التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الغاز الطبيعي يثير حفيظة أطباء كندا: ليس انتقاليًا وخطر على الصحة

طالبوا بتغريم رابطة الغاز الكندية 10 ملايين دولار

هبة مصطفى

انتقلت عدوى الصراع بين داعمي الوقود الأحفوري من جهة وبين نشطاء البيئة من جهة أخرى إلى القطاع الصحي، إذ اتهم أطباء كنديون صناعة الغاز الطبيعي بأنها تشكّل خطرًا على صحة الإنسان والكوكب.

ولم يكتفِ أعضاء القطاع الطبي في البلاد بذلك، بل وصل الأمر إلى ملاحقة "رابطة الغاز الكندية" ومطالبة الجهات المعنية بتغريمها مبالغ ضخمة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأت تحقيقات في تلك الادعاءات منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني لشركة كوربوريت نايتس (Corporate Knights) الكندية المعنية بالاقتصاد المستدام.

غسل أخضر

ترى الرابطة الكندية للأطباء المهتمين بالبيئة "سي إيه بي إي" - أن الادّعاءات بأن الغاز الطبيعي وقود انتقالي، ويمكن إدراجه تحت نطاق الطاقة النظيفة، ما هي إلّا "غسل أخضر" لأنشطة الشركات والهيئات الداعمة له.

الغاز الطبيعي
أحد خطوط الأنابيب لنقل تدفقات الغاز - الصورة من (Hakai Magazine)

وانتقد أعضاء الرابطة -التي تضم عددًا من طواقم التمريض والمدافعين عن الصحة العامة بالبلاد- ترويج رابطة الغاز الكندية، للغاز بصفته "نظيفًا، وتكلفته ملائمة"، ووصفوا ذلك بأنه "تضليل" للعملاء والمستهلكين.

وأبدت الرابطة رفضها محاولات إضفاء "الصبغة المناخية" على الغاز الطبيعي بصفته وقودًا، إذ رأوا أن دفع مبالغ مقابل ذلك تحت غطاء "الغسل الأخضر" واستمرار تطوير الصناعة أمر غير مقبول وغير قانوني.

وتقدَّم 6 من أعضاء الرابطة لمكتب المنافسة -في سبتمبر/أيلول الماضي- بشكوى، طالبوا خلالها بتغريم رابطة الغاز الكندية لما يصل إلى 10 ملايين دولار، وتوقّف أعضائها (شركة إنبريدج، وشركة إبكور أوتيليتيز، وشركة ترانس كندا "تي سي إنرجي" المشغّلة لخط أنابيب كيستون") عن الترويج للغاز بصفته وقودًا نظيفًا وزهيد التكلفة.

وأعلن مكتب المنافسة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدء التحقيق في تلك الشكوى، دون إيضاح سقف زمني لإعلان نتائج التحقيقات.

الغاز الطبيعي والانبعاثات

لم تأت مهاجمة الأطباء الكنديين لمحاولات تطوير صناعة الغاز الطبيعي من فراغ، إذ إن غاز الميثان -المُسهم بقوة في زيادة المخاطر المناخية والاحتباس الحراري- يعدّ أبرز المكونات الرئيسة له.

وبجانب ذلك، ينظر الأطباء إلى اعتبارات واستعمالات فردية للغاز قد تؤدي في نهاية الأمر إلى أخطار جسيمة، مثل تزويده لمواقد صنع الطعام والسخانات وأجهزة التدفئة المنزلية بالإمدادات، وما ينتج من انبعاثات عن احتراقه خلال التشغيل.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إسهام حصة الغاز في كندا بالانبعاثات الكربونية، والتي تأتي في المرتبة الثانية عقب النفط، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

الطاقة النظيفة في كندا

وبجانب استمرار التحقيقات، شنّت رابطة الأطباء حملة ضد صناعة الوقود الأحفوري بالكامل، وقالت مديرة الحملة "ليا تيمبر"، إن الغاز لا يمكن عدّه "طبيعيًا"، إذ لا يمكن لأحد عناصر صناعة النفط والغاز الأحفورية أن يكون نظيفًا وصديقًا للبيئة.

وأكد الأطباء في كندا أن مخاطر صناعة الوقود الأحفوري والترويج لها بقوة خلال مرحلة انتقال الطاقة تتمثل في تهديدها للصحة العامة للكوكب بأكمله، من خلال تشجيع الطلب عليه بصفته "منخفض الكربون" بينما تسعى الجهود المناخية والسياسات والالتزامات الدولية على قدم وساق لملاحقة تلك الرؤية.

ملاحقة الوقود الأحفوري

تهدف رابطة الأطباء المهتمين بالبيئة في كندا "سي إيه بي إي" -التي تضم 700 ألف عضو- إلى حظر إعلانات الوقود الأحفوري والترويج له، مثلما فعلت الحكومة الفرنسية في وقت سابق.

الغاز الطبيعي
رافعة بأحد مواقع الوقود الأحفوري في كندا - الصورة من (The Globe and Mail)

ولم تغفل الرابطة ممارسة ضغوط على الحكومة تهدف إلى إدراج لوائح جديدة توضح ماهية "الغسل الأخضر" في حركة التعديلات التشريعية التي تشهدها البلاد الآونة الحالية.

واستندت الرابطة إلى أن وضع ملامح وخطوط حمراء لـ"الغسل الأخضر" يلقى دعمًا دوليًا ظهر بقوة خلال انعقاد قمة المناخ كوب 27 شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية، بقيادة وزيرة البيئة السابقة في كندا وممثلين من الأمم المتحدة.

وفي المقابل، تمسكت رابطة الغاز الكندية بأن الغاز الطبيعي يشكّل عنصرًا مهمًا لمزيج الطاقة في البلاد، كما تروّج مجموعات أخرى إلى أن أوتاوا من أكبر منتجي الوقود في العالم، وتوفر طاقة نظيفة وموثوقة بأسعار ملائمة على الصعيد المحلي للاستعمالات المنزلية والتجارية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق