مناجم النيكل في إندونيسيا تتلقى استثمارات صينية بـ14 مليار دولار
النيكل روح السيارات الكهربائية
عمرو عز الدين
شهد قطاع مناجم النيكل في إندونيسيا تنافسًا شرسًا من قبل الشركات الصينية التي ضخّت استثمارات بلغت 14 مليار دولار على مدار العقد الماضي.
واهتمّت الصين بالاستثمار في قطاع التعدين بجزر إندونيسيا الغنية بالمواد المعدنية النادرة المستخدمة في صناعة بطاريات الليثيوم ذات الطلب العالمي المرتفع، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ.
وتستحوذ مناجم النيكل في إندونيسيا على أكبر احتياطيات في العالم، ما أسهم في جذب استثمارات أجنبية ضخمة بمليارات الدولارات خلال السنوات الماضية، لا سيما من الصين المتربعة على عرش إنتاج بطاريات الليثيوم في العالم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتركز أغلب استثمار الشركات الصينية في مناجم النيكل بجزيرتي سولاوسي وهالماهيرا في إندونيسيا، بوصفهما من أكبر الجزر المستحوذة على المعدن في البلد الواقع جنوب شرق آسيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبتعد هذه الجزر عن العاصمة الصينية بكين بنحو 3 آلاف ميل، إذ تنشط شركات التعدين الصينية في بناء مصافي التكرير اللازمة لاستخراج المعدن من مناجم النيكل في إندونيسيا.
كما أسست الشركات الصينية مدرسة جديدة بالجزيريتين، بالإضافة إلى متحف يُشيّد على أحدث مستوى وصلت إليه المتاحف الحديثة في العالم.
ضخ 3 مليارات دولار في 2022
بلغ حجم استثمارات الشركات الصينية في جزر النيكل الإندونيسية النائية قرابة 3.2 مليار دولار خلال العام الحالي (2022) منفردًا، ليرتفع حجم الاستثمارات الإجمالي خلال السنوات الـ10 الأخيرة إلى 14.3 مليار دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعد الشركة الصينية لتصنيع مواد البطاريات (سي إن جي آر) من أبرز الشركات الناشطة في استثمارات مناجم النيكل في إندونيسيا.
وتستثمر الشركة -حاليًا- في 3 مشروعات جديدة في إندونيسيا لإنتاج النيكل غير اللامع، مستهدفة زيادة قدرتها الإنتاجية إلى 120 ألف طن سنويًا.
وضخّمت الشركة استثمارات العام الماضي في مشروعين من مشروعات النيكل غير اللامع في جزيرة سولاويزي بالشراكة مع شركة ريغكويزا إنترناشيونال الخاصة المحدودة بسعة إنتاجية قدرها 60 ألف طن سنويًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
النيكل روح السيارات الكهربائية
تتوقع الصين أن تجني ثمار هذه الاستثمارات خلال العقد المقبل عبر استخراج كميات ضخمة من النيكل تكفي تأمين احتياجاتها من هذا المعدن النادر، بما يمكنها من استمرار تصدرها لمشهد الليثيوم في العالم.
ويستخدم النيكل بصورة أساسية في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ والحرارة العالية، كما تعتمد عليه صناعة بطاريات السيارات الكهربائية بصورة شبه حصرية.
ويدخل النيكل مباشرة في صناعة 90% من القطب الكهربائي الذي يخرج منه التيار في السيارات الكهربائية، والمعروف باسم "الكاثود"، وهو أهم وأغلى جزء تقني في صناعة البطاريات عالية الأداء.
وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن الطلب على هذا النوع من البطاريات سيتخطى المعروض بصورة قياسية على المدى المتوسط، ما سيصب في صالح المتيقظين للاستثمار في النيكل والليثيوم مبكرًا، وعلى رأسهم الصين، وفقًا لموقع بلومبرغ.
حظر تصدير المعادن الخام
تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على النيكل إلى 3.4 مليون طن بحلول عام 2024، مقارنة مع 2.5 مليون طن في العام الماضي (2021).
كما تتوقع الوكالة أن يتضاعف الطلب العالمي على المعدن بمعدل 19 ضعفًا بحلول عام 2040، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واتجهت إندونيسيا منذ عام 2014 إلى حظر تصدير خامات المعادن غير المعالجة، في محاولة لتوطين صناعة المنتجات المعدنية النهائية وتصديرها إلى الخارج بالشراكة مع المستثمرين الأجانب الراغبين في الاستثمار بهذا القطاع.
واقترحت حكومات إندونيسيا السابقة تطبيق هذا الحظر منذ عام 2009، إلا أنها تأخرت في ذلك حتى عام 2014، وتهدف هذه الخطوة إلى إجبار الشركات الأجنبية على بناء مصانع لمعالجة المعادن في البلاد، وهو ما استجابت إليه الشركات الصينية وشرعت فيه منذ سنوات.
اقتراح منظمة أوبك للنيكل
تقترح حكومة الرئيس الإندونيسي الحالي جوكو ويدودو إنشاء منظمة عالمية لمنتجي النيكل على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وكشف وزير الاستثمار الإندونيسي بهليل لهاداليا، عن هذه الفكرة -لأول مرة- في اجتماع مع وزيرة التجارة الدولية الكندية ماري إنج، على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي خلال المدة 15-16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وقال الوزير، إن وجود تحالف للدول الغنية بالمعادن على غرار أوبك سيساعد في توحيد السياسات الحكومية ودفع تنمية الصناعة التحويلية المرتبطة بمعدن النيكل.
وتستحوذ إندونيسيا وحدها على 25% من إجمالي احتياطات المعدن عالميًا، ما يرشحها لموقع قيادي بارز في هذه المنظمة المقترحة على غرار المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى منظمة أوبك.
وبلغ إنتاج إندونيسيا من النيكل مليون طن في العام الماضي، في حين بلغ إنتاج كندا قرابة 130 ألف طن خلال 2021، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
أما الصين فبلغ إنتاجها من النيكل 120 ألف طن خلال العام الماضي، لكنها تمتلك احتياطيات كبيرة من المعدن عالميًا (أقل من 3%)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتأمل إندونيسيا في تسريع مباحثات التجارة الحرة مع كندا بصفتها واحدة من أكبر 10 دول منتجة للنيكل في العالم، في إطار خططها الطموحة لأن تصبح مركزًا عالميًا لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
كما تأمل في أن تستحوذ على مركز بارز في صناعة توربينات الرياح ومحطات الطاقة الشمسية والنووية التي تحتاج إلى النيكل بالدرجة نفسها التي تتلهف عليها صناعة السيارات عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في إندونيسيا تنتعش بمصنعين جديدين
- تعليق إنتاج الليثيوم في الصين يهدد صناعة السيارات الكهربائية
- مقال - هل تكون ثورة السيارات الكهربائية نعمة اقتصادية لإندونيسيا؟
اقرأ أيضًا..
- اليابان تتجه إلى تعدين البيتكوين لاستغلال زيادة إنتاج الطاقة المتجددة
- إندونيسيا ترفع مزيج زيت النخيل في الديزل الحيوي إلى 35% بحلول 2023
- هيونداي تطلق سيارة جينيسيس جي في 60 الكهربائية.. تعرف على الأسعار والمواصفات