عادت أسعار الوقود في الصين إلى الارتفاع من جديد مع بداية 2023، بعد أن سجلت 3 تراجعات متتالية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني من العام المنصرم (2022).
وأعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، اليوم الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني، أنه بدءًا من منتصف الليلة سترتفع أسعار المشتقات النفطية في الصين بغالبية المدن، حسب البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقررت اللجنة رفع أسعار البنزين والديزل في السوق المحلية بنحو 250 و240 يوانًا (36.10 و34.66 دولارًا) للطن، على التوالي.
آلية تسعير الوقود في الصين
تخضع أسعار الوقود في الصين لآلية تُعَدَّل كل 15 يومًا، تعتمد على التغيرات التي تطرأ على سعر برميل النفط عالميًا، فإذا تغيرت أسعار النفط بأكثر من 50 يوانًا للطن (6.92 دولارًا)، وبقيت عند هذا المستوى لمدة 10 أيام عمل، تُعَدَّل أسعار المشتقات النفطية (البنزين والديزل) وفقًا لذلك.
يأتي القرار الجديد لزيادة أسعار الوقود في الصين بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، إذ حقق الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) مكاسب أسبوعية بنحو 1.7% و0.9%% على التوالي.
كما تأتي الزيادة في ظل بدء تخفيف إجراءات الحظر المفروضة لمواجهة فيروس كورونا في العديد من المدن الصينية، والتي من المتوقع أن تزيد من الطلب على الوقود.
مراقبة أسواق الوقود
دعت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، شركات النفط الثلاث الكبرى بتروتشاينا، وسينوبك، وسينوك، وغيرها من شركات معالجة النفط الخام لتنظيم إنتاج النفط المكرر ونقله، وضمان إمداد مستقر في السوق، وتنفيذ سياسة الأسعار الوطنية بصرامة.
وطالبت الإدارات المعنية في أماكن مختلفة تعزيز الإشراف على السوق والتفتيش، والتحقيق الصارم في السلوكات المخالِفة لسياسة الأسعار الوطنية ومعاقبة مرتكبيها، والحفاظ على نظام السوق الطبيعي.
كانت اللجنة قد قررت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي خفض أسعار الوقود في الصين (البنزين والديزل) بنحو 480 و460 يوانًا (68.83 و65.96 دولارًا) للطن، على التوالي.
صادرات البنزين والديزل
تأتي الزيادة الجديدة بأسعار الوقود في الصين أيضًا مع قرار بكين برفع حصص تصدير منتجات النفط المكررة في الدفعة الأولى للعام بنحو النصف، مقارنة بالعام السابق.
يستهدف القرار تحفيز إنتاج المصافي والاستفادة من هوامش تصدير جيدة وسط بطء الطلب المحلي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
أصدرت الحكومة 18.99 مليون طن من الحصص لتغطية معظم صادرات البنزين والديزل ووقود الطائرات، بزيادة 46% مقابل 13 مليون طن خُصِّصَت في العام السابق.
وحصّلت شركة الصين للبتروكيماويات المملوكة للدولة (سينوبك)، وشركة البترول الوطنية الصينية، وشركة النفط البحرية الوطنية الصينية "سينوك"، ومجموعة سينوكيم، بالإضافة إلى شركة تشجيانغ بتروكيميكال المملوكة للقطاع الخاص، ما مجموعه 18.73 مليون طن من التصاريح.
وجاءت الكميات الأكبر من الحصص في أعقاب إصدار ضخم بلغ 13.25 مليون طن في سبتمبر/أيلول، إذ سارعت الحكومة لدعم اقتصادها المتعثر من خلال تشجيع المصافي على تكثيف العمليات والاستفادة من أرباح التصدير القوية.
عكست زيادة حصص تصدير الوقود أيضًا ضعف استهلاك الوقود المحلي، إذ أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد إلغاء إجراءات السيطرة على الفيروس إلى إعاقة السفر والنشاط الاقتصادي.
صادرات زيت الوقود
بشكل منفصل، أصدرت الصين أيضًا 8 ملايين طن من حصص تصدير زيت الوقود منخفضة الكبريت في الدفعة الأولى لعام 2023، مقارنة بـ 6.5 مليون طن في العام السابق.
وتعتزم السلطات كبح جماح عمليات التكرير المفرطة، ومن ثم زيادة الصادرات في إطار هدف طويل الأجل للحدّ من انبعاثات الكربون، لكن التباطؤ الاقتصادي الحادّ الذي حدث في عام 2022 أجبر الحكومة على تغيير سياستها المتعلقة بتجارة الوقود نحو رفع صادرات البضائع المتدنية.
وارتفعت صادرات البنزين والديزل على وجه الخصوص في الأشهر الأخيرة، إذ اندفعت المصافي لاستعمال حصص التصدير وانخفاض المخزونات المحلية، في حين ظلت هوامش التصدير جذابة.
موضوعات متعلقة..
- انخفاض كبير بأسعار الوقود في الصين مع زيادة صادرات البنزين والديزل
- أسعار الوقود في الصين تتراجع مع انخفاض الطلب على النفط
- ارتفاع أسعار الوقود في الصين وزيادة واردات النفط
اقرأ أيضًا..
- توقعات أسعار النفط في 2023 وأعلى مستوى قد يصل إليه البرميل.. 10 خبراء يتحدثون
- الطاقة النظيفة سلاح صناعة الفوسفات في المغرب.. وصفقة مع الهند قريبًا
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا