أولى شحنات النفط الفنزويلي تستعد للتوجه إلى أميركا بعد توقف 4 سنوات
هبة مصطفى
تجري الاستعدادات على قدم وساق لتصدير أولى شحنات النفط الفنزويلي إلى أميركا، بعد توقّف دام 4 سنوات، إثر العقوبات المفروضة على الرئيس نيكولاس مادورو منذ انتخابه عام 2018.
وبدأت أعمال تحميل الشحنات على متن إحدى الناقلات فعليًا قبل أيام، ومن المتوقع بدء تحرّكها خلال الساعات المقبلة باتجاه إحدى مصافي التكرير الأميركية، وفق ما نشرته منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي منحها صلاحيات إضافية لشركة شيفرون في كاراكاس رغم العقوبات، لكنها حددت شروطًا معينة لاستئناف التصدير، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة ونشرته حينها.
النفط الفنزويلي إلى أميركا
يبدو أن الناقلة "بيوتي وان" ستكون صاحبة السبق في نقل أولى شحنات صادرات النفط الفنزويلي إلى أميركا للمرة الأولى منذ 4 سنوات، غير أنه لم يُعلن رسميًا بعدها صلة الناقلة بشركة الطاقة الأميركية "شيفرون" صاحبة المصالح المعطلة في كاراكاس إثر العقوبات.
وخلال الأسبوع الجاري، بدأت عمليات تحميل ما يقرب من 250 ألف برميل من خام بوسكان الثقيل الذي تشتهر فنزويلا بإنتاجه، تمهيدًا للتصدير إلى أميركا.
ويُخطط لاكتمال عملية التحميل اليوم الإثنين 2 يناير/كانون الثاني تمهيدًا لانطلاق الناقلة في طريقها وتفريغ شحناتها لدى إحدى مصافي التكرير في أميركا، بحسب مصادر تحفّظت على ذكر اسمها.
ورغم عدم الإفصاح عمّا إذا كانت الناقلة تتبع شركة شيفرون الأميركية أم لا، فإنه يرجّح ارتباطهما نظرًا لوصولها ميناء زوليا -لتحميل الشحنات والإبحار بعدها- قبيل نحو 8 أيام فقط من استئناف العمل في مشروع "بتروبوسكان" لإنتاج الخام الأسفلتي التابع للشركة الأميركية.
ويعدّ المشروع ثمرة تعاون بين شركة شيفرون الأميركية وشركة بتروليوس دي فنزويلا المملوكة للدولة، بإنتاج يومي يصل إلى 10 آلاف برميل، غير أنه كان متوقفًا بموجب العقوبات واستُؤنف العمل به في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
انفراجة تدريجية
تعوّل فنزويلا على الصلاحيات الممنوحة من قبل وزارة الخزانة الأميركية إلى شركة شيفرون في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية بصفتها انفراجة نسبية للقيود المفروضة على إنتاج النفط الفنزويلي منذ سنوات.
ولم تكن الناقلة "بيوتي وان" وحدها التي تترقب تحميل الشحنات على متنها، إذ إن تخفيف العقوبات على فنزويلا شجّع ناقلتين إضافيتين على الاستعداد للتصدير أيضًا.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج فنزويلا من النفط الخام، بدءًا من فرض العقوبات عام 2019 وحتى العام الماضي، وفق بيانات أوبك:
وإلى جانب تلك الناقلة، يُنتظر وصول سفينة أخرى من طراز "يو إيه سي سي إيغل" -مؤجّرة من قبل شركة شيفرون الأميركية- بحلول 5 يناير/كانون الثاني الجاري، إلى محطة "خوسيه"، وعلى متنها 620 ألفًا و400 برميل من النافثا المستعمَلة لتخفيف خام أورينوكو الثقيل، أحد أبرز خامات النفط الفنزويلي.
وحتى وقت قريب، كانت كاراكاس تعتمد على استيراد النافثا من إيران وفق اتفاق "مقايضة" بين البلدين.
كما تبدأ الناقلة "كاريبيان فوييغر" بتحميل خام "ميري 16" من محطة خوسيه لصالح شركة شيفرون الأميركية، بداية من نهاية الأسبوع الجاري.
صلاحيات شيفرون
وسّعت وزارة الخزانة الأميركية -في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- من صلاحيات شركة شيفرون في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية، وربطت ذلك بشروط محددة، أبرزها فرض قيود على استفادة كاراكاس من مدفوعات النفط الفنزويلي، أو تطوير المشروعات والحقول.
وبموجب الترخيص الأميركي الممنوح لشركة شيفرون، يمكن لواشنطن تلقّي شحنات النفط الفنزويلي من المشروعات والحقول التابعة للشركة الأميركية مع التزام شركة "بتروليوس دي فنزويلا" بعدم الاستفادة من مكاسب وعائدات التصدير.
وتزامنَ التخفيف الجزئي للعقوبات الأميركية على قطاع النفط الفنزويلي مع بدء سريان حزمة العقوبات الجديدة على النفط الروسي مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بتطبيق قرار السقف السعري المقَرّ من قبل مجموعة الدول الـ7 وأستراليا.
ومع مواصلة تحالف أوبك+ تطبيق خطة خفض الإنتاج والقيود التي تواجهها صادرات النفط الروسي خاصة المنقولة بحرًا، بات النفط الفنزويلي مصدرًا مهمًا إلى أميركا والأسواق الأخرى، ما دفع واشنطن لخفض وطأة العقوبات والسماح لشركاتها في كاركاس باستئناف الصادرات بشروط وقيود تضمن لها الاستفادة بالعائدات.
اقرأ أيضًا..
- سعر سهم لوبريف التابعة لأرامكو يحقق أعلى سعر منذ تداوله
- أداء قطاع النفط المصري خلال 2022.. ورقم قياسي جديد (إنفوغرافيك)
- إيرادات صادرات النفط العراقي تتراجع 625 مليون دولار في ديسمبر
- 10 خبراء يتحدثون للطاقة عن أسواق النفط في 2023.. أوبك+ ومخاوف الركود
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر 2023 ترتفع 40% (خاص)