المقالاترئيسيةغازمقالات الغازمقالات النفطنفط

لماذا ترفض أميركا وكندا تكثيف إنتاج النفط والغاز؟ (مقال)

مايكل شلنبرغر - ترجمة: نوار صبح

في يونيو/حزيران الماضي، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي جو بايدن أنه لا يمكنه الاعتماد على الدول العربية لإنتاج المزيد من النفط.

ومؤخرًا، زار المستشار الألماني أولاف شولتس كندا لحثِّها على تقديم "دور رئيس" في تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال.

وخلال الأسابيع التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا مباشرة، بدا الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ملتزمين بزيادة إنتاج النفط والغاز في الداخل لمساعدة حلفائهما في الخارج.

وأعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستزيد كمية الغاز المسال الذي ترسله إلى أوروبا، لتحل محل ما كانت تستورده من روسيا.

بدوره، قال ترودو إنه كان "يبحث عن طريقة لنقل المزيد من النفط والغاز إلى أوروبا".

ويبدو جليًّا، الآن، أنه لا بايدن ولا ترودو قد أوفيا بوعودهما.

وبالنظر إلى انهيار المحادثات السرية خلف الكواليس، يستمر القادة الأوروبيون في مناشدة الولايات المتحدة وكندا إنتاج المزيد من النفط والغاز للتصدير.

دعوة كندا إلى زيادة صادرات الغاز لأوروبا

مؤخرًا، سافر المستشار الألماني أولاف شولتس إلى كندا، لمطالبة ترودو بتصدير المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

لماذا ترفض أميركا وكندا زيادة إنتاج النفط والغاز
من اليمين: المستشار الألماني ورئيس الوزراء الكندي والرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي

وصرّح شولتس في مدينة تورنتو الكندية: "أنه نظرًا إلى أن ألمانيا تستغني عن الطاقة الروسية بسرعة فائقة، فإن كندا هي الشريك المفضل لألمانيا".

وأوضح أن هذا يعني، في الوقت الحالي، زيادة واردات ألمانيا من الغاز الطبيعي المسال، معربًا عن أمله أن يؤدي الغاز الطبيعي المسال الكندي دورًا رئيسًا في هذا.

من جانبه، رفض ترودو الفكرة قائلًا إنه "لم تكن هناك أبدًا حالة عمل قوية" لإرسال الغاز الطبيعي المسال الكندي إلى أوروبا.

وعلى النقيض من ذلك، قال ترودو إن هناك حالة تجارية قوية لدى كندا لإنتاج غاز الهيدروجين وتصديره إلى ألمانيا.

وأضاف ترودو أن الشركات الألمانية توقع صفقات لشراء هيدروجين مصنوع في كندا، مؤكّدًا أن الطلب موجود.

وكانت مزاعم ترودو سخيفة؛ إذ يمثّل الهيدروجين أقل من 2% من استهلاك الطاقة في أوروبا، و96% منه مصنوع من الغاز الطبيعي.

في مقابل ذلك، تواجه أوروبا نقصًا في الطاقة والكهرباء والأسمدة بسبب ندرة الغاز الطبيعي وارتفاع أسعاره، الذي يمثّل 24% من مزيج الطاقة في الاتحاد الأوروبي، ويُعدّ ضروريًا للصناعات الأوروبية.

أمّا بالنسبة إلى حالة الأعمال، كل ما يحتاج المرء إلى معرفته هو أن سعر الغاز الطبيعي في أوروبا أعلى بمقدار 18 مرة من سعره في كندا (90 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 5 دولارات/مليون وحدة حرارية بريطانية).

وأشار الكاتب الصحفي لدى صحيفة ناشيونال بوست الكندية تريستين هوبر، إلى أن كندا أضاعت واحدة من أعظم الفرص في تاريخها.

وبيّن أن بوسع كندا توجيه ضربة قوية للهيمنة الروسية على الطاقة في أوروبا الغربية. وبدلاً من ذلك، تبدو أوتاوا كأنها تؤدي دورًا هامشيًا على هذا الصعيد.

قدرات أميركا وكندا الإنتاجية

النفط والغاز
إحدى ناقلات الغاز المسال الأميركي - الصورة من "إنرجي إنتلجنس"

صحيح أن الولايات المتحدة وكندا تنتجان غازًا طبيعيًا أكثر من أي وقت مضى. وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وسيزداد إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا من 95.1 مليار قدم مكعبة يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 97.5 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول ديسمبر/كانون الأول 2022، وهو رقم قياسي.

علاوة على ذلك، زادت صادرات الولايات المتحدة بنسبة 12% في النصف الأول من عام 2022.

ومن المرجح أن تشهد كندا زيادة في إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 7%، والصادرات بنسبة 10% في عام 2022.

وقد كانت هذه الزيادات جارية قبل أن يتولى بايدن منصبه، وتُعدّ جزءًا صغيرًا مما يمكن أن تنتجه أي من الدولتين.

وتقدّر شركة "إي كيو تي" الأميركية، أكبر منتج للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، أن البلاد يمكن أن تنتج بسهولة 4 أضعاف الغاز الطبيعي المسال، 569 مليار متر مكعب سنويًا.

ولدى وضع هذا الرقم في الاعتبار، استوردت ألمانيا إجمالي 142 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في عام 2021، في حين استهلك الاتحاد الأوروبي ما مجموعه 412 مليار متر مكعب في عام 2021.

لماذا -إذن- لا تكثّف الولايات المتحدة وكندا بصفة كبيرة إنتاج الغاز الطبيعي والنفط لمساعدة حلفائنا؟ لماذا يطلب بايدن وترودو من أوروبا أن تكفّ عن المطالبة بزيادة إنتاج وتصدير الغاز؟

مايكل شلنبرغر - كاتب صحفي ومؤلف أميركي مهتم بقضايا البيئة وتغير المناخ.

ملحوظة: نُشر هذا المقال لأول مرة في المدونة الشخصية للكاتب، وأعادت "الطاقة" نشره بالاتفاق معه.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق