ترتقب مشروعات التنقيب عن الغاز الإسرائيلي طفرة في عام 2023، مع تنافس دول الشرق الأوسط -التي تمتلك احتياطيات هائلة من الغاز- على تعويض أوروبا عن نقص الإمدادات الروسية.
وعزّزت الحكومات السابقة برئاسة رئيس الوزراء العائد بنيامين نتنياهو، تطوير حقول الغاز في المياه الاقتصادية لإسرائيل، ومن المتوقع أن تستأنف حكومة نتنياهو القادمة هذه الجهود، وفقًا لما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع المونيتور (al-monitor).
ويعلم نتنياهو أن إسرائيل مثل قبرص واليونان ومصر، تبحث جميعًا عن حلول لزيادة صادرات الطاقة إلى أوروبا، بما في ذلك توسيع الاحتياطيات وقدرات التصدير.
احتياطيات الغاز الإسرائيلي
استفاد نتنياهو من الاكتشافات الرئيسة لاحتياطيات الغاز في حقلي ليفياثان وتمار منذ أكثر من عقد، في تحركات دبلوماسية إقليمية، بما في ذلك إنشاء منتدى للدول المنتجة للغاز في شرق البحر المتوسط.
وبمجرد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، من المتوقع أن تبحث عن طرق لزيادة الاستخراج من حقول الغاز الطبيعي الحالية، والبحث عن احتياطيات جديدة وزيادة الطاقة التصديرية.
ويعتقد خبراء أنه ما تزال هناك احتياطيات غاز غير مُستكشفة في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت عدّة شركات إسرائيلية ودولية مؤخرًا إلى اهتمامها بالتنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة شواطئ إسرائيل، بعد إعلان وزارة الطاقة في 13 ديسمبر/كانون الأول 2022 مناقصة رابعة للحصول على تصاريح للبحث عن الغاز في المياه الإسرائيلية.
وكانت وزيرة الطاقة كارين الحرار قد صرّحت قبل عام بأنها لن تقوم بعمليات استكشاف غاز جديدة في عام 2022؛ ما أدى فعليًا إلى تجميد أيّ مناقصات لمزيد من التنقيب عن الغاز قبالة شواطئ إسرائيل.
وأرجعت ذلك حينها إلى التوسع في مشروعات الطاقة الخضراء والضغوط التي تمارسها جماعات حماية البيئة التي تعارض التنقيب الإضافي عن الغاز البحري.
حقل تمار
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية التي تلت ذلك في إسرائيل، في مايو/أيار (2022)، أعلنت وزيرة الطاقة الإسرائيلية تغييرًا في السياسة القائمة واقتراب طرح مناقصة جديدة، ثم وقّعت يوم 15 يونيو/حزيران (2022) مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي ومصر؛ لتسريع عملية تصدير الغاز إلى أوروبا.
ويُباع الغاز الإسرائيلي منذ بداية عام 2022 إلى الأردن، ويعمل على تشغيل محطات الطاقة الرئيسة في البلاد.
وتضمن عطاء 13 ديسمبر/كانون الأول تصاريح تنقيب في 4 مناطق بحرية، في بعض هذه المناطق، وأُصدِرَت تصاريح بحث سابقة، وأُجرِيَت المسوحات الزلزالية.
وتمتلك الحقول الإسرائيلية الحالية طاقات إنتاجية لم تُستَغَلّ بالكامل، وأعلنت الشركات المشاركة في حقل تمار، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنها ستستثمر نحو 673 مليون دولار لتوسيع استخراج الغاز من الاحتياطي في ضوء الطلب المتزايد من إسرائيل والخارج.
بعد ذلك بوقت قصير، عرض رجل الأعمال الإسرائيلي آرون فرنكل على شركة مبادلة الإماراتية شراء نصف أسهمها في تمار، بنحو 520 مليون دولار.
يحتوي حقل تمار على أكثر من 300 مليار متر مكعب من الغاز، ولديه القدرة على إنتاج 11 مليار قدم مكعبة من الغاز سنويًّا.
وحققت شركة نيوميد إنرجي، الشريكة في حقل ليفياثان، أرباحًا قياسية هذا العام، بسبب زيادة صادراتها إلى مصر والأردن.
التنقيب عن الغاز
من المتوقع أن تضغط كل هذه التطورات على الحكومة الجديدة لتوسيع التنقيب عن الغاز، وكذلك زيادة حصص الغاز المُخصّصة للتصدير.
وهناك حافز آخر للحكومة الجديدة لزيادة الاستكشاف، وهو الطلب المتزايد في إسرائيل، ومن المتوقع أن يرتفع سعر الكهرباء في إسرائيل بأكثر من 8% في بداية شهر يناير/كانون الثاني المقبل (2023)، لأن خُمس إنتاجها من الكهرباء ما يزال من الفحم الذي ارتفع سعره بشكل كبير.
ووفقًا لخطط الحكومة، فإنه في غضون 5 سنوات، ستُستَبدَل محطات الغاز الطبيعي بمحطات الفحم، وستتحول الصناعة الإسرائيلية -أيضًا- إلى الغاز؛ ما يزيد من معدلات الطلب.
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز أبحاث الكنيست في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، يمكن لإسرائيل حاليًا إنتاج نحو 900 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
ويقدّر الخبراء أن إمكانات حقول الغاز في الأراضي الاقتصادية الإسرائيلية تبلغ ضعف ذلك على الأقلّ، لكن قدرة خطوط أنابيب التصدير الإسرائيلية لا تزال محدودة.
وتحدثت وزيرة الطاقة القبرصية ناتاشا بيليدس عن بناء خط أنابيب محتمل من حقل كاريش الإسرائيلي المملوك لشركة إنرجيان إلى الجزيرة الواقعة في الشرق الأوسط.
وقالت بيليدس، إن خط الأنابيب من كاريش سيمتدّ إلى محطة تسييل ستُنشَأ في قبرص، ومن هناك إلى أوروبا.
موضوعات متعلقة..
- نيوميد إنرجي الإسرائيلية توقع اتفاقًا للتنقيب عن الغاز في المغرب
- إسرائيل تعتزم بناء محطة عائمة للغاز المسال في شرق المتوسط
- شركة إسرائيلية تتلقى تمويلًا فرنسيًا لنشر مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- ألمانيا تؤمّن إمدادات الغاز المسال عبر اتفاقية طويلة الأجل مع سيمبرا الأميركية
- أول سيارة مغربية لن تعمل بالكهرباء.. وهذا موعد الإنتاج
- إندونيسيا تسرع وتيرة استكشاف النفط والغاز وتمنح موقعين لشركتين محليتين