفر منتجات عالية الجودة.

وتُعَد السعودية رابع أكبر منتج عالمي للبتروكيماويات، مع سعي المملكة نحو الاستفادة من النفط وتطوير حقول الغاز بهدف التوسع بشكل أكبر في صناعة البتروكيماويات.

وتستهدف السعودية، تحويل نحو 4 ملايين برميل من السوائل إلى مواد كيميائية بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، لنظل موردًا موثوقًا للطاقة والمواد الكيميائية.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز الخطوات والاتفاقيات التي نفذتها عملاقة النفط السعودية للتوسع في مجال البتروكيماويات سواء محليًا وخارجيًا.

التوسّع محليًا

من المقرر أن يشهد الربع الأول من العام الجاري (2023)، البدء في إنشاء مجمع بتروكيماويات في السعودية بالتعاون بين أرامكو وشركة توتال إنرجي باستثمارات تصل إلى 11 مليار دولار، يتضمن أول وحدة تكسير مختلطة اللقيم في المنطقة تدمج مع مصفاة.

ويحمل المجمع الجديد اسم "أميرال"، ومن المقرر دمجه مع مصفاة (ساتورب) الواقعة في الجبيل بالساحل الشرقي للمملكة، على أن يبدأ التشغيل التجاري بحلول عام 2027.

أرامكو السعودية تتوسع في قطاع البتروكيماويات محليًا
مصفاة ساتورب - أرشيفية

ومن المخطط أن تعمل منشأة البتروكيماويات الجديدة على تمكين المصفاة من تحويل الغازات المنبعثة من المصافي المنتجة داخليًا والنافثا، الإيثان والبنزين الطبيعي الذي توفره أرامكو السعودية، إلى مواد كيميائية عالية القيمة.

ويتضمن المجمع كذلك وحدة تكسير مختلطة اللقيم لديها القدرة لإنتاج 1.65 مليون طن من الإيثيلين سنويًا، لتكون أول وحدة في المنطقة تدمج مع مصفاة.

ويشمل المجمع أيضًا وحدتين حديثتين من البولي إيثيلين باستخدام تقنية الحلقة المزدوجة المتقدمة، ووحدة استخلاص البوتادين، ووحدات المشتقات الأخرى المرتبطة بها.

وتبلغ استثمارات المشروع قرابة 11 مليار دولار، سيجرى تمويل 4 مليارات دولار من خلال حصة أرامكو السعودية (62.5%) وتوتال إنرجي (37.5%)، وفقًا للبيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتشير بيانات العملاق السعودي إلى أن المجمع من المتوقع أن يوفر المواد الأولية لمصانع البتروكيماويات والكيميائيات المتخصصة الأخرى في نطاق الجبيل الصناعية.

كما سيعزز إنشاء الصناعات التحويلية الرئيسة مثل ألياف الكربون، وزيوت التشحيم، وسوائل الحفر، والمنظفات، والمضافات الغذائية، وقطع غيار السيارات، والإطارات.

وكان شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، شاهدًا على توقيع أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع الشركة الصينية للنفط والكيماويات (سينوبك) والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، لدراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لتطوير مجمع بتروكيماويات جديد يُدمَج مع المصفاة القائمة في ينبع.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، اعتزام شركة سابك، بالتعاون مع أرامكو، البدء في أول مشروع بالمملكة لتحويل النفط الخام إلى بتروكيماويات في مدينة رأس الخير بطاقة 400 ألف برميل يوميًا.

التوسع في السوق الصينية

اتجهت أرامكو، خلال 2022، إلى توسيع استثماراتها في آسيا وتأسيس مجمعات بتروكيماوية؛ للمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على تلك المنتجات في الصين.

ودخلت الشركة السعودية، خلال شهر مارس/آذار 2022، في شراكة استثمارية تستهدف تأسيس منشأة ضخمة تضم مصفاة ومجمع بتروكيماويات في شمال شرق الصين.

أرامكو توسّع استثماراتها بقطاع البتروكيماويات في الصين
مجمع بتروكيماويات - أرشيفية

ومن المقرر أن تطور شركة أرامكو هواجين للبتروكيميائيات مجمعَ تحويل السوائل إلى كيميائيات، تتضمن مصفاة بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ألف برميل يوميًا، ووحدة تكسير إيثيلين لتصنيع آلاف المنتجات البتروكيماوية يوميًا، على أن يبدأ العمل بحلول عام 2024.

وشركة أرامكو هواجين للبتروكيميائيات، هي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية، وكل من شركة مجموعة شمال هواجين للصناعات الكيماوية، وشركة بانجين.

ويُعَد مجمع البتروكيماويات فرصة لأرامكو السعودية في توريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام للمجمع، وفقًا للشركة.

وتقول الشركة إن المجمع، المقرر بناؤه في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ الصينية، سيُسهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية في الصين.

وفي السياق نفسه، وقّعت أرامكو مذكرة مبدئية مع الشركة الصينية للنفط والكيميائيات (سينوبك)، لتنفيذ مشروع جديد في مدينة غولي بمقاطعة فوجيان.

ويتضمن المشروع إنشاء مصفاة تكرير بطاقة 320 ألف برميل يوميًا، ومجمع تكسير للبتروكيماويات بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا، على أن يبدأ العمل بنهاية 2025.

ووقّعت أيضًا في ديسمبر/كانون الأول 2022، مذكرة تفاهم مع مجموعة شاندونغ للطاقة، تستهدف استكشاف فرص التعاون بمجال التكرير والبتروكيماويات المتكاملة في الصين.

وشملت مذكرة التفاهم اتفاقيةً لشراء منتجات كيميائية، وكذلك اتفاقية محتملة لتوريد النفط الخام؛ ما يزيد من استثمارات أرامكو السعودية في بناء قطاع مزدهر للتكرير والبتروكيماويات بمقاطعة شاندونغ الصينية.

نقلة نوعية في كوريا الجنوبية

أطلقت أرامكو تقنية جديدة هي الأولى عالميًا ابتُكرت في مراكز بحوثها العالمية، تقوم على تحويل النفط مباشرة إلى كيماويات، والتي ستطبق داخل مشروع تابع لها في كوريا الجنوبية.

وسعت العملاقة السعودية في 2022، للتوسع في قطاع البتروكيماويات بسوق كوريا الجنوبية، عبر إنشاء أحد أكبر مرافق التكسير البتروكيماوية عالميًا باستثمارات تصل إلى 26 مليار ريال (7 مليارات دولار)، وتنفذه شركتها التابعة (إس - أويل).

أرامكو تطلق تقنية جديدة بقطاع البتروكيماويات في كوريا الجنوبية
منشأة بتروكيماويات - أرشيفية

ويحمل المشروع اسم (شاهين) الذي يعتمد على تقنية مبتكرة لأول مرة لتحويل النفط الخام إلى مواد أولية للبتروكيماويات بالتكسير الحراري؛ الأمر الذي سيعمل على زيادة الإنتاج الكيميائي ويقلل تكاليف التشغيل -بحسب أرامكو-.

وتوضح بيانات العملاقة السعودية أن مشروع مرفق التكسير البخاري للبتروكيميائيات الذي يقع في مجمع (إس - أويل) بمدينة أولسان الكورية الجنوبية سيبدأ في عام 2023 ليكتمل بحلول عام 2026.

وتبلغ القدرة الإنتاجية للمشروع الجديد نحو 3.2 مليون طن من البتروكيماويات سنويًا، كما يتضمن منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة؛ حيث يعمل المشروع على معالجة مجموعة أكبر من المواد الخام بطريقة أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة.

ويشار إلى أن أرامكو السعودية هي المساهم الأكبر في (إس - أويل) بحصة تبلغ أكثر من 63% من خلال شركة أرامكو لما وراء البحار -التابعة لها-.

ومن المتوقع أن يعالج المرفق الجديد المنتجات الثانوية الناتجة من معالجة الخام، بما في ذلك النافثا والغاز المُنتج من المصفاة، لإنتاج الإيثيلين، وكذلك إنتاج مواد البروبيلين والبوتادايين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى.

وبحسب أرامكو؛ فإن مشروع شاهين في كوريا الجنوبية يُعد نقلة نوعية ومرحلة جديدة في قطاع التكرير والكيميائيات لدى الشركة، مع تأكيدها أنه سوف يُسهم في إعادة رسم مشهد البتروكيماويات عالميًا.

ومن المقرر أن يستخدم مرفق التكسير البخاري الجديد لقيمًا مختلطًا (تقنية مختلفة)، متفوقًا بذلك على مرافق التكسير القائمة على النافثا من حيث الكفاءة والأداء بشكل عام.

أرامكو تؤكد أن قطاع البتروكيماويات الأسرع نموًا في الطلب على النفط والغاز
منشأة نفطية تابعة لأرامكو - أرشيفية

رؤية عملاقة النفط السعودية

يشار إلى أن أرامكو السعودية استحوذت على حصة تبلغ 70% من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، للعمل على تحقيق النمو في قطاع البتروكيماويات.

وتتوقع أرامكو أن قطاع البتروكيماويات سيكون الأسرع نموًا من بين القطاعات في الطلب على النفط والغاز خلال السنوات المقبلة، وهو ما يعني عدم حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري.

وتوضح أن تقنيات تحويل النفط الخام إلى كيماويات يعمل على إنتاج كميات أكبر من تلك المواد، بفضل تقنيات التحويل المباشر للنفط إلى كيماويات.

وينتج قطاع الكيماويات التابع للعملاق السعودي المواد الأولية مثل المواد العطرية والأولفينات والبولي أولفينات وكذلك منتجات أكثر تطورًا مثل البوليولات والأيزوسيانات والمطاط الصناعي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق