تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددةعام على حرب أوكرانيا

التحول الأخضر ينتعش في 2022 بسبب الحرب الأوكرانية (تقرير)

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • عام 2022 نقطة تغيير إيجابية في مسيرة التحول الأخضر.
  • أزمة تغير المناخ أجبرت الدول والحكومات على التقدم نحو تحول الطاقة.
  • القوانين الجديدة تضع أميركا على مسار دائم بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
  • أزمة الطاقة دفعت أوروبا إلى الاستغناء عن الغاز.
  • الانتخابات في أستراليا والبرازيل غيّرت مشهد الطاقة.

يبدو أن عام 2022 أصبح بمثابة نقطة تغيير إيجابية في مسيرة التحول الأخضر، وإحراز تقدم في محاربة تغير المناخ.

وفي ظل الحرب التي قلبت أسواق الطاقة العالمية رأسًا على عقب، تأكد العالم من أن تحول الطاقة لن يكون سلسًا، بل ستكون الرحلة صعبة؛ لما تشهده من اضطراب في الطاقة.

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن الـمُدد التي تغير فيها نظام الطاقة بشكل كبير، سواء في 1979 أو 2022، كان هناك نمط واضح يميزها، يتمثل في الأزمات؛ فعندما تزداد ندرة إمدادات الطاقة وتصل أسعار الوقود الأحفوري إلى مستويات عالية؛ تتصرف الحكومات.

وقد تكون ردود الأفعال عبارة عن مسكّنات، من خلال خفض الأسعار على المدى القصير، ولكنها لا تفعل الكثير لتغيير الاعتماد على الوقود الأحفوري.

كما يُمكن أن تكون مثل الجراحة الكبرى، من خلال تغيير البنية التحتية للطاقة بشكل أساسي، ولكن ما يهم حقًا هو التغييرات الأخيرة؛ لأنه من الصعب التراجع عنها.

التحول الأخضر في أميركا

في عام 2022، أوجدت السياسات الجديدة في الولايات المتحدة وأوروبا والانتخابات في أستراليا والبرازيل زخمًا للتحول نحو الطاقة النظيفة.

وبعد أكثر من 3 عقود من الجهود الفاشلة إلى حد كبير، أقر الكونغرس الأميركي سلسلة من مشروعات قوانين المناخ التي تستهدف بشكل مباشر البنية التحتية.

ومن المتوقع أن يستثمر أكبرها -قانون خفض التضخم- نحو 370 مليار دولار أميركي في الصناعات النظيفة.

وسيتدفق الكثير من التمويل من خلال ائتمانات ضريبية غير محدودة للأسر لكل شيء، بدءًا من السيارات الكهربائية إلى الألواح الشمسية والمضخات الحرارية التي تعمل بالكهرباء بدلًا من الغاز.

في البداية، بدا أن هذه الحزمة ستفشل في إنجاح الأمر؛ ولكن في النهاية، خلقت أسعار الطاقة المرتفعة الظروف للعمل؛ إذ أدت الزيادات في أسعار الوقود الأحفوري إلى 41% من التضخم في الولايات المتحدة، وفق أحد التقديرات.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مساهمة الطاقة المتجددة في أميركا بحلول عام 2050:

الطاقة المتجددة

قوانين الطاقة الأميركية الجديدة بعيدة كل البعد عن الكمال؛ إذ إنها تشمل استثمارات في البنية التحتية للوقود الأحفوري، مثل الحافلات التي تعمل بالغاز، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وحتى الآن، قاوم العديد من المرافق الكهربائية تحديث خططها لبناء طاقة نظيفة بشكل أسرع.

ومع ذلك، فإن هذه القوانين الجديدة بشكل عام ستضع الولايات المتحدة على مسار دائم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، حتى لو كانت الرحلة بها صعود وهبوط.

التحول الأخضر في أوروبا

من المحتمل أيضًا أن يكون هذا العام نقطة تحول بالنسبة إلى أوروبا؛ إذ أدت أزمة الطاقة -التي قادها غزو روسيا لأوكرانيا- إلى عزل القارة العجوز عن أكبر مصدر للغاز الأحفوري، وفق ما أوردته "نيويورك تايمز".

استجابةً لذلك، ارتفعت الأسعار؛ ففي أغسطس/آب، كلّف الغاز في الاتحاد الأوروبي 12 ضعف ما كان عليه في بداية عام 2021.

كما يشهد التحول الأخضر تطورًا عقب انفجار خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم في سبتمبر/أيلول، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه عمل تخريبي، وألحق الضرر بحلقة وصل رئيسة بين روسيا وأوروبا.

إذ ليس من الواضح ما إذا كان يمكن إصلاح خطوط الأنابيب. على الأرجح، سيقلل الضرر بشكل دائم من وصول أوروبا إلى الوقود الأحفوري.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي في أوروبا:

توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي في أوروبا

وبالنظر إلى هذه الاضطرابات، سارعت أوروبا في خططها للتحرك نحو الطاقة النظيفة.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني، قرر الاتحاد الأوروبي تسريع إصدار التصاريح والتركيبات لمشروعات الطاقة المتجددة من خلال تحديد جداول زمنية قصوى لمعدات مثل الألواح الشمسية والمضخات الحرارية.

كما أنهى مفاوضو الاتحاد الأوروبي مؤخرًا اتفاقًا لخفض التلوث الكربوني بشكل أسرع هذا العقد.

وفي أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، كان استخدام الغاز في أوروبا أقل بمقدار الربع تقريبًا من متوسط السنوات الـ5 للمدّة ذاتها؛ ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الأشخاص الذين يغيرون سلوكهم لتوفير الطاقة، وهو اتجاه قد يكون مؤقتًا.

ومع ذلك، شهدت بولندا وهولندا وإيطاليا والنمسا نموًا هائلًا في مبيعات المضخات الحرارية في النصف الأول من عام 2022، ومن غير المحتمل أن تعود المباني التي تحتوي على مضخات حرارية الآن إلى حرق الغاز، حتى لو تغير الوضع الجيوسياسي.

ونظرًا إلى أن العالم يصنع المزيد من الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية، فسيتعلم أيضًا كيفية جعلها أرخص؛ إذ لا يمكن التراجع عن هذا الابتكار بسهولة، ومع انخفاض أسعار التكنولوجيا النظيفة؛ سيختارها المزيد من المستهلكين والشركات حول العالم بدلًا من الوقود الأحفوري.

التحول الأخضر في أستراليا

كما مهّدت الانتخابات هذا العام الطريق لمزيد من السياسات التي تحرك نظام الطاقة العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

بعد حرائق الغابات المدمرة في أستراليا على مدى السنوات القليلة الماضية التي قتلت أو شرّدت 3 مليارات من الحيوانات البرية ودمرت الآلاف من المنازل، أصبحت حصيلة التقاعس عن العمل المناخي واضحة لمزيد من المواطنين.

في مايو/أيار، استبعد الناخبون الأستراليون حزبًا كان أسلوبه في التعامل مع تغير المناخ يتمثل في الرفض والتأجيل، وفق الصحيفة الأميركية.

ووضع حزب العمال المنتصر تغير المناخ في قلب برنامجه، وهزم المرشحون المستقلون السياسيين الحاليين الذين كانوا يحافظون على مناصبهم من خلال إدارة حملات مناخية عدوانية.

وتدرس حكومة حزب العمال الأسترالية الآن نوع نظام الطاقة الذي تريد بناءه، وسيتعين عليها اتخاذ خيار صعب بشكل خاص للابتعاد عن الفحم إذا أرادت متابعة التزاماتها المتعلقة بالمناخ.

التحول الأخضر في البرازيل

في أكتوبر/تشرين الأول، اختار الشعب البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسًا مقبلًا له، رافضًا نظام جايير بولسونارو المناهض للبيئة، بحسب ما أوردته "نيويورك تايمز".

فقد زادت إزالة الغابات بنسبة 50% في غضون 6 أشهر، بعد وصول بولسونارو إلى السلطة في عام 2019، كما أدت سياساته إلى تدمير مساحة من الغابات أكبر من بلجيكا في أقل من 3 سنوات.

وفي الشهر الماضي في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 27، قال الرئيس لولا إنه "سيفعل كل ما يتطلبه الأمر "للقضاء على إزالة الغابات"، مشددًا على أن "تغير المناخ ستكون له الأولوية القصوى" في حكومته.

إلا أن مسيرة التحول الأخضر في البرازيل لن تكون سهلة؛ نظرًا إلى أن آليات الإنفاذ البيئية التي فككها بولسونارو لا يُمكن إعادة بنائها بين عشية وضحاها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق