أخبار النفطرئيسيةنفط

بيمكس المكسيكية تطرح حلًا جديدًا لسداد 10 مليارات دولار من ديونها

بعد تخلّي الحكومة عن دعمها

دينا قدري

تسعى شركة النفط المكسيكية "بيمكس" إلى إيجاد حلول لتسديد ديونها المالية 105 مليارات دولار، في محاولة للاستفادة من أسعار النفط المرتفعة لتحقيق أرباح، بعد تراجع الحكومة عن دعمها.

وتبحث الشركة عن أموال لتسديد ما يقرب من 10 مليارات دولار من مدفوعات السندات في العام الجاري (2023)، وهو مبلغ لم تدرجه الشركة، ولا الحكومة، في موازناتها السنوية.

وتتعرض الشركة لضغوط مالية هائلة، لأن الحكومة المكسيكية تريد منها وقف صادرات النفط والاستثمار في مصافي التكرير التي تتكبد خسائر، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

شركة النفط المكسيكية

بعد تزويد الشركة بالدعم المالي في السنوات الأخيرة من خلال الإعفاءات الضريبية وضخ رأس المال، توقفت الوزارة عن تغطية ديون بيمكس في النصف الثاني من عام 2022.

وتتوقع وزارة المالية أن تقوم شركة النفط العملاقة بتسديد الفاتورة في الربع الأول من عام 2023 دون مساعدة الحكومة، بينما تعهَّد الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بأن حكومته ستتدخل لمساعدة الشركة إذا لزم الأمر.

ودفع ذلك المستثمرين إلى التساؤل عمّا إذا كانت الشركة ستتوجه إلى الأسواق الدولية، أم ستحاول بيع فواتير المنتجات النفطية غير المدفوعة، أم ستجد طرقًا أخرى لتأمين التمويل، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقال كبير المحللين الإستراتيجيين في شركة إس إم بي سي نيكو سيكيوريتيز أميركا، روجر هورن: "لقد أصبح من الواضح أنه في ظل هذه الإدارة، لن تكون هناك خطة إنقاذ كبيرة لشركة النفط المكسيكية".

وأضاف أن مبيعات الأصول الكبيرة المشابهة لتفكيك البرازيل لشركة بتروبراس المملوكة للدولة، تبدو غير مرجّحة.

محاولات غير كافية للتمويل

وضعت بيمكس خططًا لمحاولة تجنّب التوجه إلى الأسواق، في محاولة للحفاظ على مستوى ديونها عند نحو 105 مليارات دولار حتى عام 2027، من خلال البحث عن بدائل تمويل "سرّية ومبتكرة".

فقد أصبحت أسواق الديون الدولية أكثر تكلفة بكثير بسبب التضييق النقدي القوي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، خاصةً بالنسبة للمقترضين ذوي التصنيف غير المهم، مثل بيمكس.

وباءت أحدث مناورة ديون للشركة في يونيو/حزيران 2022 -والتي دفعت لمورّدي النفط بأوراق نقدية ليجري تبادلها لاحقًا- بالفشل؛ بسبب ضعف الطلب.

كما قامت شركة النفط العملاقة بجمع السيولة النقدية العام الماضي، من خلال بيع فواتير غير مدفوعة للنفط والمنتجات النفطية إلى المصارف، وهو ما يُعرف بتسييل المستحقات عن طريق التخصيم.

في النصف الثاني من عام 2022، منح مصرفا إتش إس بي سي وغولدمان ساكس، الشركة المكسيكية ما لا يقلّ عن مليار دولار في صفقة مرتبطة ببيع الذمم المدينة، وربط إتش إس بي سي أيضًا الشركة بتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

إنتاج شركة النفط المكسيكية

مع ذلك، قد لا تكون حلول التمويل هذه كافية؛ إذ قال الرئيس التنفيذي أوكتافيو روميرو أوروبيزا، إن بيمكس لديها عمليات إطفاء ديون تتراوح بين 5.5 مليار دولار و6 مليارات دولار في الربع الأول وحده، وتدين بما يصل إلى 188 مليار بيزو (9.8 مليار دولار) هذا العام.

وإذا اضطرت الشركة، فقد تستفيد من موازنتها لعام 2023 لسداد الديون، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من إجهاد عملياتها النفطية المتعثرة.

فقد انخفض إنتاج الشركة المكسيكية من النفط كل عام تقريبًا منذ عام 2004، وفشلت في تطوير اكتشافات كبيرة لتحلّ محلّ الحقول الضخمة القديمة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات النفط في المكسيك:

احتياطيات النفط في المكسيك

في إطار ولاية أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ركّزت الشركة على زيادة الإنتاج في مصافيها القديمة وغير المربحة، بدلًا من التنقيب عالي القيمة.

وتسببت أوجه القصور التشغيلية هذه بخسارة الشركة للمليارات في الربع الثالث من عام 2022، حتى مع ارتفاع أسعار النفط التي ساعدت المنافسين الدوليين على جمع أرباح قياسية.

ومع ذلك، وجدت وول ستريت فرصة في ديون الشركة ذات العائد المرتفع بسبب علاقاتها مع الحكومة؛ إذ تعطي سندات بيمكس المستحقة في عام 2028 نحو 4% أكثر من سندات الحكومة المكسيكية بتاريخ الاستحقاق نفسه.

إيجاد حلول بديلة

في وقت سابق من الشهر الجاري، قال الرئيس التنفيذي أوكتافيو روميرو أوروبيزا، إنه يُجري محادثات مع وزارة المالية منذ الربع الأخير من عام 2022، لإيجاد خيار للشركة لسداد ديونها المستحقة، لأن عمليات الإطفاء غير مدرجة في الموازنة.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يمكّن الشركة من إيجاد بدائل، قائلًا: "لدينا بالفعل العديد من الحلول البديلة".

وشدد روميرو -في مؤتمر صحفي عقده في 4 يناير/كانون الثاني 2023- على أن الشركة تخفض ديونها: "نحن ندير هذا الدين جنبًا إلى جنب مع الحكومة الفيدرالية ووزارة المالية"، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقد ارتفعت سندات بيمكس المستحقة في 2050 بمقدار سنت واحد تقريبًا، إلى 71 سنتًا صباح يوم الأربعاء الماضي في نيويورك، وفقًا لبيانات التتبع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق