أخبار الهيدروجينسلايدر الرئيسيةهيدروجين

سباق إنتاج الهيدروجين الأخضر في آسيا يجذب كبرى الشركات الغربية

دينا قدري

يشهد إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ منافسة شديدة من قبل الشركات الغربية والإقليمية، مع زيادة الطلب العالمي لاستعمال الوقود في توليد الكهرباء.

إذ يُستعمَل الهيدروجين في تكرير النفط ولأغراض أخرى، لكن من المتوقع أن يزداد استعماله لتوليد الكهرباء في ظل تصاعد التوجّه العالمي نحو دفع إزالة الكربون، وفق منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "نيكاي آسيا" (Nikkei Asia).

ويأتي تحرّك آسيا نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، بعد أن أخذت أوروبا زمام المبادرة في هذا المجال، نظرًا لانتشار الطاقة المتجددة في القارة العجوز على نطاق واسع.

مشروعات أورستد في آسيا

تفكر شركة أورستد الدنماركية متعددة الجنسيات -أكبر شركة طاقة رياح بحرية في العالم- بدخول سباق إنتاج الهيدروجين الأخضر في آسيا.

وقال المسؤول عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ في أورستد، بير كريستنسن: "نودّ بالتأكيد أن نتوغل في هذا المجال أيضًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لذا يمكن القول من ناحية المفاهيم، لدينا خطة للبناء والتطوير أيضًا في الهيدروجين الأخضر، في جميع أنحاء العالم".

وأضاف -في تصريحات إلى صحيفة "نيكاي آسيا"، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة-: "إنه شيء سنفعله على الأرجح في نهج تدريجي، إذن ،أنت على حق.. كان لدينا تركيز أوّلي على أوروبا، لكن بالتأكيد في المستقبل المنظور، نريد أن نخطو إلى تلك المنطقة في آسيا".

وتدير أورستد شركة في الدنمارك تستعمل طاقة الرياح البحرية لتقسيم جزيئات الماء لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتتطلع حاليًا إلى الاستفادة من خبرتها في آسيا، بعد أن أطلقت العديد من المشروعات بشكل رئيس في بحر الشمال.

وقد وافقت أورستد على التعاون مع شركة بوسكو للصلب الكورية الجنوبية العام الماضي (2021) في مشروع طاقة الرياح البحرية.

وبدأت الشركتان أيضًا في دراسة جدوى لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ويمكنهما تحضير توريد لـ "صلب الهيدروجين" الذي يستعمل الهيدروجين بدلًا من الفحم للإنتاج.

مشروعات شركات النفط في آسيا

شركات النفط الغربية الكبرى تتسارع -أيضًا- لنشر مشروعاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ إذ أصبحت شركة النفط البريطانية بي بي أكبر مساهم في المحور الآسيوي للطاقة المتجددة، وهو مشروع أسترالي ضخم، إذ استثمرت 40.5%.

وتهدف الشركة البريطانية إلى الحصول على حصة 10% من السوق العالمية، مع خطط لإنتاج ما يصل إلى 1.6 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

كما تتعاون شركة شيفرون الأميركية مع شركة النفط الإندونيسية برتامينا، لبحث إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال الكهرباء التي يُحصل عليها من الطاقة الحرارية الأرضية في جنوب شرق آسيا.

وتخطط الشركة الأميركية لإنتاج 80 ألفًا إلى 160 ألف طن سنويًا في المستقبل.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

أنوع الهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في آسيا

في آسيا، حيث تتركز الصناعات التحويلية، يتزايد الطلب على الهيدروجين في صناعة الصلب وصناعة السيارات بشكل سريع.

ووفقًا لتقرير أعدّه مجلس الهيدروجين العالمي، فإن الطلب المشترك على الهيدروجين في الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية سيصل إلى 285 مليون طن في عام 2050، وهو ما يمثّل 43% من الإجمالي العالمي.

تهدف الصين -أكبر مستهلك للهيدروجين في العالم- إلى أخذ زمام المبادرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ إذ تُطلَق مشروعات واسعة النطاق، بما في ذلك بناء محطة تصنيع 20 ألف طن سنويًا من قبل شركة النفط المملوكة للدولة سينوبك.

وفي الهند، يُخَطَّط لمشروعات كبيرة واحدة تلو الأخرى، للاستفادة من مساحتها الشاسعة ووفرة أشعة الشمس ومصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات إنتاج واستعمال الهيدروجين المخطط تنفيذها عالميًا، استنادًا إلى معلومات منظمة أوابك:

أوابك تكشف حجم استثمارات مشروعات الهيدروجين المعلنة حتى يوليو 2022

كما سيوفّر التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عوامل إيجابية للنمو في اليابان.

إذ تبلغ تكلفة الهيدروجين المنتج في اليابان حاليًا نحو 2.5 دولارًا للكيلوغرام، بينما من المتوقع أن ينخفض هذا الرقم إلى 0.70 دولارًا للكيلوغرام بحلول عام 2050 في أستراليا والهند، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

ومن المرجح أن تتسارع شعبية الهيدروجين الأخضر في اليابان، نظرًا لأن تكلفة استيراد الوقود ستظل أرخص.

وتتجه الشركات التجارية اليابانية للاستحواذ على حصص؛ إذ تخطط شركة ميتسوي لاستثمار 28% في مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر يُخَطَّط له في أستراليا من قبل شركة تابعة لشركة إنجي الفرنسية، ومن المقرر أن تبدأ العمليات في عام 2024.

وفي الوقت نفسه، تعمل شركة ميتسوبيشي مع برتامينا وآخرين لبدء تشغيل قاعدة إنتاج في البلاد.

وتُعدّ الشراكات بين القطاعين العام والخاص في اليابان ضرورية للهيدروجين الأخضر للحفاظ على القدرة التنافسية الصناعية، مثلما هي الحال في مجالَي النفط والغاز الطبيعي المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق