هيدروجينالتقاريرتقارير الهيدروجينرئيسية

بي بي البريطانية تراهن على الهيدروجين لإزالة الكربون وخفض الانبعاثات

الشركة تنوي الكشف عن خططها الطموحة في فبراير المقبل

مي مجدي

زاد اهتمام الصناعات والشركات بالهيدروجين وسط تفاقم أزمة الطاقة العالمية، وكانت في مقدمتها شركة بي بي البريطانية التي تعول على الوقود النظيف لإزالة الكربون وخفض الانبعاثات.

وفي ظل تحرك حكومات الاقتصادات الكبرى لضخ النقود من أجل تطوير المشروعات لإزالة الكربون، يراهن الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية، برنارد لوني، على الهيدروجين لتشغيل المشروعات منخفضة الكربون في المستقبل، حسب وكالة رويترز.

ولدى الهيدروجين منخفض الكربون قاعدة جماهيرية كبيرة، ومن المتوقع أن يؤدي دورًا رئيسًا في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الصناعات الثقيلة وقطاع النقل.

إلا أن إنتاج الوقود النظيف مكلف وعادة ما يحتاج إلى دعم حكومي للدخول في منافسة أمام الوقود الأحفوري.

وتقدم الولايات المتحدة، على سبيل المثال، حوافز ضخمة لإنتاج الهيدروجين بموجب قانون خفض التضخم، المعروف -أيضًا- بخطة بايدن للمناخ والصحة والتي تبلغ قيمتها 430 مليار دولار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت مديرة قسم الهيدروجين التابع لشركة بي بي البريطانية في الولايات المتحدة، توميكا ماكليود، إن الشركة سارعت لاقتناص الفرصة من خلال إنشاء مركز هيدروجين منخفض الكربون بجوار مصفاة وايتنغ بولاية إنديانا، وما زال المشروع في مراحل التخطيط المبكرة.

الهيدروجين يتصدر الخطط

فور تولي الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية، برنارد لوني، منصبه منذ قرابة 3 سنوات، تعهّد بإعادة رسم سياسات الشركة وخفض انبعاثات الكربون عن طريق خفض إنتاج النفط والغاز، وتطوير مشروعات الطاقة المتجددة.

مديرة قسم الهيدروجين في الولايات المتحدة توميكا ماكليود
مديرة قسم الهيدروجين في الولايات المتحدة توميكا ماكليود - الصورة من لينكد إن

ومن المتوقع أن تكشف شركة النفط العملاقة عن أهدافها، في فبراير/شباط (2023)، وسيكون للهيدروجين دور بالغ الأهمية، إلى جانب الرياح البحرية.

وسعت الشركة إلى تجديد هيكلها لإنشاء قسم الهيدروجين بقيادة فيليب أربيلايز، والذي يضم 150 موظفًا.

كما استثمرت لتطوير عدة مشروعات ضخمة في الهيدروجين داخل أستراليا وأوروبا وبريطانيا.

بالإضافة إلى ذلك، تدرس الشركة مدى إمكان تطوير الهيدروجين الأخضر في عمان، وتنفيذ مشروعات في موريتانيا.

ففي الولايات المتحدة، تخطط شركتا بي بي البريطانية وعملاقة صناعة المواد الكيميائية ليندي لتطوير مشروع ضخم لاحتجاز الكربون وتخزينه؛ ما يسمح بإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون في منشآت الإنتاج الحالية التابعة لشركة ليندي بمنطقة هيوستن.

وخلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقّعت شركة بي بي البريطانية مذكرة تفاهم مع حكومة موريتانيا ستقدم بموجبها برنامجًا لاستكشاف إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد.

وفي يونيو/حزيران (2022)، وافقت عملاقة الطاقة البريطانية على الاستحواذ على 40.5% من الأسهم في المركز الآسيوي للطاقة المتجددة (إيه آر إي إتش) بغرب أستراليا، ويُعتقد أنه سيصبح أحد أكبر مراكز الطاقة المتجددة والهيدروجين في العالم.

كما تطور مشروعين في بريطانيا؛ حيث تهدف لإنتاج 1.5 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر والأزرق بحلول عام 2030.

ارتفاع الإنفاق على الهيدروجين

تُعَد شركة بي بي البريطانية من بين أكبر شركات النفط والغاز في العالم المستثمرة في مشروعات الهيدروجين، مثل شركة شل وتوتال إنرجي الفرنسية وإيني الإيطالية وريبسول الإسبانية.

ورغم أن إنفاق شركة بي بي البريطانية على مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون ما زال محدودًا؛ فإن من المتوقع أن يرتفع إلى مئات الملايين بحلول نهاية العقد مع بدء تطوير المشروعات.

وخلال عام 2022، أنفقت عملاقة الطاقة نحو ربع ميزانيتها البالغة 15.5 مليار دولار على أنشطتها منخفضة الكربون عندما استحوذت على شركة أركيا إنرجي الأميركية المنتجة للغاز الحيوي مقابل 4.1 مليار دولار.

وستكشف نائبة الرئيس التنفيذي لقطاع الغاز والطاقة منخفضة الكربون، آنجا إيزابيل دوتزنراث، في فبراير/شباط (2023)، عن أهداف إنتاج الهيدروجين النظيف للمرة الأولى الرامية إلى الاستحواذ على حصة بنسبة 10% من الهيدروجين في الأسواق الرئيسة بحلول عام 2030.

وقال المدير المالي لشركة بي بي البريطانية، موراي أوشينكلوس، إن قطاع الهيدروجين سيكون محط اهتمام كبيرًا، ولا سيما أنه آخذ في التطور بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.

استخدامات الهيدروجين

يُستخدم الهيدروجين -حاليًا- في تكرير النفط وصناعة الأسمدة، وعادة يُنتج من خلال تسخين الغاز الطبيعي ويُعرف بالهيدروجين الرمادي، وهي عملية شديدة التلوث وينبعث منها قرابة 9 أطنان أو أكثر مقابل كل طن من إنتاج الهيدروجين.

وهناك الهيدروجين الأزرق الذي يستخدم الفحم أو الغاز الطبيعي في عملية الإنتاج، لكنه مصحوب بتقنية الاحتجاز وتخزين الانبعاثات في باطن الأرض، إما في مغاور ملحية وإما في آبار النفط والغاز القديمة.

أما الهيدروجين الأخضر فينتج عن طريق تقسيم المياه باستخدام التحليل الكهربائي المعتمد على الطاقة المتجددة.

شعار شركة بي بي البريطانية
شعار شركة بي بي البريطانية – الصورة من موقع أوفشور إنرجي

وتأمل شركة بي بي البريطانية في تعزيز مشروعاتها في قطاع الهيدروجين الأزرق، موضحة أنها ستستفيد من خبرتها في قطاع النفط والغاز لتطوير مرافق احتجاز الكربون وتخزينه.

كما تخطط لتعزيز قدرتها في قطاع الطاقة المتجددة، وتخطط لإنتاج 50 غيغاواط بحلول عام 2030، واستخدام جزء منها في عملية التحليل الكهربائي.

أهمية الإعفاءات الضريبية

في هذا الصدد، قالت مديرة قسم الهيدروجين في الولايات المتحدة، توميكا ماكليود، إن مصفاة وايتنغ ستستبدل الهيدروجين الأزرق بنحو 200 ألف طن من الهيدروجين الرمادي الذي تستخدمه المصفاة سنويًا.

وقد يبدأ المشروع العمل بحلول عام 2026-2027، مع خطط لتوسيع نطاقه ليشمل الهيدروجين الأخضر.

وفي المرحلة الثانية من المشروع، ستستخدم الصناعات الثقيلة الأخرى في المنطقة الوقود منخفض الكربون لخفض قرابة 36 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وسيعتمد المشروع على الإعانات؛ ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع الهيدروجين في إطار المنافسة مع الوقود الأحفوري منخفض التكلفة.

ووفقًا للمحللين، يقدم قانون خفض التضخم ائتمانًا ضريبيًا بقيمة 3 دولارات لكل كيلوغرام للهيدروجين النظيف، وبذلك تكون تكلفة الهيدروجين الأخضر تعادل أو حتى أقل من تكلفة الهيدروجين الرمادي والأزرق.

وأشادت ماكيلود بالإعفاءات الضريبية الحالية، مؤكدة أنها عززت من قدرة الهيدروجين الأخضر على المنافسة.

وقالت إن الإعفاءات ستسمح في البداية للهيدروجين الأخضر والأزرق بمنافسة الهيدروجين الرمادي؛ ما يتيح القدرة للمستهلكين على التحول إلى وقود أنظف.

في المقابل، يرى الرئيس الدولي لقطاع النفط والغاز بشركة إرنست ويونغ، آندي بروغان، أن نمو الطلب على تطبيقات الهيدروجين الجديدة سيكون أساس التكلفة التنافسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق