صفقات جديدة لزيادة صادرات الغاز العماني.. وشل تبدأ الإنتاج من حقل مبروك
الطاقة
يشهد قطاع الغاز العماني نشاطًا كبيرًا في المدة الأخيرة، مع سعي العديد من المستوردين إلى تأمين احتياجاتهم من الوقود بصفقات جديدة، وسط خطط لزيادة الإنتاج محليًا.
وفي هذا الإطار، وقّعت الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال اتفاقيات البنود الملزمة مع الشركة التايلاندية "بي تي تي العامة المحدودة" وتوتال إنرجي الفرنسية، لتوريد الغاز المسال بدءًا من عام 2025، بإجمالي يصل إلى 1.6 مليون طن متري سنويًّا.
تأتي اتفاقيات الغاز العماني الجديدة لتضاف إلى 4 صفقات سابقة وقّعتها الشركة العمانية إحداها مع شل العالمية بإجمالي 0.8 مليون طن متري سنويًا لمدة 10 سنوات بدءًا من عام 2025، و3 اتفاقيات مع شركات يابانية بنحو 2.35 مليون طن متري سنويًّا.
تفاصيل الاتفاقيات الجديدة
بموجب الاتفاقيات الجديدة، ستقوم الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال بتزويد شركة "بي تي تي العامة المحدودة" بنحو 800 ألف طن متري سنويًّا من الغاز الطبيعي المسال وفق عقد تصل مدّته إلى 9 سنوات، ابتداءً من عام 2026، بالإضافة إلى 800 ألف طن متري سنويًّا لشركة "توتال إنرجي" على مدى 10 سنوات، بدءًا من عام 2025.
حضر مراسم توقيع الاتفاقيات وزير الطاقة والمعادن سالم بن ناصر العوفي، إذ وقّع الاتفاقيات من جانب الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال حمد بن محمد النعماني الرئيس التنفيذي للشركة، في حين وقّعها من جانب شركة "بي تي تي العامة المحدودة" راتشادا ليرتوانيتشواتانا المدير العام للشركة، وعن شركة "توتال إنرجي" توماس موريس نائب أول للرئيس للغاز الطبيعي المسال بالشركة.
ويعكس توقيع الاتفاقيات جهود سلطنة عمان في توفير مصادر الطاقة للأسواق العالمية، وتمهيد الطريق نحو سعي الشركة العُمانية للغاز المسال بتوقيع عقود جديدة وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بما يتناسب مع أهداف ورؤية الشركة ما بعد عام 2024.
الطلب على الغاز المسال العماني
تأتي الاتفاقيات لتعزيز السمعة التجارية التي حققها الغاز المسال، والصورة الإيجابية التي رسمتها الشركة العمانية منذ إنشائها بصفتها مصدرًا معتمدًا وموثوقًا للغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية، إلى جانب الإدارة الفعّالة لعمليات الشركة المتمثلة في إنتاج مصدر نظيف للطاقة وتسويقه وتوصيله بطريقة آمنة وموثوق بها لكل العملاء في أنحاء العالم.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال حمد بن محمد النعماني، أن الاتفاقيات تدعم فرص النمو والاستفادة من الفرص الاقتصادية.
وأكد أنها تشكّل خطوة مهمة نحو دعم الاقتصاد الوطني وتنمية الشراكات الإستراتيجية مع شتى الشركات العالمية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية.
وقال، إن إيرادات الغاز المسال تعدّ ضمن أكبر مصادر الدخل الوطني في سلطنة عمان بعد النفط، مشيرًا إلى أن الشركة قامت من خلال مؤسستها التنموية بتمويل العديد من المشروعات المختلفة في كل المجالات، كالرعاية الصحية والتعليم وتوفير فرص عمل عبر تمويل برامج التدريب من أجل التوظيف.
إنتاج الغاز
من جهة أخرى، أعلنت شركة "شل عُمان" لحلول الغاز المتكاملة التابعة لشركة شل العالمية بدء إنتاج الغاز من حقل مبروك شمال شرق منطقة الامتياز 10.
ومن المتوقع أن يصل حجم الإنتاج من الحقل إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميًّا من الغاز الطبيعي بحلول منتصف عام 2024.
وأشارت شل إلى أن الغاز المُنتج سيُنقَل لشبكة الغاز التابعة لمجموعة أوكيو لتغذية الصناعات المحلية ومرافق تصدير الغاز العماني المسال.
وتمتلك شركة شل نسبة 53.45% من الحصة التشغيلية لمنطقة الامتياز 10، في حين تمتلك مجموعة أوكيو نسبة 13.36%، أمّا النسبة المتبقية 33.19% فتعود لشركة مرسى للغاز الطبيعي المسال المملوكة من قبل شركة توتال ومجموعة أوكيو.
وأكد وزير الطاقة والمعادن أن إنتاج الغاز من حقل مبروك من شأنه أن يُعزز احتياطي سلطنة عمان من الغاز الطبيعي، وأن يُضيف قيمة في رحلة تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وجذب الاستثمار الخارجي في هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، قال رئيس شركات شل في سلطنة عمان وليد هادي، إن الشركة تعمل بالشراكة مع حكومة السلطنة على تطوير خيارات وحلول لمشروع مستقل لاستعمال الغاز لتستطيع الشركة من خلاله إنتاج وبيع منتجات منخفضة الكربون ودعم تطوير الهيدروجين الأزرق في سلطنة عمان، كما سيخضع هذا المشروع إلى المزيد من الاتفاقيات وقرارات الاستثمار في المستقبل.
دعم مرافق الكهرباء في الدقم
أعلنت شركة مرافق، إحدى شركات مجموعة أوكيو التابعة لجهاز الاستثمار العماني، رفع إنتاج الكهرباء بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بعد قيامها بتشغيل محطة جديدة لإنتاج الكهرباء تعمل بالتوربينات الغازية، نُفِّذَت بالتعاون مع شركة كهرباء المناطق الريفية "تنوير".
وقال مدير عام التشغيل والصيانة بشركة مرافق عبدالله بن سيف الفارسي، إن المحطة الجديدة التي تعمل بالغاز شُغِّلَت في أواخر عام 2021 لتحلّ محلّ المحطة السابقة التي كانت تعمل بالديزل.
وأشار إلى أن حجم الإنتاج من المحطة الجديدة بلغ في الأشهر الـ10 الأولى من عام 2022 نحو 212 غيغاواط/ساعة.
وأضاف أن إنشاء محطة جديدة تعمل بالغاز في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يعكس الجهود المشتركة لشركتي "مرافق" و"تنوير" لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة التي تشهد نموًّا سكانيًّا وحركة عمرانية متسارعة.
وأوضح أن المحطة تتألف من 4 توربينات متنقلة تعمل بالغاز بسعة إنتاجية تبلغ 80 ميغاواط تلبي احتياجات شركة "تنوير" من الطاقة؛ لتغطية احتياج المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال السنوات الـ5 المقبلة.
خفض تكلفة الإنتاج
أشار الفارسي إلى أن إنشاء المحطة جاء بهدف تقليص تكلفة انتاج الكهرباء؛ الأمر الذي يؤدي إلى خفض تكلفة الدعم الحكومي للكهرباء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وبيّن أن استعمال الغاز الطبيعي عوضًا عن وقود الديزل المستعمَل سابقًا في إنتاج الكهرباء يسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحدّ من التلوث البيئي، موضحًا أن المحطة تهدف إلى تقليل الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون إلى 90 ألف طن، وهو ما يعادل انبعاثات نحو 20 ألف سيارة.
وأكد مدير عام التشغيل والصيانة بشركة مرافق أن الشركة تعمل على دعم التنمية الاقتصادية والعمرانية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مشيرًا إلى قيام الشركة خلال عام 2022 بالتشغيل المرحلي للمحطة المتكاملة للكهرباء والمياه التي تزوّد مصفاة الدقم والشركة العُمانية للصهاريج (أوتكو) بالكهرباء والمياه، بالإضافة إلى توفير 9 آلاف متر مكعب من مياه الشرب يوميًّا للأغراض السكنية والتجارية.
موضوعات متعلقة..
- خبير أوابك يُبشر بقفزة في الغاز العماني خلال 2023
- الغاز المسال العماني يتدفق إلى تركيا قريبًا.. ومصادر تكشف ملامح الاتفاق
- صادرات الغاز المسال العمانية تسجل إنجازًا كبيرًا.. 3000 شحنة من "قلهات"
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع الطلب على النفط لمستوى قياسي خلال 2023
- إنتاج النفط الصخري الأميركي قد يرتفع 76 ألف برميل يوميًا خلال فبراير
- بالأرقام.. حصة مصر في اكتشاف الغاز الضخم بحقل النرجس (خاص)