تقديم طلب دعم المحروقات في الأردن.. هل يشهد 2023 تطورات جديدة في الملف؟

مع تصاعد أزمة اضراب سائقي الشاحنات، زاد الحديث والبحث عن آليات تقديم طلب دعم المحروقات في الأردن، مع اقتراب نهاية العام، والتساؤل عن مصير الملف في العام الجديد (2023).

وتسببت أسعار الوقود في الأردن التي سجلت عدّة ارتفاعات خلال 2022 إلى حالة من الاستياء العام، خاصة أنها تعدّ الأعلى في الوطن العربي، ما دفع سائقي الشاحنات إلى الدخول في إضراب مفتوح تسبَّب في تعطيل نقل صادرات وواردات البلاد لعدّة أيام.

يعدّ تقديم طلب دعم المحروقات في الأردن جزءًا من برنامج صندوق المعونة الوطنية، الذي يوفر دعمًا نقديًا مباشرًا للأسر للتخفيف من تأثير أسعار النفط العالمية.

آليات دعم المحروقات في الأردن

يُقَدَّم طلب دعم المحروقات في الأردن عبر البوابة الإلكترونية لصندوق المعونة الوطنية، ضمن برنامج الدعم النقدي الموحد، والذي بموجيه تُدمَج كل أشكال الدعم (دعم الخبر، دعم المحروقات.. إلخ) في صورة دعم نقدي للأسر الفقيرة.

كما يُدعَم سائقو سيارات الأجرة ووسائل النقل العامة من خلال توزيع بطاقات بموجبها يستطيعون الحصول على كميات من الوقود من المحطات المعتمدة.

كان صندوق المعونة قد أعلن فتح استقبال طلبات الحصول على الدعم النقدي حتى نهاية العام الجاري، وبعد ذلك يُحَدَّد المستحقون للدعم من خلال نظام الاستهداف الحكومي الموحد الذي يعتمد أكثر من 57 مؤشرًا تعبّر عن أهم العوامل التي ترتبط بتحديد مستوى معيشة الأسر ومستوى حاجة الأسر للدعم والمساعدة؛ ليُعاد بعدها ترتيب الأسر الأشدّ فقرًا، شهريًا.

خطط الدعم في 2023

مع تصاعد أزمة أسعار الوقود، تخوَّف الكثيرون من مواصلة الحكومة استقبال تقديم طلب دعم المحروقات في الأردن، في ظل مساعيها لخفض فاتورة المشتقات النفطية التي تحمّل الموازنة العامة للبلاد أعباءً كثيرة.

كان رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة قد رفض مؤخرًا المطالبات النيابية بتخفيض أسعار المشتقات النفطية، لا سيما الديزل والبنزين، وإلغاء الضريبة المضافة عليهما، مؤكدًا أن حكومته ستعكس أسعار المشتقات النفطية بالسعر الدولي على الأسعار محليًا، هبوطًا أو صعودًا.

وقال الخصاونة، إن الخزينة العامة لا تملك ترف دعم المحروقات مجددًا، لأن ذلك سيترتّب عليه عجز إضافي للموازنة وارتفاع في المديونية، لا سيما بعد دعم المحروقات بـ550 مليون دينار (774 مليون دولار) خلال العام الحالي.

دعم المحروقات في 2022

أقرّت الحكومة الأردنية، في يوليو/تموز، آلية صرف وتوزيع دعم المحروقات، المخصّص لمنتفعي صندوق المعونة الوطنية، وطلبة الجامعات غير المقتدرين، ووسائل النقل العامّ، والبالغة قيمته نحو 30 مليون دينار، بهدف التخفيف من آثار ارتفاع أسعار المحروقات.

ووفق الآلية، خُصِّص 16 مليون دينار لدعم الأسر المستفيدة من صندوق المعونة الوطنية، والبالغ عددها قرابة 216 ألف أُسرة، ونحو 4 ملايين دينار لدعم الطلاب الجامعيين غير المقتدرين بعدد 74 ألف طالب وطالبة، و5 ملايين دينار لدعم وسائل النقل العامّ.

وتقرر توزيع الدعم النقدي المخصص لارتفاع أسعار المحروقات لمدة 6 أشهر، لتشمل أشهر يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

وأوضح مدير عام صندوق المعونة الوطنية برق الضمور أن عدد الأسر التي ستستفيد من دعم المحروقات بلغ نحو 216 ألف أسرة، وهي الأسر المنتفعة من برنامجَي المعونات الشهرية المتكررة، والدعم النقدي الموحد، إذ تُحَوَّل المخصصات عبر الحسابات المصرفية أو المحافظ الإلكترونية الخاصة بالمنتفعين.

وضع الصندوق آلية لصرف الدعم، ليكون نصيب الأسرة المكونة من فرد أو فردين 8 دنانير، والمكونة من 3 -4 أفراد 11 دينارًا، والأسرة المكونة من 5 أفراد فأكثر 14 دينارًا.

يشار إلى أن تقديم طلب دعم المحروقات في الأردن متاح من خلال موقع صندوق المعونة الوطنية، ببرنامج الدعم الموحد من هنا، إذ يتطلب التقديم الرقم الوطني لطالب الدعم (رب الاسرة)، ورقم الهوية الشخصية، ورقم الهاتف المعتمد للأسرة، ثم استكمال باقي خطوات التسجيل.

آليات دعم وسائل النقل

وفقًا لآليات دعم المحروقات، تولّت هيئة تنظيم النقل البري آليات صرف الدعم المخصص للخطوط الرئيسة والفرعية التي تنضوي تحت مظلتها، والبالغ عددها 776 حافلة و3475 وسيلة نقل متوسطة و1021 سيارة أجرة "سرفيس"، بواقع 567150 دينارًا لكل شهر، أي ما مجموعه 3 ملايين و402900 دينار، لمدة 6 أشهر.

وتُدعَم لوسائل قطاع النقل العامّ عبر بطاقات مفعلة لتعبئة الوقود بجميع أنواع المحطات، ووُزِّعَت من خلال مكاتب الهيئة المنتشرة في المحافظات، إذ وُقِّعَت اتفاقيات لتوزيع بطاقات الدعم على الحافلات ومركبات الأجرة، وصُرِفَت المخصصات النقدية التي أقرّت آليتها الحكومة.

ووصل الدعم الموجّه إلى سيارات الأجرة "التاكسي" الذي يضم 5354 مركبة، إلى 267700 دينار لكل شهر، أي ما مجموعه مليون و 606200 دينار، لمدة 6 أشهر.

وتختلف مبالغ الدعم من مركبة إلى أخرى حسب حجم الحافلة والنفقات التشغيلية، وفق معادلة وُضعت لكل نمط نقل، إذ يصل الحدّ الأعلى للحافلات الكبيرة إلى 1200 دينار، تُوزَّع على دفعتين خلال 6 أشهر، بمعدل 200 دينار شهريًا.

أمّا الحدّ الأعلى للحافلات المتوسطة، فَيَصِل إلى 900 دينار خلال المدة كاملة، تُصرف بدفعتين، بينما يصل الحد الأعلى في مركبات الأجرة (السرفيس والتاكسي) إلى 300 دينار، وبمعدل 50 دينارًا شهريًا.

آليات دعم جديدة

أعلنت أمانة عمان الكبرى، أمس الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، آلية تقديم طلب دعم المحروقات في الأردن لوسائل نقل الركّاب العمومية داخل حدودها، ومن خلال إصدار بطاقات الدعم.

جاءت الآلية، التي ستُفَعَّل بطاقة الدعم لها مطلع الشهر المقبل 1 يناير/كانون الثاني 2023، على النحو الآتي:

• دعم المرخّص لهم مالكي وسائط نقل الركّاب (التاكسي والسرفيس) بقيمة 50 دينارًا شهريًا، ولمدة 3 أشهر.
• دعم المرخّص لهم مالكي وسائل نقل الركّاب (الحافلات المتوسطة) بقيمة 110 دنانير شهريًا، ولمدة 3 أشهر.
• دعم مالكي وسائل نقل الركّاب (الحافلات الكبيرة) بقيمة 150 دينارًا شهريًا، ولمدة 3 أشهر.

يشار إلى أن وسائل النقل العامّ داخل حدود عمان تتوزع بين 11 ألف تاكسي، و3 آلاف سرفيس، و200 حافلة متوسطة "كوستر".

ومن المقرر توقيع اتفاقية مع شركة تسويق المنتجات النفط "جوبترول" من أجل إصدار بطاقات الدعم التي ستُشحَن بداية كل شهر، ولمدة 3 أشهر، من خلال المحطات المعتمدة داخل حدود أمانة عمان.

ويُشترط للمتقدم للحصول على بطاقة دعم المحروقات إبراز رخصة وسيلة نقل ركّاب سارية المفعول، أو مشروحات من إدارة ترخيص السائقين والمركبات (الرخصة الأصلية وصورة عن الرخصة) والهوية الشخصية لمالك وساطة نقل الركّاب (الهوية الأصلية وصورة عن الهوية)، والسجل التجاري والمفوّض بالتوقيع إذا كان المالك شركة، وتفويض خطّي (الهوية الأصلية وصورة عن الهوية) لمالك المركبة والمفوّض.

واستُثنيَ من الدعم شركات الاستثمار الملتزمة بعقود تشغيل مع أمانة عمان، والتي صدرَ بحقّها قرار مجلس أمانة بالإعفاء من بدل الاستثمار المترتب عليها.

موضوعات متعلقة..

• تقرير أوروبي: تعرفة الكهرباء في الأردن دعمت إصلاحات قطاع الطاقة
• متى ينتهي التسجيل بمنظومة دعم الكهرباء في الأردن؟.. هيئة تنظيم الطاقة تجيب
• صندوق الطاقة المتجددة في الأردن.. شروط جديدة للحصول على الدعم

اقرأ أيضًا..

• كيف أثرت أزمة الطاقة في الطلب على الغاز المسال عالميًا؟.. 4 رسومات تكشف بالأرقام
• السعودية والكويت تقودان انتعاش قطاع تكرير النفط بالشرق الأوسط في 2023
• الجزائر تحسم موقفها من سقف أسعار الغاز في أوروبا