التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءرئيسيةغازكهرباء

الخلاف حول سياسات الطاقة بين المكسيك وأميركا.. ما سيناريوهاته؟ وكيف ينتهي؟

النزاع التجاري "مؤلم" للبلدين

نوار صبح

في يوليو/تموز (2022)، تصاعد الخلاف بشأن الطاقة بين المكسيك وأميركا وكندا؛ ما دعا واشنطن وأوتاوا لتقديم شكوى ضد الأولى، بموجب اتفاقية التجارة بين البلدان الـ3.

وجاءت الشكوى على خلفية السياسات الوطنية المكسيكية في مجال الطاقة، وتفاقمت التوترات بين هذه الدول، ويخشى المحللون من أن يتحوّل النزاع إلى مشكلة مستعصية.

وأفادت الشكوى بأن جهود الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، لتغيير السوق لصالح شركة النفط الحكومية بيمكس ومرفق الكهرباء الوطني (سي إف إي) قد انحازت ضد الشركات الأميركية والكندية، بحسب ما أوردته وكالة رويترز، في 6 يناير/كانون الثاني الجاري.

ومن المقرر أن يعقد زعماء الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لقاء قمة، الأسبوع المقبل؛ حيث قد يتمحور الخلاف بشأن ما إذا كانت المكسيك قد انتهكت اتفاقية تجارية بتشديد سيطرة الدولة على سوق الطاقة لديها، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما اشتكت الشركات من أن التأخيرات البيروقراطية تعوق عملياتها، وعلى الرغم من توقف التقدم في محادثات حل الخلاف؛ فقد اتفقت الولايات المتحدة وكندا، العام الماضي، على تمديد العملية إلى ما بعد مهلة أولية مدتها 75 يومًا.

وتقضي اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (يو إس إم سي إيه) بأنه إذا لم يُحَل الخلاف خلال المشاورات؛ فيمكن استدعاء هيئة نزاع للفصل في الأمر.

ما هو دفاع المكسيك؟

اتخذ الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، موقفًا متفائلًا، قائلًا إن المكسيك لم تخرق أي قوانين، وإن "شيئًا لن يحدث".

الطاقة
محطة وقود تابعة لشركة بيمكس - الصورة من Courthouse News Service

يأتي ذلك بعد أن أصلح سوق الكهرباء باسم السيادة الوطنية، وأعطى الهيئة الاتحادية للكهرباء الأولوية على الشركات الخاصة في ربط محطات الكهرباء بالشبكة.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المكسيكي يبدي معارضته للمشاركة الأجنبية والخاصة في قطاع الطاقة بصفتها جزءًا من حملته للقضاء على الفساد، ويرى أن الحكومات السابقة كانت تغير اتجاه السوق لصالح رأس المال الخاص.

ويقول إن الطاقة مسألة محلية، ويشير إلى مادة كان قد أدخلها في اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا تنص على ملكية المكسيك "غير القابلة للتصرف" للنفط والغاز. ويقول النقاد إن المادة لا تغطي طريقة معاملة الرئيس المكسيكي للشركات الأجنبية.

حل نزاع المكسيك وأميركا

يتوقع معظم المحللين أن تخسر المكسيك إذا طُلب من لجنة لحل النزاع، وقد يكون ذلك مكلفًا للغاية بالنسبة للمكسيك؛ ما يزيد من احتمالية فرض رسوم جمركية عقابية أميركية، بحسب ما أوردته وكالة رويترز، في 6 يناير/كانون الثاني الجاري.

في المقابل، أكد كلا البلدين، في السابق، أنهما يريدان تسوية الخلاف قبل أن يصل إلى هيئة فضّ النزاع.

وتباطأت المحادثات بعد استقالة وزيرة الاقتصاد المكسيكي، في أكتوبر/تشرين الأول، ونحَّى خليفتها العديد من المفاوضين التجاريين ذوي الخبرة، تاركًا فريقًا عديم الخبرة لتولّي المسؤولية.

تقول الفرق الجديدة إنها قدمت مقترحات يمكن أن تتعامل مع مجالين من مجالات المشاورات الـ4، وإنها تعالج مخاوف أميركية أخرى. ولم يظهر سوى القليل من المؤشرات الواضحة على إحراز تقدم ملموس.

يبدو أن القرار يتوقف على ما إذا كان المسؤولون القوميون في مجال الطاقة داخل الإدارة المكسيكية، الذين أخذوا تلميحاتهم من لوبيز أوبرادور، على استعداد لتقديم تنازلات.

أوراق المساومة المكسيكية

جعل الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، سياسة الطاقة حجر الزاوية في مدة رئاسته؛ ما جعل من الصعب عليه التراجع عنها.

وتدرك إدارته أن مساعدة المكسيك في معالجة الهجرة غير الشرعية تميل إلى أن يكون لها وزن أكبر في واشنطن؛ نظرًا إلى بروزها في السياسة الداخلية للولايات المتحدة؛ ما يمنح الحكومة نفوذًا ضمنيًا، إذا لم يُصرح به.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط الخام والمكثفات في المكسيك، منذ عام 1965 حتى عام 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:

إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في المكسيك

على صعيد آخر، تتكامل الصناعة المكسيكية بشكل كبير مع الاقتصاد الأميركي، لدرجة أن النزاع التجاري قد يكون مؤلمًا لكلا البلدين في وقت تحاول فيه المنطقة تقليل اعتمادها على آسيا وخفض التضخم المتصاعد.

وقد أضر الخلاف بثقة المستثمرين بالمكسيك، ويسعى الرئيس لوبيز أوبرادور للحصول على مساعدة الولايات المتحدة لتمويل إنتاج الطاقة الشمسية في شمال المكسيك وجذب الاستثمار في التصنيع الأكثر مراعاة للبيئة، ولا سيما في صناعة السيارات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق