تقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةهيدروجين

المغرب ومصر يقودان استثمارات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. تريليون دولار سنويًا

دينا قدري

أظهر تقرير حديث أن قارة أفريقيا لديها القدرة على إنتاج 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2035، من خلال تسخير إمكانات الطاقة الشمسية الهائلة.

وأوضح تقرير "إمكانات الهيدروجين الأخضر غير العادية في أفريقيا" -الذي أصدره بنك الاستثمار الأوروبي، اليوم الأربعاء (21 ديسمبر/كانون الأول)- أنه يُمكن لعدد من الدول في القارة إنتاج الوقود بتكلفة أقل من 2 يورو (2.12 دولارًا) لكل كيلوغرام.

ويعني ذلك تحقيق استثمارات إجمالية تُقدّر بتريليون يورو (1.06 تريليون دولار)، بحسب التقرير الذي اشترك في إصداره الاتحاد الأفريقي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إمكانات هائلة في أفريقيا

افترض التقرير أن الهيدروجين الأخضر سيُنتج في 3 محاور رئيسة في القارة؛ وهي مصر، ومحور شمال غرب أفريقيا في المغرب وموريتانيا، ومحور أفريقيا الجنوبية في ناميبيا وجنوب أفريقيا.

وأضاف أنه رغم أن خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر هي الأكثر تقدمًا في تلك الدول، فإن عددًا من الدول الأخرى تشمل الجزائر ونيجيريا وموزمبيق لديها القدرة على بدء الإنتاج.

وستكون مصر أكبر منتج بـ20 مليون طن سنويًا، والثاني سيكون محور أفريقيا الجنوبية بـ17.5 مليون طن، في حين يُمكن للمغرب وموريتانيا أن ينتجا معًا 12.5 مليون طن.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات إنتاج الهيدروجين واستخدامه المخطط تنفيذها عالميًا، استنادًا إلى معلومات تقرير منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك":

أوابك وحجم استثمارات مشروعات الهيدروجين المعلنة حتى يوليو 2022

فوائد الاستثمارات في أفريقيا

يُمكن أن توفر استثمارات الهيدروجين الأخضر ما يعادل أكثر من ثلث استهلاك الطاقة الحالي في أفريقيا، وتعزيز إجمالي الناتج المحلي، وتحسين إمدادات المياه النظيفة، وتمكين المجتمعات.

ويقدّر التقرير أن هذه الاستثمارات يُمكنها أن تقلل من انبعاثات الكربون في أفريقيا بنسبة 40%، ما يؤدي إلى التخلص من 500 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

كما سلّط التقرير -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- الضوء على تمكين أفريقيا لتكون قوة عالمية في الهيدروجين الأخضر.

إذ سيؤدي توليد الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع إلى تمكين أفريقيا من توفير 25 مليون طن لأسواق الطاقة العالمية، أي ما يعادل 15% من الغاز الحالي المستخدم في الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى إيجاد بدائل للإمدادات الروسية.

وسيصدر بنك الاستثمار الأوروبي، في الأشهر المقبلة، بحثًا متعمقًا حول إمكانات الاستثمار المحلي في الهيدروجين الأخضر والمتطلبات التنظيمية والطلب المتغير.

الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

يقترح التقرير 3 متطلبات لتمكين إنتاج 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بحلول عام 2035.

إذ أشار التقرير إلى ضرورة تفعيل خطط التخطيط والحوافز الوطنية، بما يضمن تطوير السياسات المحلية والأطر التنظيمية التي تحشد استثمارات القطاع الخاص والابتكار لتطوير سلاسل القيمة المحلية ودمجها مع الأسواق الدولية.

كما يجب أن تثبت المشروعات التجريبية النجاح في توليد الهيدروجين الأخضر وتخزينه وتوزيعه واستخدامه على النطاقين التجريبي والتجاري.

بالإضافة إلى ذلك هناك حاجة إلى شراكات قائمة على السوق لتمكين عمليات الشراء والطلب على نطاق واسع محليًا ودوليًا، والعمل بصورة مشترك لتصميم البنية التحتية وتمويلها وبنائها وتشغيلها، لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه ونقله.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

أنوع الهيدروجين

أفضل طاقة متجددة في العالم

قال وزير الطاقة الموريتاني عبدالسلام ولد محمد صلاح: "تمتلك أفريقيا أفضل طاقة شمسية في العالم، ويُمكن أن يؤدي تحويل الطاقة الشمسية إلى هيدروجين أخضر إلى تعزيز أمن الطاقة، وخفض الانبعاثات والتلوث، وإزالة الكربون من الصناعة والنقل".

وأضاف: "يعمل بنك الاستثمار الأوروبي مع شركاء في جميع أنحاء أفريقيا وحول العالم، لتسخير إمكانات الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر منخفض التكلفة على نطاق واسع"، بحسب ما نقله الموقع الرسمي لبنك الاستثمار الأوروبي.

من جانبه، قال نائب رئيس بنك الاستثمار الدولي أمبرواز فيول: "تمتلك أفريقيا أفضل طاقة متجددة في العالم، ويُمكن أن تؤدي زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى تحويل الوصول إلى الكهرباء والمياه النظيفة منخفضة التكلفة".

كما شدد على أن إطلاق إمكانات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا سيتطلب تعاونًا وثيقًا بين الشركاء في القطاعيْن العام والخاص والماليين.

وأشار المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، الدكتور أجاي ماثور، إلى أن "تكنولوجيا الطاقة الشمسية وفّرت لنا أرخص أنواع الكهرباء. سيتكلف أقل من 2 يورو لكل كيلوغرام في العديد من الدول الأفريقية بحلول عام 2030، وهو أقل بكثير من الافتراض الحالي البالغ 5 يوروهات، ويتناقض بصورة صارخة مع 60-70 دولارًا المدفوعة مقابل برميل النفط".

وتابع: "بفضل هذه الكهرباء منخفضة التكلفة وتقليل تكاليف التحليل الكهربائي فإن الخطوة التالية هي توفير الوصول إلى وقود نظيف، وأرخص من جميع أنواع الوقود الأحفوري الحالية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق